إنتقد زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا سياسة الحكومة التركية الحالية والرئيس رجب طيب أردوغان، معتبراً أن تركيا فقدت السيطرة علي حدودها من خلال فتحها للاجئين السوريين وإنها عزلت عن الساحة العالمية من خلال تدخلها في شؤون جيرانها. وقال كمال كيلجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني إن تأييد تركيا لما وصفها بأنها جماعات المعارضة المتشددة في سوريا أدي إلي كسر تقليد متمثل بالحياد وجعل تركيا مكشوفة أمام الأخطار. وأضاف في مقابلة مع رويترز قبل أسبوع من الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في السابع من يونيو 'أن سياسة تركيا الخارجية جعلتها معزولة أكثر من أي وقت مضي.. من جانب الاتحاد الأوروبي ومن الشرق الأوسط.' وأضاف بعدما تحدث أمام عشرات الآلاف من المؤيدين الذي يحملون الأعلام في العاصمة أنقرة الأحد 'إن الحكومة الحالية تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخري بصورة مباشرة.. وهذا متناقض مع ماضينا ومع ثقافتنا.' يذكر أن حزب الشعب الجمهوري هو أقدم الأحزاب السياسية في تركيا، أسسه مصطفي كمال أتاتورك أبو الجمهورية الحديثة. واعتبر علي مدي طويل أنه الحافظ لما يسمي 'الأتراك البيض' وهم النخبة المدنية التي أدارت تركيا علي مدي جزء كبير من القرن العشرين. ويخوض الحزب- وهو ثاني أكبر أحزاب تركيا- الانتخابات ببرنامج إصلاح اقتصادي وبمشروع لإصلاح العلاقات الدولية. ولكنه يلاقي صعوبات في الحصول علي أكثر من 30 في المئة بسبب نقص الشعبية في صفوف بعض الجماهير المتدينة المتشككة في القيم العلمانية. وتمثل رؤية الرئيس رجب طيب إردوغان للشرق الأوسط والإسلام السياسي وفي قلبه تركيا' لعنة' بالنسبة لأنصار حزب الشعب الجمهوري والديمقراطيين الاشتراكيين. وقال كيلجدار أوغلو 'إن عبء السياسية الخارجية التركية يقع علي شعبنا. يوجد أكثر من مليوني سوري في تركيا كثير منهم يتسولون في الشوارع' محذرا من أن البعض 'ربما يقوم بأعمال سرية'. وأضاف 'كان يمكن أن تنشئ الحكومة منطقة عازلة تبقي فيها اللاجئين. ولكنها اتبعت سياسة جعلت حدودنا مع سوريا منطقة عبور مجانية. وفقدنا السيطرة علي حدودنا.' وأصبحت تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية والذي ينتمي له إردوغان من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد وضغطت من أجل ابعاده وسمحت للمعارضة السياسية بتنظيم صفوفها علي الأراضي التركية وفتحت حدودها أمام اللاجئين. وعلي الرغم من أن استطلاعات الرأي ترجح فوز حزب العدالة والتنمية'الحزب الذي يتبع له أردوغان' إلا أن كيلجدار أوغلو استبعد أي فرصة لتشكيل ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية ما لم يظهر التزاما بمحاربة الفساد، وأشار إلي فضيحة فساد مست الدائرة المقربة من إردوغان في ديسمبر كانون 2013. وقال 'إذا أحال حزب العدالة والتنمية قضايا الفساد في فترة 17-25 ديسمبر '2013' إلي القضاء ثانية وتعهد بوضع كل الجناة أمام القضاة فستكون تلك قصة أخري.'