دعت الجزائروفيتنام اليوم' الإثنين' إلي تسوية سلمية للنزاعات القائمة في العالم وإلي احترام استقرار واستقلال الدول وسلامتها الترابية. جاء ذلك في تصريحات صحفية مشتركة لرئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ونظيره الفيتنامي نجويان تان دونج عقب انتهاء محادثاتهما. وقال رئيس الوزراء الفيتنامي إن السلم والاستقرار والأمن والتنمية تشكل علي الدوام تطلعا لكل الشعوب وليس تطلعا خاصا بالجزائر أو بفيتنام دون غيرهما، مشيدا في هذا الشأن بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة لا سيما في مالي وليبيا. وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أوضح تان دونج أن محادثاته مع سلال شكلت فرصة لإبراز موقف فيتنام بوضوح وهو التنديد بالإرهاب بكل أشكاله، مشيدا بجهود الجزائر من أجل القضاء علي الإرهاب، وأعرب عن تقديره لمبادرة الجزائر تنظيم لقاء دولي حول مكافحة الإرهاب والتطرف في شهر يوليو المقبل بالجزائر العاصمة. وعلي الصعيد الثنائي، أوضح رئيس الوزراء الفيتنامي أن لقاءه مع نظيره الجزائري أتاح لهما تجديد التزامهما بتعزيز التعاون في مختلف المجالات مثل التربية والدفاع والثقافة والصحة، مشيرا إلي أنهما اتفقا علي دعم بعضهما البعض في المحافل الدولية وتعزيز علاقاتهما الاقتصادية لمستوي العلاقات السياسية التاريخية التي تربطهما، معربا عن رغبته في أن تبلغ التبادلات التجارية الجزائرية - الفيتنامية مائة مليار دولار. وأعرب تان دونج عن مساندة بلده لانضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية، وقال إن الجزائر ليست بحاجة للدخول في مفاوضات مباشرة مع فيتنام من أجل انضمامها لأنها تحظي بتأييده مسبقا، مذكرا بالإهتمام الذي توليه المؤسسات الفيتنامية بالسوق الجزائرية، داعيا رجال الأعمال في البلدين الي الاستثمار وإلي إقامة شراكات في مجالات واعدة مثل النسيج والبناء. من جانبه، قال رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال إن الجزائروفيتنام متفقتان علي مبدأ التعاون والمساندة المشتركة بينهما كلما اقتضت الضرورة وفي كل القضايا والقضايا الخاصة بالعلاقات الدولية، موضحا أن المساندة بين البلدين موجودة بالفعل علي أرض الواقع. وبالنسبة للقضايا التي تؤثر علي العلاقات بين الدول، أوضح سلال أن الجزائروفيتنام متفقتان علي أن كل المشاكل تحل بالسلم والحوار وهذا يتماشي مع سياسة الجزائر التي تصدر الحوار والأمن والطمأنينة. ومن جهة أخري، أشار سلال إلي أن التعاون الاقتصادي بين الجزائروفيتنام يقتصر علي التبادلات التجارية، وأن حجم العلاقات الثنائية ليس كبيرا حيث لا يتجاوز 370 مليون دولار امريكي، ولهذا تم عقد لقاء بين مسؤولي قطاع الصناعة بالبلدين، وكذا رجال الاعمال وتم من خلاله الخروج بنظرة جديدة في مجال التعاون الإقتصادي. وقال إن البلدين اتفقتا علي أن يكون التعاون الإقتصادي بينهما قائم علي شراكة في الانتاج ولخلق الثروة لأن للجزائر امكانيات كبيرة لتطوير اقتصادها وبامكانها الاستفادة من التجربة الفيتنامية. وأضاف إن الجزائر ستسمح لفيتنام بالدخول الي الجزائر كشريك اقتصادي في مجال صناعة النسيج علي أن تمكنه في المستقبل من المساهمة في تطوير الصادرات تجاه القارة الإفريقية، مذكرا باللقاء الهام جدا الذي ستستضيفه الجزائر في ديسمبر القادم والذي سيجمع رجال أعمال من افريقيا بهدف تطوير الاقتصاد الوطني والدفع بالمنتجين الجزائريين نحو السوق الافريقية. وفي مجال الطاقة، ذكر سلال أن هناك اتفاقا بين شركة فيتنامية للطاقة والشركة الوطنية سوناطراك لعدة سنوات وانه بعد اكتشاف مخزون كبير من البترول في بئر السبع بتقرت 'ولاية ورقلة' ستبدأ الجزائر بالاستغلال والتسويق مع فيتنام في شهر يوليو القادم. وكان رئيس الوزراء الفيتنامي قد بدأ أمس الأحد زيارة عمل للجزائر تستغرق ثلاثة أيام تلبية لدعوة نظيره الجزائري عبد المالك سلال.