قتل ستة اشخاص علي الاقل واصيب 47 شخصا في قصف لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي لمدينة مصراتة الغربية المحاصرة الاحد، في الوقت الذي أطلقت فيه القوات صواريخ علي معارضين ليبيين متمركزين خارج بلدة اجدابيا الشرقية الاستراتيجية وفقا لما ذكرتة قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية. وقال شاهد عيان انه رأي نحو عشرة صواريخ تسقط عند البوابة الغربية للبلدة التي كانت مركزا لاسابيع من الاشتباكات مع قوات القذافي.. وفر كثير من المعارضين جراء الهجوم. في الصدد نفسه اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الزعيم الليبي معمر القذافي باستخدام قنابل عنقودية مصنوعة في إسبانيا ضد مدينة مصراتة التي يسيطر عليها ثوار ائتلاف 17 فبراير لتفتح هذه الاتهامات جدلا كبيرا في تاريخ التعاون الغربي وخاصة الإسباني مع النظام الليبي. ولم تنشر تفاصيل بشأن صفقات التسلح التي تم التوقيع عليها بعد زيارة القذافي إلي مدريد في العام 2007، تؤكد إحصاءات التجارة الخارجية أن إسبانيا صدرت إلي ليبيا كميات من العتاد الحربي عام 2008 بقيمة 3.8 ملايين يورو في إطار التزامات وقعت عام 2007 وتضم هذه الأسلحة قنابل وصواريخ وطوربيدات وأغلبها صدر من آراغون حيث مقر شركة "إنستالاثا" المصنعة للسلاح. كانت مدينة مصراتة الليبية قد تعرضت لأكثر من 200 هجوم علي مدي الساعات الثماني والأربعين الماضية, ما أدي إلي مقتل 40 شخصا وجرح 105 آخرين, وتسقط الصواريخ وقذائف المدفعية علي المدينة بشكل عشوائي أحيانا, فتدمر البيوت وتقتل المدنيين. ومن المتوقع أن تجر هذه الاتهامات الحكومة الإسبانية إلي حرج دولي ليس، ليس لأنها تشارك حاليا ضمن التحالف العسكري الذي يراقب الأجواء في إطار عملية فجر الأوديسا، بل لأنها وقعت في السابق علي مدونة السلوك الخاصة بالاتحاد الأوروبي القاضية بامتناع الدول الأعضاء عن بيع الاسلحة إلي بلدان لا تحترم حقوق الإنسان. وعلي الجانب الاخر أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن وجود قوائم بالأسلحة التي يطلبها من دول صديقة, تشمل أسلحة ثقيلة. وكان القائد السابق للقوات المسلحة البريطانية اللورد دانات "السبت" قد دعا الأممالمتحدة لتمرير قرار دولي يسمح بتدريب وتسليح الثوار الذين يقاتلون ضد حكم العقيد معمر القذافي. وفي الصدد نفسه نقلت هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' "الاحد" عن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبدالحفيظ غوقة ترحيبه برسالة زعماء الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والتي تقضي بضرورة تنحي العقيد معمر القذافي عن الحكم في ليبيا. وتسعي الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها للبحث عن مأوي للقذافي في حالة موافقته علي الخروج من ليبيا.. حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير بثته أمس علي موقعها الالكتروني. وكان متحدث باسم الثوار الليبيين قد أشار أمس إلي مصرع 3 أشخاص وجرح أكثر من 20 آخرين خلال قصف القوات الليبية الحكومية لمدينة مصراته.. وقال "ان قوات القذافي تواصل قصف مصراته لليوم الثالث علي التوالي حيث تستهدف مصانع انتاج المواد الغذائية في المدينة الواقعة غرب ليبيا". وأكدت أن هذه الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة تمضي بصمت وهدوء رغم كل الصخب الذي يثيره العقيد معمر القذافي في الآونة الأخيرة وحرصه علي الظهور علانية في شوارع طرابلس في محاولة للإيحاء بأنه قادر علي التحدي. وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن من بين المصاعب التي تعتري هذه العملية مسألة ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للقذافي لمحاسبته علي الجرائم التي أُرتكبت منذ اندلاع الثورة الليبية.. ومع ذلك فإنه بالوسع تفادي هذه الإشكالية - حسب الصحيفة - إذا ماتم إبعاده لدولة لم توقع علي الاتفاق المؤسس للمحكمة الدولية. وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قد ذكر أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 يحدد إطار التدخل الحالي في ليبيا وفرنسا تطبقه بالتزام شديد وأن هناك أيضاً التقدير السياسي لكل دولة بشأن الوضع في ليبيا، مشيراً إلي أن هذا التقدير السياسي واضح حيث نعتقد أنه بالنظر إلي السلوك الذي اتبعه العقيد معمر القذافي والقمع الدامي الذي مارسه ضد شعبه، فإنه "قد فقد كل شرعية تمكنه من مواصلة ممارسة الحكم". وقال جوبيه إن هذا الرأي تشارك فيه فرنسا أيضاً الولاياتالمتحدة والدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك الجامعة العربية معتبراً أن المجتمع الدولي ليس في حاجة إلي صدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولي للعمل علي تنفيذ هذا المبدأ.