أثارت بعض مشاهد فيديو يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي 'الفيس بوك' عن 'وقوع حالات تعذيب في السجون الليبية من بينها الساعدي القذافي'، قلقا بالغا لدي المنظمات الأممية والدولية والحقوقية الليبية. فقد أعربت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء بعض مشاهد فيديو التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وقوع تعذيب حالات في السجون الليبية من بينها الساعدي القذافي، وقال الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا سمير غطاس - في تصريح له - إن 'البعثة ستتصل بالسلطات المعنية حول هذا الموضوع'. وأضاف أن 'التعذيب والأفعال القاسية وغير الإنسانية والمهينة ممنوعة كليا بحسب القانون الدولي، كما أن القانون الليبي يمنع كل أشكال التعذيب الجسدي والنفسي'. وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت مقطع فيديو مسربا يظهر تعرض الساعدي القذافي للمضايقات والتعذيب أثناء عملية التحقيق معه بأحد المقار الأمنية في العاصمة طرابلس. وأعلن الادعاء العام في طرابلس أنه فتح تحقيقا لتحديد هوية الحراس الذين ظهروا في الفيديو لاتخاذ الإجراء القانوني الضروري بحقهم. ويواجه الساعدي القذافي اتهامات بقتل لاعب كرة قدم حين كان رئيسا للاتحاد العام للعبة إلي جانب جرائم أخري، منذ أن سلمته النيجر إلي ليبيا العام الماضي، بعد فراره من ليبيا في 2011 وظل هناك قيد الإقامة الجبرية في نيامي عاصمة النيجر حتي ترحيله إلي ليبيا واعتقل منذ ذلك الحين في سجن بطرابلس. والأسبوع الماضي، قضت محكمة غيابيا علي شقيق الساعدي سيف الإسلام المحتجز لدي الزنتان منذ 2011 بالإعدام رميا بالرصاص ومعه رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي وأمين اللجنة الشعبية العامة السابق 'رئيس وزراء' البغدادي المحمودي. وفي السياق ذاته، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الليبية المسئولة عن سجن الهضبة في العاصمة طرابلس بالتحقيق فورا فيما يبدو 'سوء المعاملة ضد المعتقلين، بما في ذلك الساعدي القذافي'.. وقال نائب مدير قسم الشرق الأوسط جو ستورك 'علي السلطات بطرابلس وضع تدابير لحماية جميع المعتقلين من الانتهاكات، ومحاسبة أي شخص مسئول عن هذا النوع من الانتهاكات'. وأضاف أن 'ظهور سجناء يتعرضون للضرب يثير مخاوف جدية حول الأساليب المستخدمة في استجواب الساعدي القذافي وغيرهم من المعتقلين في سجن الهضبة. وأشار ستورك إلي أن هيومن رايتس ووتش حاولت استدعاء مدير سجن الهضبة لاستيضاح الأمر، لكنها لم تتمكن من الوصول إليه ولا من صحة شريط الفيديو والتحقق من تسلسل جميع العناصر فيه. وعلي المستوي المحلي الليبي، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا عن إدانتها واستنكارها الشديدين وكذلك عن صدمتها من حدوث انتهاكات بشعة في حق السجناء والمعتقلين بسجون تقع تحت سلطة الهيئات القضائية وداخل مؤسسة الإصلاح والتأهيل. وقالت اللجنة - في بيان لها - إن 'إدارة شئون المعتقلين والسجناء باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان رصدت انتشار فيديو علي موقع التواصل الاجتماعي 'الفيس بوك' يكشف عن تعرض الساعدي القذافي واثنين من المساجين الموقوفين لتعذيب جسدي ونفسي وهو أمر مرفوض ومجرم ويجب أن يقدم مرتكبوه إلي العدالة'، حسب البيان. وطالبت اللجنة قسم حقوق الإنسان ببعثة الأممالمتحدة لدعم بليبيا والوكالة الدولية لحقوق الإنسان هيومن ووتش ومنظمة العفو الدولية ومكتب النائب العام، بالتحرك بشكل عاجل من أجل وقف هذه الممارسات والانتهاكات البشعة بحق المعتقلين والسجناء وتقديم المتورطين في هذه الجريمة لتحقيق، بالإضافة إلي فتح تحقيق شامل عن كافة الممارسات المشابهة التي طالت باقي المسجونين والمعتقلين بعموم البلاد. وتجدد اللجنة تأكيدها علي أن 'مثل هذه الممارسات المهينة والمسيئة لتعالم ديننا الإسلامي الحنيف، والمشوهة لقيم المجتمع الليبي مرفوضة رفضا تاما، ولا يمكن تجاهلها أو التستر عليها خاصة وأن القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والليبية تجرمها وتحاسب مرتكبيها كما نص علي ذلك قانون رقم 10 لتجريم التعذيب، والإخفاء القسري والتمييز الصادر عن المؤتمر الوطني العام سنة 2013 وما نصت عليه معاهدة جنيف بشأن أسري الحروب والنزاعات المسلحة'.