من خلال رؤية ثاقبة وحس راق لباحث واع يحركه الانتماء للوطن قدَّم الدكتور ' حسام بدراوي ' آخر إصداراته ' التعليم الفرصة للإنقاذ ' رؤية شاملة يستشرف من خلالها مستقبلاً واعداً، رؤية ترتكز علي الشفافية والمصارحة والمكاشفة دون تهوين أو تهويل، ولا غرابة، فلقد عوّدنا حسام بدراوي علي أن يجاهر برأيه ولا يخشي في الحق لومة لائم، عودنا من خلال نشاطاته الاجتماعية والسياسية أن ينطق بالحقيقة ويفتق الثغرات دون خشية من أحد . حسام بدراوي لم يجامل ولم يناور وإنما امتشق سلاح الجدية والنزاهة كي ينصف الحق وحده في النهاية، ومن خلال كتابه الجديد يقدم خريطة طريق لنهضة المجتمع المصري وإنقاذه قبل فوات الأوان، وبمبضع الجراح يضع يده علي الداء من أجل استئصاله، أما الحكمة التي يسوقها عبر كتابه فتقول : إنك لا تستطيع أن تغير واقعاً لا ترضاه بنفس المنهج الذي استخدمته من قبل في خلق هذا الواقع، وعليه لابد من المبادرة بمنهج جديد حتي لو كان في هذا مخاطرة أحياناً . الكتاب وثيقة تطهيرية تدعو لتطوير الإنسان من خلال تطوير التعليم بوصفه فرصة لإنقاذ المجتمع، ومن خلال خبرته المكتسبة سياسياً وخبرته كأكاديمي وخبرته المهنية كطبيب يقدم حسام بدراوي هذه الروشتة البليغة حول تعليم ناجع يمثل بداية الطريق للخروج من دائرة الجدل المغلقة حول قضية يتعين علينا جميعاً حسمها كأولوية، فالروشتة لإنقاذ مصر من خلال إنقاذ التعليم، فهو يري أن منحني التعليم الحالي سيؤدي إلي كارثة إنسانية في مصر إن لم نقم بثورة تصحيحية تعطي الأمل في تنمية الإنسان المصري . كتاب ' التعليم الفرصة للإنقاذ ' صدر حديثاً في أعقاب ثورة 25 يناير ومن ثم جاء منطوقه ثورياً هو الآخر يدعو إلي عملية إصلاح تبدأ وتستمر وتتواصل بالتنمية الإنسانية ليكون التعليم هو مدخلها الرئيسي وهو ما هدف إليه الكتاب الذي يدعو إلي تحويل الفكرة إلي فعل وتحويل الإرادة إلي عمل . في فصل كامل حمل عنوان ' تحديات التطبيق ' ركز المؤلف علي الوسائل التي تعين علي التفعيل علي أرض الواقع ومن خلال الإرادة والإيمان والمثابرة والتفكير غير النمطي ودراسة تجارب الآخرين، فكل هذا يمكن أن يتيح الحلول للمجتمع المصري . بإحساس شاعر مرهف ومعالجة رصينة عكس حسام بدراوي خلال كتابه فضيلة الجمال ممثلا في اكتمال الهدف من خلال النظام والتناغم والانسجام بما يتطلبه لكل هذا من دقة ورقة وتناسق وتوازن وترابط، أما أهم ما يؤكده في كتابه فهو روح الإصلاح منبهاً إلي ضرورة ألا يظل الإصلاح حبيس الأوراق وإلا أصابه الموت وأصبح بلا معني، ولذا يجب تنفيذه ليظهر أثره علي المجتمع .