أغلق متظاهرون الطريق الساحلي الرئيسي في لبنان يوم الأحد احتجاجا علي أزمة جمع القمامة في العاصمة بيروت والتي دفعت رئيس الوزراء للتهديد بالاستقالة. وأدت هذه الأزمة إلي تعطيل توجه عشرات الآلاف من المصطافين والسكان من بيروت إلي المنتجعات والقري الجبلية. وأدت أيضا إلي عزل سكان البلدات الجنوبية ومنعهم من العودة إلي المدينة. واحتج سكان مناطق جنوببيروت علي خطة للتخلص من القمامة من بيروت -التي يقطنها أكثر من نصف سكان لبنان- وتفريغها في مواقع في أنحاء البلاد. وأعد ساسة منقسمون بين صراعات محلية وإقليمية الخطة يوم السبت. ولكن وزير الداخلية نهاد المشنوق قال إنه لن يتم التوصل لاتفاق بشأن التخلص من النفايات خارج بيروت من دون موافقة الأهالي. وأدي الإخفاق في حل الأزمة إلي تلويح رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة. وهو الذي يرأس حكومة وحدة وطنية تحافظ علي مظهر السلطة المركزية وتحتوي التوترات الطائفية. وتراكمت النفايات في الشوارع وتصاعدت منها الروائح الكريهة في حر الصيف بعد الإخفاق في الاتفاق علي مواقع أخري للتخلص منها عقب إغلاق موقع كبير لدفن النفايات الأسبوع الماضي. ووقعت عدة احتجاجات في وسط بيروت التجاري وبالقرب من مقر الحكومة حيث أحرق المحتجون العشرات من صناديق القمامة. وجاءت هذه الأزمة في سياق مشاكل أوسع تواجه لبنان. وما زالت بيروت تعاني من انقطاع الكهرباء بشكل يومي بعد 25 عاما من انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990. ولكن الحكومة تعاني من الفقر علي نحو خاص منذ اندلاع الحرب في سوريا المجاورة. فقد أدي ذلك الصراع إلي تفاقم الانقسامات السياسية في لبنان. وغالبا ما تكون تلك الانقسامات علي أساس طائفي يعكس الصراع السوري. ولا يوجد رئيس للبلاد منذ أكثر من عام. ومدد البرلمان المنتخب عام 2009 فترة ولايته وأجل الانتخابات حتي عام 2017 بسبب حالة عدم الاستقرار.