عقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي قام بزيارة عمل للأردن جلسة مباحثات اليوم ' الإثنين ' تناولت سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلي مجمل التطورات الإقليمية والدولية. ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني فقد رحب الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن في تصريحات قبيل اللقاء بزيارة رئيس الوزراء البريطاني، واصفا العلاقات بين الأردنوبريطانيا بأنها عريقة وتاريخية. وأشار إلي حدوث تقارب خلال السنوات القليلة الماضية بين عمان ولندن، حيث عملا جنبا إلي جنب للتعامل، ليس فقط مع التحديات الإقليمية، بل مع التحديات العالمية التي برزت، ومنها الحرب علي الإرهاب الدولي. وقال نحن في العالم الإسلامي نطلق علي هؤلاء الإرهابيين الخوارج، أي الخارجين علي الإسلام، وإن هذه حرب دولية تخوضها جميع الأديان معا'. وأضاف أن القوات الأردنية والبريطانية تعملان جنبا إلي جنب في العديد من المناطق، مؤكدا استمرار هذا التعاون، فضلا عن بحث مسألة اللاجئين. وأعرب عن ترحيب عمان بالدور الذي لعبته الحكومة البريطانية في هذا المجال، كما أعرب عن التقدير للدور الذي تلعبه أوروبا والتي فتحت حدودها وقلوبها لاستقبال اللاجئين. ونوه بأن الأردن يتعامل منذ فترة مع الأعباء التي يشكلها اللاجئون السوريون، والذين يشكلون خمس عدد سكان الأردن، أي عشرين بالمائة، خمسة عشر بالمائة منهم فقط يقطنون في مخيمات اللاجئين، التي قام رئيس الحكومة البريطانية بزيارة إحداها اليوم. ولفت إلي دور بريطانيا الداعم للأردن ولمساعي إيجاد حل للمشكلة السورية، وهو الموضوع الذي ستتم مناقشته. وأعرب عن قلقه وغضبه الكبيرين بسبب التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس، خصوصا في المسجد الأقصي، قائلا: ' 'كنا قد تلقينا تطمينات من إسرائيل بأن هذا لن يحدث، ولكن لسوء الحظ، فإن هذه هي نفس التطمينات التي سمعناها في الماضي'. وشدد علي أنه إذا ما استمرت هذه الأمور والاستفزازات في القدس، فإن ذلك سيؤثر علي العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ولن يكون أمام الأردن خيار، إلا أن يتخذ الإجراءات التي يراها مناسبة. من جانبه، أعرب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن شكره للعاهل الأردني علي حفاوة الاستقبال، وسعادته بزيارة الأردن. وأكد أن بريطانياوالأردن تتمتعان بعلاقات قوية جدا، وأنها ازدادت قوة في السنوات الأخيرة، مشددا علي البناء عليها. وفيما يتعلق بالمسألة السورية، قال إن بريطانيا هي ثاني أكبر مساهم للتخفيف من أزمة اللاجئين السوريين بعد الولاياتالمتحدة، وهي فخورة بذلك، وستستمر في القيام بهذا الأمر. وأعرب عن الأمل بأن تفعل الدول الأخري المزيد، وأنه من المهم جدا توفير الملبس والمأكل والمسكن، بحيث لا يضطرون إلي القيام بتلك الرحلة الخطيرة عبر البحار، والتي نجم عنها خسائر مرعبة في الأرواح. وقال إن بريطانيا ستستضيف 20 ألف لاجئ سوري مباشرة من مخيمات اللجوء في الأردن وأماكن أخري في المنطقة، وتأمين إقامتهم فيها. وأرف، قائلا: ' اتفق مع العاهل الأردني حول ضرورة الاستمرار في مواجهة تهديد الإرهاب العالمي، والذي يتمثل في' داعش 'في سوريا، والتهديد الذي يمثله الإرهاب للمنطقة كلها، وفي العراق. وأشار إلي أنه اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبحث معه عملية السلام الأسبوع الماضي، وأخبره أنه مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني دون شروط مسبقة. وقال، ' نحن عازمون علي القيام بكل ما في وسعنا لتشجيع هذا الأمر'. وأكد استمرار العمل مع الأردن فيما يتعلق بالشئون الدفاعية، معربا عن فخر بالتعاون الحاصل بين القوات المسلحة البريطانية والجيش الأردني، والتعاون الاقتصادي القائم بين الجانبين، لتقوية الاقتصاد الأردني. وأكد الجانبان، خلال جلسة مباحثات ثنائية، تبعتها أخري موسعة عقدت في قصر الحسينية بحضور كبار المسؤولين في كلا البلدين، متانة العلاقات الثنائية التاريخية وعمقها في مختلف المجالات.. كما تم التأكيد علي مواصلة التنسيق والتشاور المستمر حيال مختلف القضايا والتطورات الملحة في الشرق الأوسط والعالم، وبما يخدم مصالح الشعبين. وتناول اللقاء آخر المستجدات الراهنة، خصوصا جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك بتنسيق وشراكة جميع الأطراف الفاعلة والمعنية إقليميا ودوليا. كما جري استعراض تطورات الأزمة السورية، والأوضاع في عدد من دول المنطقة وسبل التعامل معها، ومساعي إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلي حل الدولتين.