أكد رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب، أن التكريم الأممي لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتسميته 'قائدا للعمل الإنساني' والكويت 'مركزا للعمل الإنساني' جاء عن استحقاق تام في وقت نحن بأشد الحاجة فيه إلي مثل ذلك. وأضاف محلب -في لقاء أدلي به علي هامش زيارته للكويت منذ أيام وبثه تليفزيون الكويت مساء أمس الخميس- أن هذا اللقب مهم في هذا الوقت لأن هناك الكثيرين من البعيدين عن ثقافتنا ينظرون إلي الإسلام والمسلمين علي أنهم دمويون حتي وصلنا إلي مرحلة يطلق عليها الإسلاموفوبيا من خلال أفعال لا علاقة لها بالإسلام دين الرحمة'. وأشار إلي أنه مع إقامة هذا العدد من المؤتمرات التي تدعو إلي الإنسانية والتكافل الإنساني من دولة الكويت يأتي هذا اللقب لسمو الأمير لإيصال رسالة صحيحة للعالم أجمع، لافتا إلي أن سمو أمير الكويت في لقاءاته المتصلة والمتواصلة وأفعاله المساندة لمصر يؤكد أن 'مصر غالية عليه'. وأوضح محلب قائلا: أن الكويت من الداعمين والمساندين لمصر اقتصاديا 'وهو أمر نقدره'، مشيرا إلي التنسيق لاستمرار هذا الدعم إلي أن تصل مصر لبر الأمان وإيجاد ثبات في الاقتصاد المصري 'حيث إننا في مصر في مرحلة إعادة تنظيم البيت تمهيدا لانطلاقة اقتصادية كبيرة وهو ما يتطلب الدعم وإرادة واضحة للشعب المصري'. وذكر أن هناك تقاربا كبيرا بين الشعبين المصري والكويتي مسطرا في التاريخ ومفاده أن أمن الكويت هو أمن مصر فعندما تعرضت مصر لعدوان غاشم عام 1967 هبت الكويت وأرسلت كتيبة كويتية وأيضا عام 1973 اختلطت الدماء المصرية والكويتية كما كانت مصر دائما بجانب الكويت منذ عام 1961 في جميع المخاطر والتهديدات التي تعرضت لها إلي الغزو العراقي عام 1990 حيث كان موقف مصر واضحا منذ أول ساعة حيال ما حدث وصولا إلي معركة التحرير التي سالت فيها دماء مصرية علي أرض الكويت فالعلاقة بين مصر والكويت هي 'علاقة دم'. وقال المهندس إبراهيم محلب -في لقائه بالتليفزيون الكويتي- إنه إضافة إلي العلاقات الأمنية التي تربط مصر والكويت هناك علاقات ثقافية وتعليمية بينهما ما يعكسه وجود 700 ألف مصري يعيشون في الكويت من مهندسين وأطباء ومعلمين وغيرهم، كما أن هناك أسرا كويتية كثيرة تعيش بمصر وطلبة لم يشعروا أبدا بالغربة ما يعطي لهذه العلاقة خصوصية كبيرة جدا تربطها علاقة دم ومصير مشترك ورؤية واحدة للمشاكل وبناء أمل عربي بينهما. وأشار إلي عمق العلاقة الاقتصادية بين مصر والكويت كونها من أكبر الدول استثمارا بمؤسساتها المالية، لافتا إلي أن المستثمرين الكويتيين يبحثون أيضا عن فرص لها مردود إيجابي وهو ما توفره مصر لتكون المكان الآمن لاستثماراتهم، خصوصا أن مصر في مرحلة انطلاق اقتصادي يحتاج إلي تنمية تأتي من استثمار مباشر للمستثمرين الكويتيين. وأوضح محلب أن هناك تبادلا بين مصر والكويت في المجالات الثقافية وكذلك التبادل بين الجامعات وأيضا بالتقارب العلمي بوجود أجيال رائعة من مهندسين وأطباء وحقوقيين ما يجعل هذا التبادل دافعا لتقدم الدولتين إضافة إلي العلاقات الأمنية والسياسية والتنسيق الكامل في جميع المواقف والرؤي