آن الأوان لأن تدرك الدول العربية والإسلامية مدى الخطر الذي يقع عليهما من جراء التدخل الإيراني السافر في شئونهم ، وإصرار إيران على إحداث الصراع والفتنة والشقاق بين المسلمين والتفريق بينهم من خلال الأفكار والبدع الدخيلة على الدين الإسلامي التي تسعى للصراع بين الشيعة والسنة وبخاصة بعد ما خرج عن الثورة الإيرانية ومرشديها المتعاقبين وصولا إلى الملا خامنئي الحاكم الفعلي لإيران الآن ، فلقد تزايد الإرهاب والعنف والقتل وانتشار الجماعات الإرهابية في الكثير من البلدان العربية التي استطاعت إيران نشره من خلال فكرها الاستعماري القديم في المنطقة ومسئوليتها عن نشر الفكر الشيعي المتطرف الذي نجحت في نشره في بعض البلدان العربية من خلال خلق نماذج دينية على غرار خامنئي كحسن نصر الله في لبنان ، وعبد الملك الحوثي في اليمن ، ونمر باقر النمر في السعودية وغيرهم في العراق والكثير من الدول الإسلامية ، وهي شخصيات دعائية تحريضية تستخدمها إيران وتصنعها من أجل تنفيذ مخططاتها الدينية والتوسعية من خلال إحداث الفرقة والفتنة في الدول وبخاصة بين الشيعة والسنة بها ، ودليل ذلك ما يحدث في حرب المتمردين الحوثيين على اليمن العربية ، وما يحدث في العراق وسوريا والبحرين من فتنة وخراب ونزاع واقتتال طائفي أساء للإسلام والمسلمين أمام كل دول العالم ، وها هو ينتقل الآن إلى السعودية من خلال تدخل إيران في شئونها والاعتراض والمزايدة على قضائها ومحاكمتها العادلة لأفرادها وحقها كغيرها في استخدام وتنفيذ قوانينها وأحكامها ثم القيام من خلال حكامها ومن خلال منابرها بتوجيه التهم والسباب والعداء إلى السعودية نتيجة قيامها بتنفيذ أحكامها العادلة على القتلة والمجرمين دون تمييز بين الجنسية أو الملة ، ثم قيام الإيرانيين وعلى مرأى من السلطات بحرق المقار الدبلوماسية السعودية والاعتداء على الدبلوماسيين السعوديين وتعريض حياتهم للخطر ، وهي أمور يجرمها ويحذر منها القانون والمواثيق الدولية ، ولهذا يجب بعد كل ما تحدثه إيران في المنطقة العربية وبخاصة بلدان الخليج وحرب اليمن وتأجيج إيران لإحداث الطائفية بين أبناء تلك البلدان أن نقف جميعا في وجه تلك الدولة التي انكوى العالم والدول المسالمة بإرهابها ومخططاتها الإجرامية ونواياها النووية والعدوانية التي تقوم بها دون مراعاة للقوانين الدولية أو احترامها وتقديرها لمفهوم الدين الإسلامي الصحيح ولا لمعرفتها لحق الجار والجوار ونيتها العدوانية ومشاريعها البغيضة تجاه بلد الحجيج والمسجد الحرام وهؤلاء المخلصون من الملوك السعوديين الذين يقومون بأعلى الخدمات لبلدهم ومساهمتهم التي لا تنقطع لخدمة القضايا العربية والخدمات المتعددة النظير لكافة البلدان الإسلامية وحرصهم على الوقوف في وجه لإرهاب ووحدة وأمن الخليج وباقي التراب والأرض العربية ، ولكل ذلك يجب ألا نتهاون من الآن للوقوف في وجه تلك الدولة المارقة التي عرفتها مصر بعد مقتل الرئيس السادات بعد قيامها من خلال أفكار ثورتها الإسلامية بنشر وتغذية الفكر المتطرف وصناعة التنظيمات الإرهابية الخطيرة في كل بلاد العالم ، ونحن مسرورون الآن لهذا التضامن العربي القوي مع المملكة العربية السعودية ومنه قيام البحرين بعد السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية وكذلك جمهورية السودان ثم الإمارات مع الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية وتضامن الكثير من الدول للوقوف من أجل عقاب تلك الدولة المارقة المسئولة عن خراب المنطقة والمسئولة عن تهديد الأمن والسلم الدولي حتى تأتي اللحظة التي ستدرك فيها أن البلدان العربية ذات كرامة وعزة وسيادة وقوة باطشة يمكن أن تزعزع هذا الكيان الشيطاني وتقف له بالمرصاد كما تقف له بقوة من خلال عاصفة الحزم باليمن وغيرها من البلدان العربية .