تحل اليوم السبت 29 اغسطس الذكري التاسعة والأربعون لاعدام مفكر جماعة الإخوان المسلمين 'سيد قطب'، حيث كان الأب الروحي لجماعات الجهاد والتكفير، كما اعتبر 'قطب' المنظر لكل تلك الجماعات. واعتبره الجناح المتطرف أستاذًا ومنظرًا وقدوة وشهيد القرن العشرين، بينما اعتبره الجناح الذي انشق عن الإخوان سبب دمار الجماعة وسببًا أساسيًا في تحويل فكرها بعد ظهور ما سمي بتيار القطبيين الذي تولي مكتب الإرشاد خلال الأربع سنوات الماضية وفشل في أول اختبار لهما في الحكم. استهل 'قطب' حياته السياسية متأثرا بحزب الوفد وبكاتبه عباس العقاد، وبدأ مسيرته الفكرية والكتابية، ناقدا وشاعرا، وكتب الشعر والقصة والرواية والسيرة الذاتية وانشغل بالمتابعات النقدية لبعض الأعمال الأدبية، ثم تحول إلي الكتابة الإسلامية، وكان لكثير من كتاباته حس سياسي معارض. أطلق 'قطب'، أهم خمس فتاوي تكفيرية من خلال أفكاره وهي' تكفير المجتمع، تحريم الأحزاب، الديمقراطية تفتت المجتمع، القوة هي الحل، العنصرية'، تطورت علاقة 'قطب' بجماعة الإخوان المسلمين مع حرب 1948، حيث ألف كتاب 'العدالة الاجتماعية في الاسلام' حينذاك، وقد أهداه لجماعة الإخوان المسلمين التي صار من أهم اعضائها. حصل'قطب'علي بعثة لأمريكا لدراسة التربية وأصول المناهج، وعاد في أغسطس 1952 وعمل في مكتب وزير المعارف، ونقلته الوزارة أكثر من مرة فقدم استقالته من الوزارة في 18 أكتوبر 1952، أما بعد توطّد علاقته بالإخوان ساهم في تشكيل الهيئة التأسيسية للجماعة، وعمل في قسم الدعوة وتعرض للتحقيقات التي تعرضت لها قيادات الجماعة في عهد عبد الناصر إثر حادثة المنشية في 1954 التي اتهمت فيها جماعة الإخوان، وتم سجنه لمدة 15 عاما، وتدخل الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام عارف لدي عبد الناصر للإفراج عنه في مايو 1964، وفي 30 يوليو 1965 اعتقلت الأجهزة الأمنية شقيقة محمد قطب، فأرسل'قطب' رسالة احتجاج للمباحث العامة في 9 أغسطس 1965 كانت سببا في اعتقاله مجددا مع أعضاء من جماعة الإخوان، وحُكم عليه بالإعدام مع 7 آخرين، وتم تنفيذ الحكم فيه فجر الإثنين، في 29 أغسطس 1966.