أكد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الجمعة أن عصر الاحتكارات انتهي وعصر المصالح المشتركة بدأ، مضيفا أن أحدا لا يستطيع أن يمنع شعوب دول حوض النيل من التعاون المشترك والسعي لتحقيق التنمية. وقال شرف في مؤتمر صحفي عقب جلسة المباحثات الموسعة بين الجانبين المصري والإثيوبي إنها جرت في أجواء أخوية للغاية ويجب أن نجعل الماضي ماض ونطوي صفحته ونحن ندخل إلي حاضر نعد فيه إلي المستقبل.. مشيرا إلي أنه تمت مناقشة قضايا مهمة وكلها مبنية علي أمور لم يتم التواصل فيها من قبل تركزت بشكل أساسي علي زيادة التواصل والتعاون المشترك في كافة المجالات خلال جلسة المباحثات التي استمرت نحو الساعة. وحول موضوع ملف المياه تساءل شرف "هل يعقل أن تكون مصر وإثيوبيا باعتبارهما أقدم حضارتين ويربط بينهم واحد من أهم أصول الدنيا وهو نهر النيل ثم نقلصها في إشاعات تقول إن المصريين لا يريدون لإثيوبيا أن تعمل خطط تنمية وأن المصريين يشكون أن إثيوبيا تريد منع المياه عنهم ونفي الدكتور شرف هذا الكلام نفيا قاطعا وسوف نبدأ فورا في دراسة بعض المقترحات لبحث موضوعات المتعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين". وأضاف أنه وجه الدعوة إلي رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي لزيارة مصر قريبا والذي وعد بتلبيتها في أقرب وقت ممكن لاستكمال ما تم الاتفاق عليه خلال محادثاتهما اليوم. وأوضح شرف أن العلاقات ليست حل المشاكل وإنما هي وضع خطط تنمية شاملة بما يفيد مصلحة البلدين والشعبين، مضيفا "إننا نتحدث عن منطقة حباها الله بالكثير من الموارد الطبيعية". وأكد رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف ضرورة عدم الانسياق إلي المحاولات الرامية إلي توسيع الخلافات والمشاكل، مشددا علي أن يكون هناك خطة تعاون شاملة متكاملة لتذويب كل المشاكل. ونوه بقرار رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي تأجيل التصديق علي الاتفاقية الإطارية التعاونية لدول حوض النيل وتشكيل لجنة مشتركة من خبراء مصر وإثيوبيا والسودان وآخرين من الخبراء الدوليين ومن نراه لدراسة سد الألفية 'النهضة' المزمع إقامته علي النيل الأزرق. وقال إن الجانب المصري أبدي حسن نواياه تجاه تلك المبادرة واستعدادنا للمساهمة في كل مشروعات التنمية في إثيوبيا والتي تعتمد بشكل أساسي علي الطاقة وطالما لم تضر بمصالحنا المصرية. من ناحية اخري اختتم الدكتور شرف زيارة الي اوغندا اتفق خلالها علي تنفيذ عدة مشروعات مشتركة بين البلدين وتتضمن اتفاقية في مجال البحث العلمي حيث تقدم مصر بمقتضاها عددا من المنح الدراسية للطلاب الأوغنديين في الجامعات المصرية والاستفادة من مدينة زويل العلمية التي سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل وستقدم خدماتها البحثية والعلمية للقارة الأفريقية. وتم الاتفاق علي التعاون في مجال النقل والسكك الحديدية من خلال ربط مصر بجوبا وأوغندا حتي جنوب أفريقيا علي أن يتم تنفيذ المشروع خلال عام. واتفق الجانبان أيضا علي تنفيذ مشروع لبناء عدد من السدود الصغيرة في أوغندا لتوليد الكهرباء والطاقة وحصاد مياه الأمطار إضافة إلي حفر مائة بئر جوفية لتوفير مياه الشرب لأهالي القري المحرومة من المياه هناك بتكاليف تصل إلي 4.5 مليون دولار. صرح بذلك الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء في أديس أبابا موضحا أن الاتفاق تم خلال المباحثات التي أجراها الدكتور شرف مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عقب انتهاء مراسم تنصيبه لفترة رئاسية جديدة. وقال السمان "إن الدكتور شرف سلم أمس رسالة من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي الرئيس الأوغندي عبر فيها عن خالص تهنئة الشعب المصري والحكومة والمجلس العسكري له لتولي فترة رئاسة جديدة وأمنياتهم بتحقيق آمال شعبه العظيم في التقدم والازدهار والتعاون المشترك بين البلدين في شتي المجالات". أضاف "أن المباحثات جرت في جو ودي للغاية واستمرت نحو الساعة ونصف ساعة وأن رئيس الوزراء وجه دعوة إلي الرئيس الأوغندي لزيارة مصر كما وجه الرئيس الأوغندي دعوة للمشير طنطاوي لزيارة أوغندا". ووعد موسيفيني بأنه سيزور القاهرة والأقصر ومعبد الكباش قريبا مشيدا بعمق الحضارة الفرعونية.