السياسية المتطابقة بين الدولتين. وذكر رئيس الوزراء المصري أن هناك احتراما كبيرا بين القيادتين والتبادل والتواصل مستمر في الرؤي ما انعكس في العلاقة بين الشعبين ليكون نسيجا قويا يبدأ بالسياسيين والقادة وينعكس علي الشعوب. وبشأن التطورات الإقليمية، أكد محلب أن 'أمن الخليج هو أمن مصر لأن المخاطر واحدة من إرهاب بلا دين ولا وطن وموجه لهذه الأمة وبالتالي فإن مواجهتنا للإرهاب في مصر يشكل خط الدفاع الأول عن المنطقة ولو وجد أي تهديد لأي مكان في الخليج فستكون مصر درعا واقية للتصدي والحفاظ علي أمن المنطقة لأن حياتنا مشتركة'. وعن الملف السوري، أفاد أن المشكلة السورية علي المستوي الإنساني 'معقدة' حيث إن هناك ملايين من إخواننا السوريين لاجئون ونازحون في كل مكان، مشيرا إلي أن موقف الكويت ومصر الداعم للأخوة السوريين جاء بتنسيق وتفاهم بينهما. بين محلب أن هناك ما يقارب 400 ألف سوري في مصر يعيشون حياة كريمة بدعم حكومي وشعبي مصري ويعاملون معاملة المصريين من ناحية التعليم والعلاج وهو ما يحتاج إلي الدعم في كل الدول التي تضم نازحين سوريين كلبنان والأردن وعندما تنطلق هذه الحملة والرؤية من الكويت فإن ذلك يؤكد علي إنسانية سمو الأمير لتخفيف الآلام في المنطقة العربية وايجاد حلول للمشاكل الإنسانية. وردا علي سؤال حول أبرز المحاور للمؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في شهر مارس المقبل.. أوضح المهندس إبراهيم محلب أن المؤتمر يعتبر رسالة إلي أن هناك دولة حديثة مدنية ديمقراطية قارب بنيانها علي أن ينتهي وتملك موارد طبيعية وبشرية وموقعا جغرافيا فريدا وتمتلك كل موارد النجاح والانطلاق لتنمية اقتصادية مستدامة وبالتالي يأتي هذا المؤتمر ليروج للاستثمار في مصر وإعلان عن تغيير كبير جدا ولتوضيح الرؤية الاقتصادية في هذه المرحلة بسياسة اقتصادية مبنية علي الاقتصاد الحر. وذكر محلب أن الاقتصاد المصري كان يواجه عوائق في الماضي لتصبح مصر جاذبة للاستثمار، مشددا علي أن كل هذه العوائق تم هدمها عن طريق قوانين جديدة وإصلاح تشريعي مبني علي أساس أن يكون هناك قانون استثمار يليق بإمكانيات مصر وأن يكون المؤتمر إعلانا عن هذه القوانين وتأكيدا علي حل مشاكل كثيرة لبعض المستثمرين طوال فترة الأربع سنوات الماضية. وأشار إلي أن ملامح القانون الجديد تعتمد علي التيسير، حيث إن المستثمر في السابق كان يذهب إلي عدد كبير من الجهات ليستطيع الحصول علي ترخيص بوجود بيروقراطية تجعل المستثمر يحبط ويأخذ وقتا طويلا. وأكد المهندس إبراهيم محلب أنه تم القضاء علي سلبيات كل ذلك بفكرة 'الشباك الواحد' بحيث تكون هيئة الاستثمار ووزارة الاستثمار وكيلا عن المستثمر في التعامل مع الجهات الحكومية ما يغنيه عن التواصل مع كل تلك الجهات ليأتي المستثمر إلي مشروع مدروس حددت له جهة واحدة للتعامل وهي وزارة الاستثمار وهي من تتصل بجميع الجهات حتي يحصل علي الرخصة. وقال 'كانت لدينا في السابق مشكلة في توفير الأراضي وتعدد الولايات علي الأراضي لكننا أوجدنا قانونا موحدا حتي إذا جاء المستثمر يجد الأرض المناسبة له وأوجدنا في القانون آلية لحل المنازعات