العنف الذي استخدمه موالون للرئيس المصري حسني مبارك ضد محتجين مصريين ادي الي نتائج عكسية علي ما يبدو واثار انتقادات من الولاياتالمتحدة التي شددت موقفها بشأن المستقبل السياسي لمبارك. وقال النشطاء الذين نظموا احتجاجات لم يسبق لها مثيل ضد مبارك ان تلك الاساليب العنيفة عززت عزيمتهم ايضا. وسيتضح حجم تصميمهم يوم الجمعة وهو اليوم الذي دعا فيه المحتجون الي تنظيم تجمع حاشد اخر لمطالبة الرئيس البالغ من العمر 82 عاما بالرحيل. وربما ادت ايضا مشاهد الرجال الذين يقولون انهم موالون لمبارك والمسلحين بعصي وسكاكين الي تقويض بعض من التعاطف الذي اثاره الرئيس اثناء الكلمة التي وجهها عبر التلفزيون يوم الثلاثاء عندما اعلن انه لن يرشح نفسه لفترة جديدة في سبتمبر ايلول. ولكن يبدو ان العلاقات العامة ليست ذات اهمية لمن يقف وراء اعمال العنف تلك فقد هوجم صحفيون ومن بينهم اجانب فيما وصفته لجنة حماية الصحفيين بانها محاولة لفرض "رقابة شاملة." وبحلول ليل يوم الاربعاء كان المحتجون مازالوا يتمسكون بمواقعهم في ميدان التحرير الذي شهد اعمال العنف التي وقعت يوم الاربعاء وبؤرة الاحتجاجات المناهضة لمبارك علي مدي الاسبوع الماضي. وسواء بقوا او غادروا ربما لا يهم كثيرا. واثار الاحتجاج المناهض لمبارك زخما كبيرا خلال الايام التسعة الماضية. واذا كان المحتجون سيغادرون الميدان فمن المرجح انهم سيتمكنون من التجمع من جديد يوم الجمعة مستخدمين وسائل الاتصال الاجتماعية التي سمحت لهم بتنظيم الاحتجاج. وقال اليجا زروان وهو محلل كبير يتخذ من القاهرة مركزا له في مجموعة الازمات الدولية "اذا تعرضوا لهجوم مثلما حدث اليوم من قبل شبان مسلحين فهنا سيكون هناك احتمال حدوث عدم استقرار حقيقي. " اخشي ان يكون نذيرا لمزيد من الاضطرابات." وفي واشنطن وهي حليف مهم لمصر اتفق مسؤول امريكي كبير تحدث شريطة عدم نشر اسمه مع تقييم المحتجين وشهود في القاهرة بان شخصا ما مواليا لمبارك اطلق عصابات المسلحين لتخويف المحتجين. وفي لندن تبني رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بجدية ايضا فكرة ان الحكومة هي التي تقف وراء اعمال العنف. وقال كاميرون للصحفيين "اذا اتضح ان النظام يتبني او يسمح بهذا العنف بأي شكل فان ذلك مرفوض بالمرة.ما رأيناه مشاهد حقيرة." وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض بعد يوم من العنف الذي قتل فيه ثلاثة مصريين علي الاقل واصيب 1500 اخرون ان الولاياتالمتحدة تريد بدء شكل ما من التحول غير المحدد بشكل فوري "الان يعني الان." وابلغت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عمر سليمان الذي عينه مبارك نائبا له هذا الاسبوع انه لا بد من بدء تحول الان. وفي كلمته يوم الثلاثاء قدم مبارك الذي يحكم مصر منذ 30 عاما تنازلات من بينها وعود باصلاح دستوري. ولم يكن هذا جيدا بما يكفي للمحتجين الذين يسعون الي رحيله فورا واجراء تغيير عميق في الاسلوب الاستبدادي الذي تحكم به مصر. وتظاهر اكثر من مليون شخص ضد مبارك في شتي انحاء مصر يوم الثلاثاء. وفي محاولة لاحداث توازن مع التيار المناهض لمبارك نظم موالون له احتجاجات سلمية في شتي انحاء القاهرة في وقت سابق امس مركزين علي وعوده بالاصلاح. ولكن بحلول منتصف ظهر الاربعاء هيمنت مشاهد رجال يمتطون خيولا وجمالا وهم مسلحون بسياط وعصي مهاجمين المحتجين في ميدان التحرير التغطية المباشرة لشبكات فضائية عربية . وقالت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان صحفيين كانوا من بين من هاجمهم انصار مبارك يوم الاربعاء . وقال مصطفي كامل السيد وهو استاذ في العلوم السياسية ان ما حدث القي بظلال سلبية جدا علي حكم مبارك فقد لطخ صورته في الخارج. وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية واحدي الشخصيات المعارضة البارزة ان اعمال العنف كانت خطوة غبية ويائسة من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم واجهزة الدولة.