تنطلق اليوم الإثنين فعاليات معرض للآثار المصرية الغارقة تحت عنوان 'أوزيريس.. أسرار مصر الغارقة' بمعهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس والذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وبحضور عدد من الوزراء من بينهم الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار وسامح شكري وزير الخارجية والمهندس خالد رامي وزير السياحة إضافة إلي بعض الشخصيات البارزة. وأوضح الدماطي في تصريح أمس الأحد قبل مغادرته القاهرة متوجها إلي باريس أن المعرض هو أول المعارض الخارجية التي تنظمها الوزارة بعد ثورة 2011، لافتًا إلي أن عودة إقامة المعارض الخارجية بشكل عام يساهم في تنشيط حركة السياحة العالمية الوافدة إلي مصر كما يعمل علي زيادة الموارد المادية خاصة في ظل العجز المادي الذي تشهده في الفترة الحالية. وقال إن المعرض يضم أكثر من 250 قطعة أثرية نتاج أعمال التنقيب الأثري تحت الماء في مدينتي هيراكليون وكانوبس في خليج أبوقير خلال العشر أعوام السابقة إضافة إلي بعض القطع التي تم اختيارها من عدة متاحف مصرية منها 18 قطعة من المتحف المصري و31 قطعة من متحف الإسكندرية القومي و22 قطعة من المتحف اليوناني الروماني إضافة إلي 15 قطعة من مقتنيات متحف آثار مكتبة الإسكندرية. وأضاف أن القطع المعروضة توضح أساطير الإله أوزيريس وأسراره والتي تعد من أهم الأساطير الدينية في مصر القديمة والتي شكلت جزءًا كبيرًا من حضارتها وفنونها، مؤكدا أن إقامة المعرض بباريس يعد خير دليل علي عمق العلاقات الفرنسية المصرية. ويستمر معرض 'اوزيريس ' لمدة عامين يطوف خلالها ثلاثة مدن أوربية بدأت بباريس لينتقل بعدها إلي زيوريخ وتنتهي رحلته في لندن ليعود بعدها إلي مصر، أما عن أبرز القطع الموجودة بالمعرض فمنها تمثال صغير من البرونز لأحد الفراعنة- عثر عليه في هيراكليون- أبو قير – مصر SCA 1305يبلغ ارتفاعه نحو 20.5 سم، منحوت بدقة عالية، وقد تم اكتشافه في الجهة الغربية الجنوبية من معبد آمون جرب في هيراكليون، يظهر التمثال وهو واقف يرتدي التاج الأزرق والنقبة المعتادة 'الشنديد الملكي' متخذا وضع المشي، يمسك عصا في يده اليمني، يعتقد أن يكون هذا التمثال لأحد ملوك الأسرة الثلاثين أو ربما هو الملك 'بسماتيك الثاني' من الأسرة السادسة والعشرين وذلك وفقًا للكتابات الموجودة داخل الخرطوش الموجود علي الحزام. كما يضم المعرض تمثال للإلهة تاورت- المتحف المصري بالقاهرة 'CGC 39184' يؤرخ بعصر الأسرة السادسة والعشرين '664: 525 ق.م'، تظهر الإلهة في هيئة فرس النهر واقفة تستند علي كفوف الأسد، يدل صدرها المترهل وكذلك معدتها الدائرية علي الخصوبة والأمومة حيث كانت الإلهة تاورت تعيش في النيل وترتبط بالتربة السوداء التي تقدم الخصوبة للأرض، وهي شكل من أشكال الإلهة نوت الأم الروحية للإله 'أوزيريس'، ونقش علي قاعدة التمثال معني 'تاورت' والتي تعني العظيمة كما نقش اسم 'ريرت' وهو اسم آخر من أسماء الإلهة 'نوت'، كما نقش علي عمود الظهر طلب الحماية من الإلهة ل 'نيتوكريس' ابنة الملك بسماتيك الأول، أما عن المخالب الأمامية فتستند علي ثلاثة رموز هيروغليفية تعني 'الحماية'. ويحتوي كذلك علي صدرية من الأسرة 22 عثر عليها في تانيس بمقبرة شاشانق الثاني '-890ق.م'، المتحف المصري، القاهرة 'JE 72171' ترجع قطعة الحلي هذه إلي الملك شاشانق الأول '945-925ق.م' كما هو موضح بالنقش الموجود علي الجانب الأيسر أسفل القارب، وتمثل القلادة قارب الشمس طافيًا علي المياه الأزلية تحت سماء مرصعة بالنجوم، أما قرص الشمس المطعم باللازورد فتحميه أجنجة إيزيس ونفتيس المحيطة به من الجانبين. كما يحتوي علي عين حورس 'الأوجات'، من العصر البطلمي، من حفائر هيراكليون، خليج أبو قير مصر 'SCA 1123' تمثل هذه التميمة عين الصقر حورس الإله، ابن أوزيريس، الذي أصيب علي يد عمه 'ست' وشفي بقوي الإله إيبيس 'تحوت'. وتعد الأوجات أيضًا هي رمز لقمر 14 الكامل 'البدر' ورمز لاستعادة جسد أوزيريس الذي قطع لأربعة عشرة جزءا، وترمز العين أيضًا لشفاء الجروح والجسد