وأيضا لقضية التخارج أو الإفلاس بوضع قانون الخروج من السوق بطريقة آمنة وأوجدنا كذلك ثباتا في القوانين واحتراما للعقود وهي ملامح واضحة في النهج'، مشددا علي ثقته بأن المؤتمر الاقتصادي سيكون شهادة لنجاح رؤية حكومية لبناء اقتصاد قوي في مصر. وأشار رئيس الوزراء إلي أن هناك 11 محورا في مجال الاستثمار وهي مشروعات تمت دراستها حيث قامت الحكومة بإرسالها إلي بنوك ومؤسسات مالية دولية ذات مصداقية عالية جدا لدراسة هذه المشاريع بطريقة احترافية وتحديد العوائد من المشاريع. وأوضح أن المشاريع تنوعت بين مجالات الطاقة والاستثمار العقاري والنقل والصحة والتعليم وجميعها متعلقة بمستثمر جاد يرغب بمشروع له عائد جيد ومزايا بسوق كبيرة كالسوق المصرية التي هي بحاجة إلي مشروعات ضخمة في مجال الطاقة 'وسبق المؤتمر قانون 'التعريفة' الذي يختص بالطاقة المولدة من الرياح أوالشمس بحيث إن المستثمر يتقدم وهو علي معرفة بالعائد من استثماره وكيفية تنفيذه'. وكشف المهندس إبراهيم محلب عن قانون سيصدر خلال عشرة أيام يختص بمجال توليد الطاقة بالطرق الاعتيادية من المحطات الحرارية وكذلك في النقل إضافة إلي مشروعات تم التعاقد عليها قبل أن يعقد المؤتمر 'حيث كانت هناك فرصة جيدة خلال لقاء بالمستثمرين الكويتيين من خلال غرفة تجارة وصناعة الكويت تحدثنا خلاله بكل صراحة وتم الاتفاق علي حل أي مشاكل تواجههم علي وجه السرعة'. وأكد محلب أن مشاركة الكويت والأشقاء في الخليج في المؤتمر تعتبر محورا رئيسيا أمام العالم لأن المستثمر الكويتي والخليجي من الطاقات الكبيرة في العالم فحين يوجهون استثماراتهم إلي مصر فإن ذلك يعد رسالة إيجابية للآخرين للاستثمار فيها. وفي رده علي سؤال حول التعامل مع الإرهاب، أوضح أن الإرهاب لا دين ولا ملة ولا حدود له وأنه فكر متطرف نشأ منذ عشرينيات القرن الماضي بتسييس الإسلام ومنها خرجت أسماء كثيرة تربط نفسها بالإسلام وليس لها علاقة به. وقال إن هذا الإرهاب ليس في المنطقة العربية فحسب بل مس الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وغيرها من الدول، محذرا من أن عدم التنسيق بمواجهة الإرهاب علي أعلي مستوي فسيكون العالم كله معرضا لهذه الخطورة. وأوضح أن مصر قادرة علي مواجهة الإرهاب والتصدي له، مشيرا إلي أن هناك نحو 600 شهيد من رجال الشرطة بمصر سقطوا في فترة مواجهة الإرهاب إضافة إلي شهداء القوات المسلحة ما يبين أن هناك إرادة حديدية لمواجهة وازالة الإرهاب والتصدي له بالقوة حيث إنه لا يمكن مواجهة الإرهاب إلا بالقوة والتصميم ودفع الثمن وهو الدم. وشدد رئيس الوزراء المصري علي أن الإرهاب في بلاده يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنه سينكسر وأن التبادل والتواصل بين الدول العربية والخليج علي أعلي مستوي من الدرجات بتبادل المعلومات ورصد البؤر الإرهابية. وأكد أن الروح المعنوية بين المصريين عالية جدا واللحمة قوية بين الشعب والقيادة بوجود شعور جميل بأن الجميع مستعد أن يضحي بروحه دفاعا عن وطنه ودينه، مشيرا إلي أن هناك إعادة لتنظيم البيت طبقا لبرامج واضحة وأن العمل مستمر بخطي واثقة والاستثمار يبين أن