نعم تجرعت تركيا العلقم فى الثانى عشر من يناير الجارى من جراء التفجير الذى نفذه داعش فى ساحة السلطان أحمد والتى تقع فى قلب منطقة سياحية تاريخية فى اسطنبول فخلف 25 قتيلا وجريحا معظمهم سياح ألمان. العمل بربرى وجبان ومدان بالطبع من الجميع. بيد أن تركيا هى التى جلبت هذا على نفسها عندما عانق أردوغان الارهاب من خلال دعمه لداعش والنصرة والاخوان فساعد بذلك على تكثيف العمليات الاجرامية التى تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين وقتل الأبرياء. شرع أردوغان فى توظيف التفجير لتحسين صورة تركيا وهى التى حامت حولها الشبهات وارتسمت علامات الاستفهام حول علاقتها بداعش ودعمها له والذى أكده التعاون الوثيق بين القوات التركية وحرس الحدود وبين داعش بما يسمح للتنظيم الارهابى بالسيطرة على مساحات واسعة من الأراضى العراقية والسورية. بل إن عناصر داعش أقروا بأن هناك تعاونا تاما مع تركيا قدمت بموجبه السلاح والذخيرة وسمحت لهم بعبور المنافذ الحدودية التركية كى يشنوا هجماتهم الوحشية ضد الأكراد شمال شرق سوريا.إنها تركيا صاحبة الدور الأهم فى صناعة وتمويل ومساعدة داعش عبر حدودها المشتركة مع سورياوالعراق . وفرت تركيا لداعش شاحنات الأسلحة وعالجت جرحاه. تغاضت الشرطة التركية فى الداخل عن نشاط المنتمين للتنظيم وهو ماساعده على الوجود والتمدد. دعم تركيا لداعش جاء من منطلق توجهاتها السياسية الخارجية المتعلقة بأطراف ثلاثة هى سوريا والأكراد والعراق، فلقد استعانت بداعش لاسقاط نظام الرئيس بشار، وقامت بدعم التنظيم ضد الأكراد العدو المشترك لكليهما، ودعمته ضد العراق فى اطار سعيها إلى تقسيم أرض الرافدين على أمل ايجاد دولة سنية تصبح تابعة لها فيما بعد مما يوسع مساحة نفوذ تركيا فى المنطقة.ولهذا قدمت تركيا لداعش ما أمن له تواجده وتمدده فى الساحة. وتأتى الأدلة التى جمعها «معهد حقوق الانسان» بجامعة كولومبيا بأمريكا لتثبت وتدعم مساعدة تركيا لداعش والنصرة، وتكشف عن أن استهداف أردوغان للأكراد إنما يأتى فى الأساس خدمة لداعش. وبذلك بات أردوغان هو المحور الرئيسى فى ازدهار شرور داعش الظلامى. ولأن الله يمهل ولا يهمل، فلقد انقلب السحر على الساحر وتجرعت تركيا الحصاد المر وحصدت نتائج ما زرعته عندما قام تنظيم داعش الارهابى باستهدافها بالتفجير الذى وقع فى اسطنبول مؤخرا.لقد نسى أردوغان أن دعمه للارهاب مدان بكل المعايير كونه يتنافى مع كافة القيم والأخلاق والمبادئ الانسانية والشرائع السماوية. غاب عن تركيا وهى تحتضن الارهاب وتطلقه صوب سورياوالعراق أن الارهاب لا دين له، وأن ما قامت به هو عمل دنىء لا يقدم عليه إلا مجرم منحرف لا أخلاق له. غاب عن أردوغان أن الارهاب الذى سلطه على سورياوالعراق من شأنه أن يعمل على زعزعة الاستقرار فى المنطقة بل وسيرتد على تركيا بالتبعية بحيث لن تكون بمنأى عنه. وهذا هو المحظور الذى أوقعت نفسها فيه دون أن تدرى.....