توصل المحققون الفرنسيون إلي تفاصيل إضافية عن حياة إسماعيل عمر مصطفاي، أحد الانتحاريين الذين شنوا هجوما دوميا علي مسرح باتاكلان في باريس، الجمعة الماضية. وتشير المعلومات إلي أن مصطفاي يبلغ من العمر 29 عاما، وكان قد ولد في منطقة إيسون، جنوبي باريس. وأوردت صحيفة 'لوموند' الفرنسية أن مصطفاي سبق له أن قضي عدة أشهر في سوريا، خلال شتاء 2013-2014. واستند المحققون إلي قطعة مبتورة من أصبع مصطفوي لمعرفة هويته، قائلين إن ثمة دليلا علي عبوره تركيا صوب سوريا، في وقت سابق. وتعود أصول الشاب مصطفاي إلي الجزائر، كما أن لديه شقيقين اثنين وشقيقين، ويملك أحد إخوته مقهي في مدينة شارتر، وفق ما ذكر 'جورنال دو سونتر'. وظل مصطفاي وجها مألوفا لدي أجهزة الأمن الفرنسية، خلال السنوات الماضية، حيث أدين 8 مرات، ما بين 2004 و2010، سواء بسبب قيادة السيارة بدون رخصة أو الاتجار في المخدرات، غير أنه كان يتفادي السجن من خلال دفع غرامات أو ربما لعدم وجود أدلة كافية. وكان الشاب محل متابعة من المخابرات الفرنسية، التي أفردت له ملفا، بعدما بدأت تظهر عليه علامات التشدد. لكن عدم تورطه في الانتماء بشكل واضح إلي أي منظمة إرهابية، حسب ما أوضحه المدعي العام لفرنسا، فرانسوا مولان، أبقاه حرا طليقا. وأوضح عمدة مدينة شارتر أن مصطفاي لم يعد يظهر كثيرا في الأماكن العامةمنذ 2012، كما لم يعد يحدث الكثير من الجلبة بشأن أنشطته، حتي أن نشاطه المهني لم يكن واضحا، أثناء إقامته بسكن اجتماعي في حي لامادلين. وتأثر مصطفاي برجل دين مغربي يقطن من بلجيكا كان يأتي إلي ضواحي باريس لعقد جلسات دينية. ويظل الأكثر بعثا علي القلق في مدينة شارتر، بحسب مصادر إعلامية، هو احتمال أن يكون مصطفاي مجرد عضو واحد من مجموعة متشددة، تخطط لهجمات مروعة في المستقبل. وكان مصطفاي أحد الانتحاريين الثلاثة الذين اقتحموا المسرح، مدججين برشاشات وأحزمة ناسفة، ثم بدؤوا يطلقون النار علي الناس قبل أن يفجروا أنفسهم، مخلفين نحو 100 قتيل.