عادت المليشيات الشيعية إلي دائرة الضوء في العراق لتكون واحدة من أبرز نقاط الجدل في المشهد السياسي الداخلي، بعدما تصاعد دورها في محاولات التصدي لهجوم كاسح من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ومتحالفين معه للسيطرة علي نحو نصف مساحة العراق من الشمال والغرب. ومن أبرز هذه المليشيات مليشيات 'فيلق بدر' و'جيش المهدي' و'عصائب أهل الحق' و'جيش المختار' و'لواء أبو الفضل العباس' أبرز المليشيات الشيعية المسلحة، وتتمتع هذه المليشيات بقدرات مالية وبشرية كبيرة، ومعظمها تتلقي الدعم من إيران. ولم يخف رئيس جهاز الاستخبارات في كردستان العراق مسرور برزاني مخاوفه بشأن الدور الذي تلعبه هذه المليشيات الشيعية في القتال إلي جانب قوات الجيش العراقي لاستعادة السيطرة علي مدينة تكريت من تنظيم 'الدولة الإسلامية'.مؤكدا أنها مدعومة من إيران، وقال بارزاني أن استعانة الحكومة العراقية بهذه المليشيات قد يؤدي لمشكلة أكبر من تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك من خلال زيادة التوتر بين المجتمعات السنية والشيعية في العراق في إشارة إلي مزيد من التقسيم للعراق ومخاوف من سيطرة تلك الميليشيات فيما بعد، كما انتقد بشدة حكومة بغداد لاستخدام مليشيا 'الحشد الشعبي' التي غطت إلي حد بعيد علي دور الجيش العراقي في المعركة لاستعادة تكريت ذات الغالبية السنية. وتعتبر الحكومة العراقية استعادة تكريت بمثابة نقطة انطلاق هامة باتجاه مناطق أخري يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك الموصل، ثاني أكبر مدن العراق. وقال بارزاني 'هذا سيخلق مشكلة أكبر من الدولة الإسلامية. يجب علينا جميعا أن ننظر إلي الأمر باعتباره حربا ضد الدولة الإسلامية. يجب علينا أن نحارب الدولة الإسلامية سويا، لكن إذا حدث انتقام أو ثأر بين الطوائف أو الديانات أو الجماعات العراقية، فسيصبح هذا بالتأكيد مشكلة أكثر صعوبة' وفي أكبر هجوم تنظمه القوات العراقية يسعي نحو 200 ألف من المليشيا ونحو 3 آلاف جندي عراقي لإخراج تنظيم 'الدولة الإسلامية' من مدينة تكريت. وتعهد قادة في المليشيات في وقت سابق بالثأر لمذبحة ارتكبها مسلحوا تنظيم 'الدولة الإسلامية' والعشائر السنية المتحالفة معهم، حيث قتلوا 700 جندي علي الأقل، غالبيتهم من الشيعة، في معسكر سبايكر الواقع خارج تكريت في يونيو/ حزيران الماضي. ومن الاعمال التخريبة العنيفة لهذة المليشيات تعرض قبر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لتدمير شبه كامل في قتال بالقرب من مدينة تكريت، وأظهرت لقطات بثتها وكالة 'أسوشيتد برس للأنباء' أن كل ما تبقي من الضريح في قرية العوجة هو الأعمدة التي كانت تثبت سقف البناية. وتخوض القوات العراقية معارك لدفع تنظيم داعش الإرهابي خارج تكريت، وقال سكان المنطقة من العرب السنّة إنهم نقلوا جثمان صدام في العام الماضي إلي موقع آخر لم يعلنوا عنه. واشتد القتال إلي الشمال والجنوب من تكريت، مع تعهد قوات الأمن العراقية بالوصول إلي قلب المدينة في غضون 48 ساعة. ويذكر ان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف كان قد ندد في بيان أصدره الأسبوع الماضي بما وصفها ب'المجازر التي ترتكب ضد أهل السنة' في العراق خلال المواجهات مع تنظيم داعش. ووصف الطيب مرتكبي تلك الجرائم بأنهم 'ميليشيات شيعية متطرفة'، فيما اعتبر إشارة إلي قوات 'الحشد الشعبي' التي تقاتل إلي جانب القوات العراقية في عدد من مناطق البلاد.وهو ما تسبب في استدعاء وزارة الخارجية العراقية، السفير المصري في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج رسمية بخصوص تلك التصريحات وطالبت الوزارة في مذكرة الاحتجاج التي سلمتها للسفير المصري في بغداد أحمد درويش إبداء موقف القاهرة الرسمي تجاه تصريحات شيخ الأزهر أحمد الطيب والتي وصفتها بأنها 'تسيء إلي طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين'