اعتبر الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس ، إعلان الرئيس باراك أوباما مؤخرا عن نشر قوات عمليات خاصة أمريكية على الأرض في العراقوسوريا ، بمثابة تصعيد جديد مُهمّ على صعيد الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي. وعزا مكمانوس - في مقال نشرته صحيفة (لوس انجلوس تايمز) - عدم تردد أصداء واسعة للإعلان ، إلى صياغته بمفردات عسكرية متخصصة ؛ وقد سمّى وزير الدفاع آشتون كارتر الوحدة الجديدة باسم "قوة استهداف متخصصة للتدخل السريع" وهي أكفأ قتاليا من "قوة دلتا" أو قوة فريق القوات البحرية ال"سيل تيم 6" . ونوّه الكاتب الأمريكي عن أن القوة المبدئية ستكون ضئيلة العدد بحيث لن تزيد عن 200 عنصر على أقصى تقدير ، منهم نحو 100 (كوماندوز) ممن يقتحمون الأبواب ويقتلون الإرهابيين أو يأسرونهم .. موضحا أنه على الرغم من قلة هذا العدد ، يبقى القرار مُهمّا للعديد من الأسباب: منها أنه بمثابة تخلٍّ صريح من جانب أوباما عن إصراره المؤكد مرارا بأنه لن ينشر جنودا على الأرض في العراق أو سوريا، وأن نموذج اجتياح العراق وشتات كتائب برية في الصحاري لن يتكرر ، كما يُعتبر الإعلان بمثابة إقرار ضمني بعدم كفاية القوة المحدودة التي خصصتها أمريكا لقتال تنظيم "داعش" لإحراز النصر عليه . ورأى مكمانوس في هذا الصدد أن أوباما لم يُرِدْ التصريح بأنه اتخذ القرار قبل هجمات داعش في باريس في 13 نوفمبر الماضي، وأنه ليس استجابة سريعة للانتقادات التي أعقبت الهجوم. ونوه الكاتب عن أن هذا القرار بنشر قوة عسكرية يختلف عن سابقيه من حيث أنه ليس مصحوبا بوعد بعدم التوسع في حجم تلك القوة أو نطاق تحركاتها ؛ وقد اقترح مسئولون بأنه حال نجاح عمليات الإغارة المبدئية فإن القوة الجديدة قد تتوسع في الحجم والنطاق. ورجح مكمانوس أن يرى النُقاد في اليسار القرار باعتباره خطوة أخرى صوب أعماق مستنقع التدخل العسكري ، بعد خطوات سبقته تضمنت إرسال 3550 أمريكيا للعراق كمستشارين ، على أن النقاد في اليمين سيرون القرار خطوة ضئيلة للغاية . غير أن قوة العمليات الخاصة ، مهما كانت ضئيلة ، إلا أنها تستطيع أن تُحْدث فارقا؛ وقد وصف كارتر الغرض منها على النحو التالي: "الهدف سيكون اصطياد قيادات داعش، واعتقالهم، وإنقاذ المختطفين، والحصول على معلومات استخباراتية" من شأنها المساعدة في رصْد أهداف للحملة الجوية الأمريكية ضد داعش . وأوضح أن هذا القرار، شأنه في ذلك شأن أي مغامرة قتالية، سينجم عنه مخاطر ، ويقف أوباما مُحاصَرًا بين عزوفه عن إرسال قوات برية من جانب والتزامه بتدمير داعش من جانب آخر . واختتم مكمانوس مقاله قائلا " إن هذا القرار من أوباما هو اعتراف بأن تنظيم داعش لا يمكن إنزال الهزيمة به من دون وجود قوات برية أمريكية ، وإذا ما أحرزت قوات التدخل السريع المبدئية نجاحا كما هو مُرجّح من واقع سِجِلّها ، فمن المؤكد أن قوات أخرى ستلتحق بها " .