أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإجراء تحقيق عاجل في معلومات عن وقوع مجزرة بحق سكان قري سنية في محافظة ديالي علي يد قوات الحشد الشعبي التي قامت بتحرير مناطق شمال المحافظة الاثنين الماضي. وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء رافد جبوري إن 'رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر بإجراء تحقيق عاجل بالموضوع'. واتهم زعماء سنة ما أسموه بميليشيات شيعية بإعدام نحو سبعين شخصاً من السكان الاثنين خلال العملية العسكرية التي كانت تهدف لطرد عناصر تنظيم 'الدولة الإسلامية' من قري واقعة شمال محافظة ديالي. ووقعت الحادثة في قرية بروانة الواقعة في شمال قضاء المقدادية. وبروانة هي القرية الوحيدة التي لم يفرض عليها تنظيم 'الدولة الإسلامية' سيطرته عليها بين 22 قرية سقط بيده بعد انسحاب الجيش منها. وخلال العملية العسكرية التي شنها الجيش مطلع الأسبوع نزح سكان القري التي كانت تحت سيطرة داعش إلي قرية بروانة. وقال الشهود إن المسلحين أقدموا علي إعدام هؤلاء الأشخاص الذين فروا من تلك المناطق، بعد عزلهم من سكان القرية الأصلين. وأعلن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي المتحالفة معه تحرير كامل محافظة ديالي من سيطرة التنظيم السني المتطرف بعد معركة شرسة، أسفرت عن مقتل 70 شخصاً وإصابة 400 من القوات الحكومية والحشد الشعبي المساند لها. بدوره، نفي الفريق عبد الأمير الزيدي قائد عمليات دجلة الاتهامات بوقوع مجزرة في بروانة تحت أنظارهم، مؤكداً أن الإدعاءات بوقوع أعمال انتقامية من قبل الفصائل الشيعية 'مفبركة'. وقال لم تطلق رصاصة واحدة في بروانة، 'وسقط سبعين من قوات الامن شهداء، فيما قتل نحو ضعف العدد من عناصر داعش'. وأوضح في بيان إنه 'من مسؤولية الحكومة ضمان خضوع كل الفصائل المسلحة تحت سيطرتها، وهذا يكرس احترام سيادة القانون، الذي يضمن بدوره صيانة حياة المدنيين في جميع أنحاء البلاد، بما فيها تلك التي تم تحريرها من سيطرة الدولة الإسلامية حديثاً'. ونقلت فرانس برس عن أحد الشهود يدعي علي الجبوري وهو من سكان قرية حمادة المجاورة، لكنه لجأ إلي بروانة منذ اجتياح المتطرفين قريته في حزيران/ يونيو إن 'مسلحين دخلوا القرية واقتادوا بعض الرجال إلي إحدي نواحيها'، وأضاف 'قاموا بالتدقيق في أسماء الرجال وبعدها سمعنا إطلاق نار ومن ثم بدأت النساء تصرخ'. وتابع هذا الرجل الذي كان شاهداً علي الحادث أن 'مختار القرية ذهب ليتفقد ما حدث، فشاهد 35 جثة في منزل واحد، وعثر علي أربعين جثة أخري في مكان قريب خلف المنزل'. ورحب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف بإعلان الحكومة إجراء تحقيق بالقضية. وأوضح في بيان أنه 'من مسؤولية الحكومة ضمان خضوع كل الفصائل المسلحة تحت سيطرتها، وهذا يكرس احترام سيادة القانون، الذي يضمن بدوره صيانة حياة المدنيين في جميع أنحاء البلاد، بما فيها تلك التي تم تحريرها من سيطرة الدولة الإسلامية حديثا' حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.