انشغلت السلطات الفرنسية منذ أشهر طويلة بما يحدث في مخيم كاليه شمال فرنسا الذي يحتوي على أكثر من 8 ألاف مهاجر ولاجئ تمكنوا خلال الأعوم القليلة الماضية من الوصول عبر المتوسط وعبر الحدود التركية من الوصول إلى مخيم مدينة كاليه التي تقع على سواحل بحر المانش الذي يفصل فرنسا عن بريطانيا حالمين بالوصول إلى بريطانيا لدوافع إنسانية وثقافية بعد أن دفعتهم النزاعات والحروب والفقر والبطالة في بلدانهم الأسيوية والأفريقية إلى الحلم بالجنة الموعودة في أوروبا ، ولهذا فقد أقرت الحكومة الفرنسية واتخذت أكثر من قرار لإزالة المخيم الذي يسمونه بغابة وأدغال اللاجئين بسبب الظروف الغير إنسانية التي يعيشها المهاجرون ويسببون لفرنسا مشكلات أمنية وسياسية وغير أخلاقية ، إلا أن السلطات الفرنسية فشلت لأكثر من مرة في إزالة المخيم حتى صدر قرار قضائي بالإخلاء بدأ يوم الاثنين الماضي عندما قامت السلطات بإخلاء المخيم ونجحت في إخلاء أكثر من 4 آلاف مهاجر تم نقلهم عبر الحافلات وتوزيعهم على مخيمات وأماكن للإقامة داخل الكثير من المدن الفرنسية سعيا لبحث أوراقهم وإمكانية منحهم الإقامة أو القيام بترحيلهم إلى بلدانهم أو محاولة إقناع بريطانيا بقبول طلبات لجوئهم وذلك بعد أن قامت بريطانيا بالتشديد الصارم على حدودها مع فرنسا وتحديدا مع منطقة كاليه التي كان يتسلل منها المهاجرون في الماضي إضافة إلى اتخاذ بريطانيا قرارها الأخير بالخروج من الاتحاد الأوروبي وبالتالي عدم تقيدها بكل الاتفاقات المبرمة ومنها ما يتعلق بملف المهاجرين واللاجئين ، ورغم إخلاء عدد كبير من المخيم لم تتمكن السلطات الفرنسية وحتى هذا اليوم الأربعاء من القدرة على إقناع العدد المتبقي برغم قيام الجرافات بهدم الكثير من أماكن إيواء المهاجرين الهشة وحرق الكثير من الخيام ووقوع احتكاكات وصدامات كبيرة بين الشرطة الفرنسية والمهاجرين ومع هؤلاء الذين يفضلون البقاء ليتمكنوا من دخول انجلترا برغم الظروف الإنسانية والمناخية الصعبة التي يعيشها المهاجرون ، وتأتي تلك العملية من جانب السلطات الفرنسية لتثبت فشل الكثير من الدول الأوروبية أي فشل الاتحاد الأوروبي في طريقة معالجته لملف الهجرة غير الشرعية برغم كل المؤتمرات والاتفاقات والقوانين المبرمة والملزمة لدول الاتحاد ومفوضية اللاجئين وعدم تمكنهم من وضع خطة ناجحة للتصدي لتلك الموجة من الهجرة أو التمكن من حل الأزمات والحروب والنزعات في البلدان التي يأتي منها المهاجرون ولتبقى كل الحلول والقوانين المبرمة حبرا على ورق أمام أكبر أزمة هجرة إنسانية يشهدها العالم وتهدد أمن واستقرار أوروبا وهي المسئولة الأولى عن تلك الأزمة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية .