إن هذا الشهر الكريم له في نفوس المصريين منزلة عظيمة فهو شهر الخيرات والبركات وأيضا الانتصارات فمنذ أكثر من أربعين عاما شهد هذا الشهر ملحمة رائعة من ملاحم قواتنا المسلحة التي كتبها التاريخ بحروف من نور واستطاع جنودنا البواسل ان يسطروا تاريخًا مجيدًا لمصر وللأمة العربية والاسلامية وهاهم الآن يعيدون الملحمة من جديد وعلي عدو جديد أراد أن يكسر ارادة هذا الشعب ولكن هيهات أن ينال مراده. ان هؤلاء الشرفاء من قادة وضباط وجنود قواتنا المسلحة الذين نالوا الشهادة في هذا الشهر الكريم من أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن وصونه وحمايته من اعداء الداخل والخارج هؤلاء الأبطال الذين لم ترهبهم صرخات المحرضين ولا نيران المخربين ولم يثنهم عن أداء واجبهم أي شيء. فقط هم كانوا يؤدون عملهم علي أكمل وجه نحو وطن عاشوا فيه وعاش فيهم وطن لم يبخل عليهم واعطاهم العزة والكرامة ولم يبخلوا عليه واعطوه أرواحهم هؤلاء الابطال ضربوا اروع الأمثلة في الشجاعة والتفاني من أجل الوطن غير عابئين بما يردده السفهاء من سافكي الدماء الذين زيَّن لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل. ان خيرة شباب مصر من ضباط وجنود يسقطون يوميا شهداء في سبيل رفعة هذا البلد وتطهيره من بؤر الارهاب والتطرف تاركين خلفهم آباء وأمهات ثكلي يعتصرهم ألم الفراق ويمزق قلوبهم الحزن وابناء صغارًا ايتامًا لاراعي لهم غير الله عز وجل حرموا من حضن الأب الدافي وحنانه دون ذنب اقترفوه. وفي المقابل نري للأسف جزءًا من ابناء الوطن قد انحرفوا عن الطريق المستقيم وساروا خلف اوهام صنعها لهم قادتهم فصوروا لهم الظلم عدلًا. والاستعباد حرية والعملاء أبطالاً والسفاحين والقتلة ثوارًا، وتناسوا عن تعنت وكبر انتماءهم لهذا البلد العظيم الذي آواهم لسنوات طويلة ووفر لهم الأمن والأمان والكرامة فهل يكون رد الجميل ان ينسي هؤلاء أفضال هذا البلد عليهم ويحاولوا جاهدين أن يسقطوه؟! ان مثل هؤلاء الذين سولت لهم أنفسهم ان يوقفوا قطار الحرية والكرامة باعمالهم الاجرامية وبقتلهم بدم بارد لضباط وجنود الجيش والشرطة في سيناء وباقي محافظات مصر دون وازع من ضمير ودون ولاء لوطن أو لأرض فلا هم يعنيهم الوطن من قريب أو بعيد فمصر بالنسبة لهم كانت المقر لتنظيمهم والذي ارادوا من خلاله بسط أياديهم علي الوطن العربي كله وتنفيذ خريطة جديدة للشرق الأوسط رسمتها لهم أمريكا واسرائيل وبمساعدة دويلات عميلة وهم فقط أداة لتنفيذ هذه المهمة وهم يجيدون التجارة بالأوطان ولكن هيهات فأبناء مصر الشرفاء من جنود وضباط القوات المسلحة والشرطة لا يترددون لحظة في تلبية وخدمة الوطن العزيز غير مبالين بالمخاطر التي يمكن ان يواجهوها وبالموت الذي يحيق بهم من كل جانب، ضاربين بذلك اروع الأمثلة للبطولة وحب الوطن والدفاع عنه مهما كلفهم الامر. فتحية فخر واعزاز للذين سقطوا شهداء علي ارض مصر الغالية من ضباط وجنود وروت دماؤهم الذكية ارض الكنانة في شهر رمضان ليكتبوا تاريخا جديدا بكل الفخر والعزة. وأخيرًا مطلوب منا جميعا ان نتكاتف ونتحد علي كلمة سواء لدعم جنودنا وضباطنا البواسل وقادتهم ضد الذئاب المتعطشة للدماء التي تخرج من جحورها في غفلة من الناس كي تقتل الأبرياء وتستبيح الوطن. ان ثورة 30 يونية التي احبطت المخطط الشيطاني لم تجد من يحميها ويدافع عنها حتي الآن إلا الجيش والشرطة وبعض المخلصين من أبناء هذا الوطن ولكن هذا لا يكفي فلا بد من تكاتف الجميع من شعب وأحزاب وقوي سياسية ومؤسسات وحكومة بجانب الشرطة والجيش لأن الأمر خطير جدًَا وهناك متربصون ينتهزون الفرصة لتحقيق أهدافهم مدعومين من اعداء الداخل والخارج فهل نستوعب دروس الماضي القريب؟!