يتزايد الاقبال في دول الخليج علي تحويل الجزر الطبيعية الي معالم سياحية تجتذب مئات الالاف من السائحين والزوار سنويا. وكشف مسئولون حكوميون ومستثمرون وعقاريون شاركوا في 'الملتقي الاقتصادي العربي الألماني الثامن عشر' في برلين أن مدن خليجية خصصت موازنات كبيرة لانشاء جزر صناعية سياحية أو تحويل جزر طبيعية الي مقاصد سياحية ومنتجعات فندقية، ما يسهم في انعاش 'سياحة الجزر'. وتتصدر مدن الشارقة ودبيوالدوحة وسلطنة عمان، المدن التي تطور الجزر، وتحولها الي معالم سياحية تجذب السائحين من مختلف دول العالم، تنافس بها جزر هاواي والمالديف. وقال مروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير 'شروق' بالإمارات أن الهيئة تنفذ مشروعات كبري لتحويل الجزر الي مقاصد سياحية ووجهات ترفيهية فريدة من نوعها في المنطقة، داعيا المستثمرين الالمان والاوربيين للاستثمار في تلك المشروعات. واضاف للصحفيين في برلين أن الهيئة تطور حاليا جزيرة 'صير بونعير' باستثمارات 500 مليون درهم '137 مليون دولار' لتصبح مقصدا سياحيا يستقطب مئات الالاف من السائحين سنويا. وأوضح أن الجزيرة تبعد 65 كيلو متر عن ساحل الإمارات، وتعد من أبرز المحميات الطبيعية في الخليج، وستضم مطارا، وميناء للسفن، ومتحفا ومجمعا ترفيهيا، الي جانب فندقاً ومنتجعاً فاخراً فئة خمسة نجوم وشققاً فندقية، وفللا فاخرة، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المشروع عام 2017. وقال السركال: أعلنت هيئة شروق مؤخرا عن البدء في تنفيذ مشروع 'جزيرة النور'، لتحويل جزيرة طبيعية الي معلما سياحيا بارزا يضم غابة استوائية ماطرة وبيوتا للفراشات وبيوتا زجاجية، ومسرحا عائما ومرسي للقوارب، وتتكلف 80 مليون درهم '22 مليون دولار' ومن المقرر افتتاحها نهاية العام الجاري. كما طورت الشارقة 'جزيرة العلم' التي تضم سابع أطول سارية علم بالعالم، وتم تصميمها لتشكل عامل جذب سياحياً بارزا بالامارة، وتضم مسرحا بسعة الف مقعد ومنطقة معارض ومتاجر ومطاعم ومقاهي. ولفت السركال الي أن الشارقة حريصة علي تنفيذ المشروعات السياحية المستدامة، التي تراعي الحفاظ علي البيئة، لافتا الي أن حجم المشروعات السياحية التي تنفذها هيئة 'شروق' تقدر كلفتها بمليار دولار خلال خمسة أعوام، ضمن خططها لزيادة عدد السائحين من 2 مليون سائح الي 10 ملايين سائح كل عام. وفي الدوحة، تم تحويل جزيرة 'البنانا' الطبيعية في بحر الخليج الي منتجع سياحي، ينافس جزر المالديف. وقال معتز الخياط رئيس مجلس إدارة شركة 'أورباكون ' التي تولت تحويل الجزيرة الي مقصد سياحي، أن الجزيرة تستقبل السائحين عبر الطائرات المروحية والقوارب. وذكر أن الجزيرة تضم 141 غرفة فندقية وجناحا وفيلا بحمام سباحة، وأصبحت توفر للزوار والسائحين حياة عائلية متكاملة واقامة الافراح والحفلات وانشطة سياحية متنوعة علي سطح البحر وبين الامواج. وتضم ايضا ملاعب للكرة الشاطئية والتنس وأندية للشباب والاطفال ومسرحا الي جانب مرافق للرياضات المائية. وقال الخياط أن تطوير جزيرة البنانا في قطر وتحويلها الي منتجع سياحي علي غرار جزر المحيط الهندي، جعل كثير من الخليجيين يفضلون قضاء عطلاتهم فيها بدلا من السفر الي الجزر الاسيوية. وتشتهر مدينة دبي بمشروعات تطوير الجزر، وقد دشنت في عام 2008، جزيرة نخلة جميرا، التي تعد من أبرز الجزر السياحية في العالم، وهي مصممة علي شكل نخلة وتضم فندق 'اتلاتنس' الذي يوصف بأنه أحد أفخم فنادق العالم، ونجحت هذه الجزيرة في منافسة جزر المحيط الهادي واستقطاب سائحين من كافة الجنسيات. كما تشتهر دبي بفندق 'برج العرب' الذي اقيم علي جزيرة في الخليج، ويعد أحد أهم المعالم السياحية في الشرق الاوسط من شدة فخامته، ويستقطب عشرات الالاف من السائحين سنويا، من بينهم مشاهير العالم وحكام ورؤساء دول وشخصيات سياسية بارزة. وفي سلطنة عمان يجري تنفيذ مشروعات فندقية عدة علي جزر في المحيط الهندي، ولعل ابرزها مشروع منتجع جزيرة السودة، وهي جزيرة في المحيط تبعد 35 ميلا عن الساحل الجنوبي للسلطنة.