وسط ما تتعرض له مصر من مخاطر تتعلق بالآثار السلبية المتوقعة من جراء بناء سد النهضة ومع استمرارية المفاوضات غير المثمرة مع الجانب الأثيوبي برغم ما يعرض مصر لأضرار جسام منها ما يمكن أن يفاجئنا بانقطاع المياه عن نهر النيل ونشوء أزمة كبيرة تتعلق ب90 مليون مواطن وأراضيهم للعطش وتهديد مستقبل الحياة بمصر لأجيال قادمة، فأثيوبيا كانت ومنذ البداية على علم بخطورة بناء هذا السد على مصر عندما استغلت انشغال مصر بثورتها فتجاهلتها وأقبلت على بنائه، كما أنها وفق أجندات أعدت سلفا لاستهداف مصر أصرت على استكمال السد دون انتظار إجراء الدراسات الفنية لتجنب وقوع المخاطر بين جميع الأطراف وبدون مراعاة واحترام للاتفاقات والقوانين المبرمة التي تتعلق بتأمين حصة مصر من مياه النيل و مدى ارتباطها بوجودها، ورغم ما يحدث من الجانب الأثيوبي الذي يعتمد على التسويف وعدم اعترافه بحصة مصر من المياه ومواصلة بنائه للسد لهدف تنموي له بدائل فإن مصر مازالت تعتمد على إتباع سياسة ضبط النفس واحترام علاقات الجوار واللجوء للحوار المباشر دون تدويل لتجنب الأزمات، ومع الجانب الأخلاقي للرئاسة والسياسة المصرية في هذا الملف فإن الشارع المصري يعيش حالة من الغليان والقلق على مصيره ومصير حياته ونيله الذي كان يعيش ويهبه الحياة والجريان منذ آلاف السنين ؟ وأمام حالة فزع المصريين وأمام مماطلة وعدم جدية الأثيوبيين لا يوجد ما يطمئن المصريين على مياه نيلهم غير اتخاذ الرئيس السيسي خطوات استباقية لتأمين استمرار تدفق المياه في نهر النيل والنظر بجديته المعهودة عنه لمشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل مع احتفاظ مصر وتمسكها بحقها القانوني في مياه النيل الأزرق، فالذي استطاع أن يملك قرار شق قناة السويس الجديدة وغيرها من المشاريع الجبارة في مصر قادر على أن يتولى بنفسه مع العلماء الدوليين والمحليين ورجال الأعمال المخلصين النظر إلى إمكانية تحقيق هذا المشروع وتذليل كل الصعوبات على تحقيقه لأنه لا أغلى من الماء في هذا الوجود وعندها سيسجل له التاريخ هذا الانجاز وبهذا نكون قد سبقنا الزمن وضربنا مشروع سد النهضة الذي يستهدف مصر ووجودها وأمنها القومي، هذا مع قيامنا بالمشاريع التنموية والاستفادة الكبيرة من المشاريع التي يمكن أن تخدم الدول التي يمر بها المشروع بعد توصيل النهرين , وهذا لن يتأتى ذلك إلا بقهر المستحيل ووقوف الرئيس السيسي في وجه البيروقراطية والعقليات العقيمة المتواجدة ببعض المؤسسات المصرية التي أخرت مصر لعقود, مع استثماره وتشجيعه للعقول المخلصة من أبنائه، والوقوف أيضا في وجه الذين تم اختراقهم ولمن يكيدون لمصر مع توظيف الرئيس السيسي لسياساته وعلاقاته الحكيمة والمتينة لتذليل الصعوبات والخلافات التي يمكن أن تنشأ مع باقي دول نهر الكونغو حتى يتثنى لسيادته إعلان البدء لدراسة هذا المشروع المصيري وإنجازه بالاعتماد على سواعد المصريين, وعندها فإن مصر ستظل ومنذ فجر التاريخ هي بلد المعجزات والانجازات العظيمة التي تجعلها وتجعل شعبها في خير وترابط ووئام وعزة وكرامة حتى قيام الساعة