فوجيء جميع المنتظرين لجنازة شهيدة الاسكندرية ولأول مرة باستجابة فورية من المجلس الأعلي للقوات المسلحة، والذي أوفد مندوبًا عنه لأسرة الشهيدة أبلغهم -وفقا لوليد صابر، شقيق الشهيدين- أن المجلس يعلن حمايته للأسرة بعد التأكد من تهديدات الضابط مصطفي الدامي المتهم بقتل الشهيدين الشقيقين والذي كان قد أرسل لأسرتهما بلطجية لتهديدهم وقاموا بإشعال النار في منزل الأسرة بالإسكندرية لإجبارهم علي التنازل عن المحضر المحرر ضده باتهامه بقتل الشقيق وإصابة الشقيقة، قبل وفاتها. وأضاف وليد أن المجلس العسكري قد أوفد له مندوبًا من الشرطة العسكرية لمساعدته في إنهاء الإجراءات فيما قررت النيابة العامة تشريح جثة هدي لتحديد سبب الوفاة. وكانت الشهيدة قد تم نقلها للمستشفي الجامعي الرئيسي يوم 28 يناير الماضي، وعانت من الإهمال الطبي الجسيم حتي إنه لم يتم استخراج الرصاصة من عنقها إلا منذ أسبوع فقط، مما نتج عنه إصابتها بتسوس في عظام القفص الصدري، وقد ناشدت أسرتها أصحاب القلوب الرحيمة من خلال إذاعة الإسكندرية لعلاجها وهو ما تعرض بسببه أحمد خيري المذيع بالإذاعة للتهديد من قبل الضابط مصطفي الدامي الذي قام باستضافة شقيقها وليد. وقد تعاطف بعدها مع الحالة أحد الأطباء بالقاهرة وهو الدكتور طارق المرشدي وقام بنقل المصابة منذ أسبوع بطائرة خاصة ليتم علاجها بمستشفي الشفاء المملوك له بمنطقة الساحل بالقاهرة إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة أمس . وقد أصدر النائب العام قرارًا باستخراج جثة إبراهيم صابر، الشقيق الأكبر للشهيدة، والذي أطلق الرصاص عليه يوم جمعة الغضب وذلك لتشريحها من جديد تزامنًا مع تشريح جثة الشقيقة الشهيدة التي لقيت مصرعها مساء أمس. وقد تم تأجيل تشييع جثمان الشهيدة إلي الغد لحين الانتهاء من فحص الطب الشرعي، فيما أعلن شقيق الشهيدة أن المجلس العسكري قد أمر بتعيين حراسة بالمدرعات العسكرية علي الجثمان حيث يصل غدا لمسجد القائد إبراهيم في حراسة عسكرية، مشددة علي أن يتم إجراء جنازة عسكرية للشهيدة بأوامر صادرة من المجلس العسكري وذلك نظرًا للضغوط الشديدة التي تتعرض لها الأسرة من قبل الضابط المتهم بالقتل. وفي سياق متصل علمت "بوابة الأهرام" أن جهات سيادية عليا تقوم الآن بفحص ملف الخدمة الخاص بالضابط مصطفي الدامي المتهم بقتل الشهيدين البالغين من العمر 17و18 تمهيدًا لاتخاذ إجراءات رادعة ضده. كان الشقيقان قد أصيبا بالرصاص يوم 28 يناير المعروف ب"جمعة الغضب" في أثناء توجههما إلي مقر مركز الصحة العالمية للعلاج، دون أن يعرفا أنه كانت هناك مظاهرات سوف تندلع، فسقط إبراهيم جثة هامدة فيما سقطت هدي وظلت تقاوم طلقة الرصاص التي استقرت في عنقها ولم يتم استخراجها إلا منذ أسبوع فقط، ثم لفظت أنفاسها الأخيرة أمس.