قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة دولة إلي المجر خلال الفترة من 4 إلي 6 يونيو 2015، وذلك بناءً علي الدعوة الموجهة من السيد 'فيكتور أوربان'، رئيس وزراء المجر، حيث تبادل الجانبان الرؤي بشأن العلاقات المصرية المجرية والموضوعات الدولية ذات الاِهتمام المشترك. وفي إطار تعزيز التعاون المثمر وتوثيق أواصر الصداقة بين البلدين، اتفق الجانبان علي إصدار البيان المشترك التالي: 1 - أعرب الجانبان عن ارتياحهما لما حققته العلاقات المصرية المجرية المعروفة بتميزها من إنجازات. 2 - أكد الجانبان علي تطلع شعبي البلدين إلي الحفاظ علي علاقات التعاون التي تحقق مصالحهما المتبادلة وتعميقها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، فضلاً عن تحقيق التواصل الشعبي. وأعرب الجانبان عن أملهما في إجراء حوار سياسي وإستراتيجي رفيع المستوي بشكل منتظم، بما يسمح بتحديد فرص التعاون الجديدة وتنسيق جهودهما ومناقشة الموضوعات الدولية ذات الاِهتمام المشترك. 3 - رحب الجانب المجري بنجاح مصر في تحسين الوضع السياسي والاِقتصادي والأمني، فضلا عن التقدم المحرز علي صعيد عملية الانتقال السياسي، كما أعرب عن دعمه السياسي الكامل للسلطات المصرية في جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب والتطرف. وقد أعلن الجانبان بوضوح أن الإرهاب ليس له عقيدة ولا دين، وأنه عدو مشترك لجميع الدول المحبة للسلام. وتلتزم المجر، بوصفها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، بدعم تطلعات مصر لتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ورحبت بالدور الاستراتيجي المتنامي لمصر في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما شجعتها علي مواصلة الجهود الرامية إلي تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. 4 - يقدر الجانب المصري النجاحات التي حققتها حكومة المجر في مجال الإصلاح الاقتصادي منذ عام 2010، لاسيما الوصول إلي أحد أعلي معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي 'GDP' في أوروبا، وزيادة اعتماد الدولة علي قطاع الصناعة، وزيادة فرص العمل، بالإضافة إلي تعزيز موارد الدولة المالية. وأعرب الجانب المصري عن تقديره لسياسة الحكومة المجرية بشأن 'الانفتاح شرقاً'، وتمنياته بكل النجاح للسياسة المعلنة مؤخراً بشأن 'الاِنفتاح جنوباً'، معرباً عن استعداده للتعاون مع الشركاء المجريين في دول المنطقة العربية وأفريقيا. 5 - أكد الجانبان التزامهما القوي بأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي، واستعدادهما لتعزيز التعاون بينهما في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخري. كما أعربا عن إستعدادهما لتكثيف المشاورات والتعاون في الموضوعات الدولية ذات الأهمية القصوي، ومن بينها ضمن أمور أخري، مكافحة الإرهاب، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والتنمية المستدامة، وإدارة المياه، ومكافحة تغير المناخ. 6 - أكد الجانبان علي أهمية التعاون الأورومتوسطي، وتأييدهما الكامل لجهود 'الاتحاد من أجل المتوسط' لتحقيق النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. 7 - أعرب الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في ليبيا والتهديد المتصاعد للإرهاب فيها، والذي يؤثر أيضاً علي أمن واِستقرار الدول المجاورة. ومن هذا المنطلق، فإنهما يدعمان بقوة تنفيذ استراتيجية لمكافحة الإرهاب بالتوازي مع الحوار السياسي وعملية المصالحة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لاسيما القرارين 2213 و2214. كما أعرب الجانبان عن تأييدهما لجهود مبعوث سكرتير عام الأممالمتحدة الخاص لليبيا، وأكدا، في ذات الوقت، موقفهما الداعم للمؤسسات الشرعية، بما في ذلك الحكومة الحالية في مدينة البيضاء التي شكلها مجلس النواب لحين تشكيل حكومة وحدة وطنية. 8 - أعلن الجانبان أن الاتصالات المنتظمة وتبادل الزيارات بين قادة وممثلي الدولتين والحكومتين والوزارات، وكذلك الجهات الحكومية الأخري والقوات المسلحة في البلدين من شأنها أن تسهم في التفاهم المتبادل وتعزيز الصداقة التقليدية بين الشعبين. 9 - أكد الجانبان استعدادهما لإبداء اِهتمام خاص بتعزيز علاقاتهما الاِقتصادية، والسعي لزيادة حجم ومستوي التبادل التجاري، والاِستمرار في تشجيع الشركات المصرية والمجرية لتعزيز التعاون بينهما بما يحقق مصالحهما المتبادلة، وزيادة اِستثماراتهما، وإنشاء شركات مشتركة، ومواصلة تعاونهما بما في ذلك في أسواق الدول الأخري، لاسيما في مجالات الصناعة والزراعة والنقل والتمويل والاتصالات والسياحة، فضلا عن المجالات الأخري. 10- شجع الجانب المصري الشركات المجرية علي المشاركة والاِستثمار في المشروعات التنموية الكبري التي أطلقتها الحكومة المصرية مؤخراً، وخاصةً إقامة منطقة اقتصادية جديدة في إطار مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وبناء عاصمة جديدة، وتحديث السكك الحديدية، ومجالات البنية التحتية الأخري، ومنشآت الطاقة المتجددة، والزراعة واستصلاح الأراضي، ومعالجة وإدارة المياه.. إلخ. كما ترحب المجر بأن تعتبرها الشركات المصرية مركزاً إقليمياً لأنشطتها واِستثماراتها في أوروبا. 11- يدعم الجانبان التعاون بين أجهزة القضاء والأمن العام والجمارك والرقابة المالية وغيرها من الأجهزة، كما ينسق الطرفان بشكل نشط جهودهما في الحرب العالمية ضد الإرهاب، والجريمة الدولية المنظمة، وتهريب السلاح والمخدرات، والهجرة غير الشرعية، والاتجار في البشر، بالإضافة إلي الجرائم الاقتصادية. 12- يعتزم الجانبان تطوير التعاون بينهما في مجال البحث العلمي والتكنولوجي، وكذا في الرياضة والثقافة. واتفق الجانبان علي تشجيع السياحة المتبادلة، كما يدعمان وضع برامج للشراكة والتوأمة بين المدن والنوادي الرياضية والأطر الثقافية المختلفة، وذلك اقتناعاً منهما بأن هذا النوع من التعاون يوفر إطاراً مناسباً للحوار بين الدول بما يسمح بالمزيد من تطوير العلاقات الثنائية.