الإرهاب في نهايته بوجود رأي عام واع ومصمم علي اجتثاث الإرهاب من المجتمع المصري. وعن دور مصر المحوري في الوطن العربي.. قال محلب إن لمصر حدودا مشتركة مع عدد من الدول وإن حماية الحدود ذات أهمية أولي لأن الإرهاب يتم تصديره عن طريق الحدود والمخاطر تأتي من وجود جماعات إرهابية علي الطرف الاخر يجعلنا دائما بحالة من التيقظ والمواجهة. وفي رده علي سؤال حول الحالة في ليبيا، أشار المهندس إبراهيم محلب إلي أن لمصر ثوابت بالنسبة للقضية الليبية كوحدة أراضيها وعدم التدخل واحترام ارادة الشعب الليبي الذي انتخب برلمانه ورئيسه ورئيس وزرائه واننا داعمون للشرعية ونقوم بالتنسيق مع ليبيا للمساندة سواء بالمعلومات أو التدريب أو التنسيق علي مستوي جيد بين الحكومات حيث قام رئيس الوزراء الليبي بزيارة مصر. وأكد أن لمصر دورا كونها لاعبا أساسيا بحل المشكلات وراعية للمواقف والمشاورات السياسية مع عدم السماح لأي طرف آخر بعيد عن القضية بالتدخل. وشدد علي الإيمان بأن هذه القضايا يمكن حلها علي المستوي العربي وأن أي تدخل في هذه المنظومات يجب أن يكون بوجود الإرادة العربية في أي مؤتمر خاص بدول الجوار، مشيرا إلي دور مصر التنسيقي للحفاظ علي الأراضي الليبية وخروج ليبيا من هذه الأزمة السياسية. وعن ملف 'سد النهضة'، أوضح رئيس الوزراء المصري أنه تم البدء بهذا الملف الذي لم يلق تعاملا علي مستوي حجم المشكلة في الفترة السابقة، مشيرا إلي أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإثيوبي في اجتماع الاتحاد الأفريقي في 'مالابوي' بغينيا الاستوائية نتج عنه الاتفاق علي التأكيد علي حق إثيوبيا بالتنمية وتوليد الكهرباء وحق مصر بالحياة والحفاظ علي مقننات المياه التي تأتي من نهر النيل حيث إن هناك توازنا الآن بين بناء السد وحق مصر بحصولها علي كمية المياه. وأضاف أنه تم الاتفاق علي وجود لجنة ثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا لدراسة الأمور الفنية للسد ومدي تأثيره وسنوات الملئ وتشغيل السد والتصميم الآمن الذي لا يؤثر علي حقنا من المياه ومراعاة عدد سنوات الملء والإيراد المائي. وعن الانتخابات البرلمانية، قال إننا ننظر إلي أنها المحطة النهائية لخارطة الطريق السياسية التي نجح الشعب المصري بها في الوصول للمرحلة الأولي بالدستور والمرحلة الثانية بانتخاب رئيس بطريقة شهد العالم كله بشفافيتها وأنها انعكاس لإرادة الشعب بوجود منظمات كثيرة مراقبة لها. ولفت في هذا الشأن إلي الوصول للمحطة الأخيرة حيث أجرت الحكومة كل اللازم لإجراء انتخابات برلمانية في جو آمن مراهنين علي وعي الشعب المصري في الفرز والاختيار وإيجاد برلمان ذي كفاءة يعبر عن ارادة الشعب ليكتمل بناء الدولة المدنية الحديثة. وبمناسبة الزيارة التي قام بها إلي الكويت قبل أيام، أعرب محلب عن الشكر لسمو أمير الكويت وسمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي قائلا: 'إن الحفاوة التي وجدناها أشعرتنا بوجودنا في بلدنا والشكر للشعب الكويتي علي مساندته دائما لبلده مصر داعيا المصريين في الكويت مزيد من العمل والجهد 'لأنهم يعملون في بلد غال علينا جميعا'.