عم الحزن اليوم علي ربوع مصر وخرجت الناس في معظم المدن والقري المصرية تضامنا مع شهداء الوطن والواجب من رجال الجيش والشرطة الذين وقعوا ضحايا التنظيمات الإرهابية في سيناء وبخاصة بعد تكرار تلك الأحداث، وفي حدث جلل كهذا يجب أن تكون هناك وقفة وطنية وشعبية كبيرة لشعب مصر ومن خلال مسيرة حاشدة للتضامن والوقوف مع رجال الجيش والشرطة وأسر الضحايا ليري العالم بأثره وعلي غرار خروج شعبنا العظيم في الثلاثين من يونيو وخلعه لمؤسسي التنظيمات الإرهابية من تنظيم الإخوان الإرهابي الذي مازال يقف وراء تلك الأحداث التي تعصف بمصر ومدنها وبخاصة في سيناء رغم استنفار أجهزة الدولة الأمنية وحدها لمكافحة أخطر التنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها دون التعويل علي أحد. إن الحزن علي شرفاء وشهداء الوطن لا يجزأ وهو ما يستوجب من رئيس الدولة كما تعودنا منه أن نخرج بمسيرة قوية تضامنا مع الشهداء الذين سقطوا منذ بداية الثورة وبخاصة من رجال الجيش والشرطة الذين يمثلون هيبة وكرامة الدولة ويسهرون علي أمن وحدود الوطن، ولسنا أقل مما فعلته فرنسا مؤخرا علي ضحايا الاعتداء الإرهابي علي صحيفة شارلي إيبدو ومسيرتها التضامنية التي نجحت في توظيفها سياسيا وأمنيا وحقوقيا علي هذا الحدث، ولما لا نستثمر هذا الحدث الأليم ليخرج شعبنا كما خرج من قبل ليزلزل ضمائر رؤساء وحكومات دول العالم وبخاصة الدول التي مازالت تراهن علي عودة الإخوان وعلي ما تفعله التنظيمات الإرهابية المتوهمة في سيناء والمدن المصرية، فالصورة الجلية التي خرج بها المصريون اليوم في المدن والقري المصرية بتلك الأعداد لتكريم وتوديع ودفن ضحاياهم كفيلة بأن ترد علي الذين يتوهمون أن تلك العمليات الخسيسة يمكن أن تنال من مصر ورئيسها وشعبها وهم الذين يضحون بأنفسهم وأموالهم وبكل ما يملكوه لصالح الوطن ويتمنون أن يخرجوا بالملايين لدحر الإخوان والإرهابيين في كل مكان، ولكنهم مازالوا يأملون في الدولة أن تقوم بأقصي درجات التصدي للقضاء علي هؤلاء مع تمسكهم بدولة القانون وعدم الانخراط في الدخول في فتنة وحرب أهلية لتصفية الإرهابيين، لقد خرجوا اليوم بالملايين وهم يتوعدون عبر شعارات قوية وحقيقية ورنانة يتوعدون بها الإرهابيين ويطالبون الدولة بالضرب بيد من حديد لتطهير الخفافيش والغربان من سيناء وربوع مصر، خرجوا شيوخا ورجالا ونساءا وأطفالا ليودعوا شهدائهم ويعلنوا تضامنهم مع رئيسهم وجيشهم غير عابئين بتلك الأحداث التي لن تثنيهم عن تطهير مصر من الخونة الذين ينعمون الآن بالسجون ورغم ذلك يخربون الوطن من خلال أذنابهم بالخارج، خرجوا بالملايين ليعلنوا الصمود والتحدي لكل الذين يكنون العداء والتربص بالوطن في الداخل والخارج ولهذا كان من الأجدي أن نتوحد مع كل هؤلاء لنخرج جميعا في يوم واحد لنعلن تضامننا مع شهداء الواجب و نعلن مرة أخري الوقوف مع الأجهزة الأمنية للتصدي للإرهاب حتي تأتي اللحظة التي تعيش مصر وشعبها كما كانت في أمن واستقرار ولا نري مرة أخري تكرار لتلك المآسي المحزنة بكل صورها وتداعياتها إلي غير رجعة.