يبدأ رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح زيارة رسمية للفاتيكان غدا ' الأربعاء ' يجري خلالها محادثات مع البابا فرانسيس في إطار توثيق العلاقات التاريخية بين الدولتين. وتأتي زيارة رئيس مجلس الوزراء الكويتي للفاتيكان في وقت تشهد المنطقة أحداثا وصراعات كبيرة تهدد الأمن والسلم العالمي إلي جانب تفاقم أزمة اللاجئين الذين دفعتهم أزمات بلادهم إلي مغادرتها بحثا عن الأمان. وتتسم العلاقات بين الكويتوالفاتيكان بتميزها علي مدي 46 عاما، ففي عام 1969 كانت الكويت أول دولة خليجية تعلن إقامة علاقات مع الفاتيكان التي تعتبر أصغر دولة في العالم، وشهدت العقود الماضية تطورات كبيرة علي علاقات الدولتين ففي الثاني من أغسطس عام 1990 أدانت دولة الفاتيكان بشدة الغزو العراقي للبلاد مطالبة بإرجاع الشرعية إلي الكويت. وعقب التحرير أكدت دولة الفاتيكان التزامها الدائم بتأييد الحقوق الشرعية لدولة الكويت وشعبها وثبات موقفها المبدئي في مساندة الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي إلي جانب التعاون مع الكويت، وساهمت مواقف الفاتيكان من الغزو في تعميق العلاقات الثنائية مع الكويت وكللت في 11 يناير عام 1992 بافتتاح أول سفارة لدولة الفاتيكان في الكويت إيذانا بتوثيق أواصر التعاون والصداقة وكانت الأولي من نوعها في منطقة الخليج العربي. وتبادل البلدان الزيارات الرسمية وأرسلت دولة الفاتيكان عددا من مبعوثيها ومسئوليها ففي نوفمبر عام 1996 قام وزير الدولة للشئون الخارجية بدولة الفاتيكان الكاردينال جان توران بزيارة دولة الكويت، وسبق ذلك اللقاء بنحو عامين زيارة رئيس اللجنة الوطنية لشئون الأسري والمفقودين الشيخ سالم الصباح إلي دولة الفاتيكان لدعم قضية الأسري الإنسانية من خلال الطلب من دولة الفاتيكان المساعدة في سبيل إنهاء هذه القضية وإعادة اكثر من 600 أسير ومفقود كويتي وغير كويتي لدي العراق إلي ديارهم. وفي تطور كبير لمسار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين شهد عام 1996 زيارة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الكويتي آنذاك الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح إلي الفاتيكان والتقي البابا يوحنا بولس الثاني وهو أول لقاء من نوعه منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين. وفي عام 2000 كشفت الكنيسة الكاثوليكية في الكويت عن مشروع افتتاح سفارة بابوية في الكويت حيث يمكث القائم بأعمال السفارة مؤقتا في مقر الكنيسة ويكون ممثلا للفاتيكان في منطقة الخليج، واجتمع الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح في نوفمبر 2009 حين كان يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء مع البابا بنديكت السادس عشر ضمن زيارة رسمية الي دولة الفاتيكان وسلمه رسالة خطية من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأعطت زيارة أمير الكويت لدولة الفاتيكان في مايو 2010 دفعة قوية لتعزيز أواصر العلاقات بين الدولتين حيث التقي الامير بالبابا بنديكت السادس عشر وبحث معه تفعيل الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات المختلفة وبناء جسور التلاقي بين الشعوب واحترام الأديان وعدم المساس برموزها المختلفة إضافة إلي تعزيز وتقوية العلاقات بين الكويتوالفاتيكان. وحظيت السياسة الخارجية المتميزة لأمير الكويت بإشادات دولية من بينها الفاتيكان حيث أعرب البابا فرانسيس في ديسمبر 2013 عن تقديره للدور الذي تؤديه دولة الكويت بقيادة الأمير في ترسيخ الحوار والسلام والتضامن الإنساني. واستكمالا لتعميق العلاقات بين الدولتين قام رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم مع وفد برلماني بزيارة رسمية إلي دولة الفاتيكان في نوفمبر 2014 وأجري محادثات مع البابا فرانسيس ورئيس وزرائه حول عدد من القضايا وفي مقدمتها الإرهاب والقضية الفلسطينية و ضرورة نشر مبادئ العدل والمساواة والحوار بين الأديان. وعقب تعرض دولة الكويت إلي تفجير إرهابي استهدف مسجد الإمام الصادق في 26 يونيو الماضي وجهت دولة الفاتيكان رسالة تعزية للكويت وأعربت عن إدانتها لهذه الجريمة النكراء