في التاسع عشر من نوفمبر من العام 1977 فاجأ الرئيس الراحل أنور السادات شعب مصر والعالم العربي والمجتمع الدولي بزيارته الخيانية إلي القدس.. تطور بالغ الخطورة وموقف درامي أقدم عليه السادات متخلياً عن القيادة المصرية للأمة العربية، ومرتمياً في أحضان الصهاينة والولايات المتحدةالأمريكية. ثار الشارع وغضب.. وراحت مصر من أقصاها لأقصاها تغلي.. لكن السادات وزمرته راحوا يجبرون العمال والموظفين والأتباع للخروج في مظاهرات ضخمة تستقبل العائد من الكيان الصهيوني وكأنه حقق نصراً مظفراً علي العدو.. كانت مرحلة فاصلة في تاريخ مصر.. قابلتها القوي الوطنية بالرفض والتنديد.. وتصدي لها أبناء الوطن من المخلصين .. ساهمت خطوة السادات في بعثرة أشلاء الأمة العربية.. وانقسامها إلي معسكرين.. خرجت مصر من الصف العربي لسنوات طوال امتدت إلي منتصف الثمانينيات بسبب تلك اللعبة التي أقدم عليها السادات فصبت في صالح العدو الصهيوني ومطامعه في المنطقة. في قنا.. كما في كل أنحاء مصر كان الرفض هو سيد الموقف.. رحنا تحت قيادة مصطفي بكري ننظم العديد من المؤتمرات في كافة أنحاء المحافظة.. منددة بزيارة السادات إلي القدسالمحتلة، وقبوله الصلح المنفرد مع الكيان الصهيوني من خلال اتفاقات كامب ديفيد.. كان النظام الضعيف في هذا الوقت في قمة شراسته.. راح يشن علينا الحروب الامنية والإعلامية.. يطلق الشائعات في كل اتجاه.. ويحرض علي مصطفي بكري في قنا.. يزرع الجواسيس بين أبناء بلدتنا لعله يبعث الخوف في قلوبنا.. يرسل بمخبريه ورجال أمن الدولة إلي مدخل بلدتنا.. يفتشون القادمين والعائدين.. يسألونهم عن وجهتهم.. يحذرونهم من الاختلاط بنا.. غير أن كل ذلك لم يؤثر في مواقفنا.. وراح مصطفي بكري يجوب كافة أنحاء محافظة قنا، ويتواصل مع القيادة المركزية لحزب التجمع بالقاهرة.. يشارك بفعالية في اجتماعات الامانة العامة للحزب.. والهدف تنسيق المواقف لمواجهة ما فعله السادات بمصر والأمة. تعالت التهديدات.. وتزايدت.. وراح رجال أمن الدولة يضغطون علي أقاربنا.. ويهددونهم بالاعتقال إذا لم يدفعوا مصطفي بكري إلي التراجع.. وحين فشلوا راحوا يشنون حروباً مشبوهة وخائبة.. يزعمون أن مصطفي بكري يتحرك في مواجهة نظام السادات منفذاً لتعليمات خارجية من دول مناوئة للسياسة المصرية مثل العراق وليبيا.. بل راح يزعم أنه يتلقي تمويلاً من تلك الدول في محاولة مشبوهة.. تكررت كثيراً علي مدي السنوات الماضية.. والهدف منها إخراس صوته الحر، وتخويف كل من يتعامل معه من الشرفاء.. ولكن مخطط الاساءة المتعمد لم يحقق أهدافه.. بل كان استمرار وتصميم مصطفي بكري علي مواقفه هو أبلغ رد علي ما حيق ضده من مؤامرات.. وإلي الغد