صرح السفير المصري في بكين مجدي عامر اليوم بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يصل بكين خلال ساعات قادما من سنغافورة، سيناقش خلال محادثاته الثنائية الرسمية مع نظيره الصيني شي جين بينغ والتي ستتم في قاعة الشعب الكبري غدا صباحا بعض الملفات الثنائية الهامة والوضع الإقليمي والعالمي حيث من المتوقع أن يتناول الجانبان الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وسبل مكافحة الإرهاب الدولي. وقال، في تصريحات صحفية، إن الرئيس السيسي سيلتقي غدا مع رئيس مجلس الدولة الصيني 'رئيس الوزراء' لي كه تشيانغ حيث سيناقش الطرفان المشروعات المشتركة بين البلدين، وأضاف ' إن الرئيس سيحضر منذ صباح بعد غد الخميس الاحتفالات الصينية بالذكري السبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية والذي سيكون الحدث الرئيسي فيه العرض العسكري بذكري النصر وذلك بصحبة الرئيس الصيني والكثير من زعماء العالم، ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورؤساء نحو 28 دولة، بالإضافة إلي رؤساء العديد من المنظمات الدولية من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وغيرهم من كبار الضيوف من شتي أنحاء العالم'. وسيلي ذلك حضور الرئيس السيسي لحفل استقبال كبير يقيمه الرئيس الصيني لضيوفه الكبار وفي المساء سيحضر السيسي المهرجان الاحتفالي الفني الضخم الذي تنظمه الصين بمناسبة هذا الحدث العظيم. وكشف السفير عن أن من بين مقابلات الرئيس الثنائية خلال فترة زيارته للصين سيكون هناك لقاء مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير وآخر مع رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما. وتحدث السفير المصري عن المشاركة المصرية ب 81 ضابطا وجنديا في العرض العسكري الضخم الذي ستجريه الصين بمناسبة ذكري النصر، وقال ' إنها تدل علي التطور الكبير في العلاقات المصرية الصينية منذ توقيع البلدين لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة في ديسمبر 2014. ونوه إلي أن مصر هي الدولة الوحيد في الشرق الأوسط وأفريقيا التي ستشارك بقوات عسكرية في هذا الحدث الصيني الكبير. وقال ' إن المحادثات حول الاتفاقيات المشتركة بين البلدين في عدد من القطاعات الهامة بخاصة مشروعات النقل وصلت إلي مراحل متقدمة جدا'، وأضاف ' إنه علي سبيل المثال، انتهي التفاوض حول 98 في المائه من البنود المتعلقة باتفاقية مشروع القطار المكهرب في شرق القاهرة '، وأما بالنسبة لمشروعات الطاقة، قال السفير 'إن المحادثات بين الجانبين مستمرة وبخاصة حول مشروع عتاقة لتخزين الطاقة ومشروع تجديد وتحديث جزء من الشبكة المصرية للكهرباء'، معربا عن توقعاته بأن التوصل إلي مرحلة توقيع اتفاق نهائي بالنسبة للمشروعين ستأخذ بعض الوقت. وقال عامر ' إن أغلب البنود الناقصة لإكمال الاتفاقيات متعلقة بالأمور المالية أي بالتمويل والقروض المتاحة وأنواعها المختلفة وسعر الفائدة المطلوب'. وحول تطورات الأوضاع الاقتصادية الصينية حاليا، قال السفير ' إنه يجب إدراك أن الوضع بالنسبة للصين الآن مختلف عما كان عليه منذ نحو عام أو أكثر، فهناك بوادر مشكلة اقتصادية تلوح في الأفق بسبب ما بدأت فيه الصين خلال الفترة الماضية من برامج جادة وشاملة للإصلاح الاقتصادي العميق والذي نتج عنه تباطؤ في معدلات النمو الاقتصادي للبلاد ليدخل إلي المرحلة التي يصفها القادة الصينيون بمرحلة النمو الاقتصادي الطبيعي'. واستكمل السفير شرحه قائلا ' إنه مما زاد من التحديات الاقتصادية التي تواجه الصين انخفاض معدلات الصادرات وهبوط في البورصة والذي تواكب مع ما يعاني منه الاقتصاد العالمي من ركود وهو الوضع الذي أدي إلي لجوء أصحاب القرار بالصين لاتخاذ بعض الخطوات التعديلية للتوافق مع الحالة الاقتصادية العالمية، متوقعا ان يكون لهذا الوضع الصيني الجديد انعكاساته علي قدرات الصين المستقبلية علي الإقراض والاستثمارات الخارجية حتي ولو قليلا. وأكد السفير عامر اهتمام الصين بشكل كبير بالمشاركة في المشروعات المستقبلية في محور قناة السويس، خاصة أنها تعتبر منطقة قناة السويس محطة هامة من محطات طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين والذي يعد جزءا من مبادرة الرئيس الصيني المعروفة بمبادرة 'الحزام والطريق'.