فيما يشبه المسرحية الهزلية، أطلقت السيدة الأمريكية الأولى ووزيرة الخارجية السابقة «هيلارى كلينتون» تصريحات على هامش مؤتمر انتخابى لها بأوكلاهوما كمرشحة «ديمقراطية» محتملة للرئاسة حيث أكدت أنها الوحيدة القادرة على هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابى وفق خطة واضحة استنادًا إلى تجربتها الطويلة فى غرف عمليات الحكم بالبيت الأبيض!!. وتفتح هذه التصريحات العنترية مجموعة من الملاحظات التى تؤكد أن «داعش.. صناعة أمريكية». )1( فى أغسطس 2014م، وبعنوان «خيارات صعبة»، أصدرت هيلارى مذكراتها التى أثارت جدلًا شديدًا لاسيما ما تعلق منها بأن أمريكا أسست «داعش» لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، وساعتها تلقفت وسائل الإعلام- خصوصًا المصرية- ما سبق، وهو ما أزعج «هيلارى» التى نفت بشدة وقالت لصحيفة )واشنطن بوست(: «سئمت من نظريات المؤامرة المجنونة التى تصدر من مصر»!! )2( تضمنت الوثائق السرية الصادرة عن وكالة الأمن القومى الأمريكى والتى سربها الموظف السابق فى الوكالة «إدوارد سنودن» أن تنظيم «داعش» هو صنيعة الاستخبارات الأمريكية، ومعها..البريطانية والإسرائيلية. وقد كشف الدبلوماسى الروسى السابق «فيتشسلاف ماتوزوف» عن تلك الوثائق التى تعتبر صناعة «داعش» تمثل جزءًا من الاستراتيجية الغربية والإسرائيلية المسماة ب«عش الدبابير» والتى تهدف إلى استقطاب المتطرفين من كل أنحاء العالم وتوجيههم إلى سوريا!! )3( فى أعقاب اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء فى منظمة شنغهاى للتعاون فى بطرسبورغ يوم 30 يونية الماضى، قال «أناتولى أنطونوف» نائب وزير الدفاع الروسى للصحفيين: إن تشكيل داعش جاء بدعم مالى وعسكرى من دول الغرب وحلفائه، من أجل القضاء على نظام بشار الأسد، مضيفًا: «أما الآن يخرج الإرهابيون والمتطرفون من تحت السيطرة وهم يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة». وغير بعيد عما سبق تصريحات الرئيس «بوتين» فى قمة العشرين الأخيرة بتركيا حين اتهم بعض الحاضرين بدعم داعش خصوصًا الدولة المضيفة!! )4( وفى السياق نفسه، قالت رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى «دانا روهر» إن هناك دلالات واضحة ضد الرئيس «أوباما» بمساعدته لتنظيم داعش الإرهابى، فيما قال «اد رويس» رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس لصحيفة «واشنطن فرى بيكون»: إن سياسة إدارة أوباما بعدم توجيه ضربات مباشرة لداعش أدت إلى نمو التنظيم الإرهابى فى أنحاء سوريا والعراق، مضيفًا: «إن القوات الأمريكية رجعت إلى البلاد محملة ب75% من الذخائر، وأنهم كانوا لا يحصلون على أى إذن بضرب معاقل داعش حتى وإن كان الهدف واضحًا أمامهم».