حذر كاتبان مشاركان في مؤتمر طيبة الثقافي الأدبي بالأقصر مما اعتبراه "اختراقا استعماريا خطيراً" لدول حوض النيل بهدف التأثير علي دولة المصب مصر. قال الأديب اللبناني أسعد الحمراني ان النيل أطول أنهار العالم ويزيد طوله علي 6600 كيلومتر ويمر عبر تسع دول كان محل اهتمام الاستعمار الاوروبي القديم وانتقل هذا الاهتمام حاليا الي تطلع "استعماري صهيوأمريكي" في اشارة الي اسرائيل والولايات المتحدةالامريكية. وأضاف بأن الإهتمام الإسرائيلي بدول حوض النيل بدأ مبكرا بالتركيز علي اثيوبيا " مصدر 85 بالمئة من مياه النيل وعقد العدو الاسرائيلي اتفاقيات عديدة مع اثيوبيا منها اقامة 40 سدا علي نهر النيل" في ظل ما يصفه بالتعاون بين البلدين منذ عام 1955 في مجالات الري والزراعة والطب البيطري. وتابع أن "اثيوبيا أبرز سوق للسلاح الاسرائيلي في افريقيا" وأن ما يعتبره حضورا معاديا تنتهجه اسرائيل في افريقيا كان نتيجة لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية عام 1979 والتي أقيمت بموجبها العلاقات الدبلوماسية بين اسرائيل ومصر "الاكثر تضررا" مما يسميه التطويق الاسرائيلي لمصر فيما يتعلق بقضية مياه نهر النيل. والمهرجان الذي ينتهي مساء يوم اليوم يعقد تحت عنوان ' النيل في ثقافات الشعوب الافريقية.. رؤية واستشراف' ويشارك فيه ممثلون لبعض اتحادات الكتاب العربية وكتاب من دول افريقية منها الكاميرون واريتريا وأوغندا والسودان وغينيا وأنجولا وأوغندا بهدف بحث المشترك الثقافي بين شعوب وادي النيل. وقال الحمراني وهو الأمين العام للشؤون الخارجية في اتحاد الكتاب اللبنانيين في ورقة عنوانها 'النيل.. التحديات والواجبات' ان "الاختراق الصهيوني لدول حوض النيل يزيد من محاصرة مصر" واضعاف دورها الاقليمي. أما الفاتح حمدتو الامين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب السودانيين فشدد علي دور الاستعمار في طمس حضارات شعوب حوض النيل وثقافاته "المتداخلة والمتكاملة علي طول مجري النيل" منذ استولت بريطانيا في القرن التاسع عشر علي مصر والسودان وأوغندا وكينيا وسيطرت ألمانيا علي تنزانيا ورواندا وبوروندي وسيطرت بلجيكا علي "الكونجو بشقيه" كما قامت ايطاليا باحتلال اثيوبيا.وتابع أن الاستعمار القديم تمكن "من الهيمنة الاستعمارية ومن الاستلاب الثقافي" وقال "ما زالت هناك خلايا نائمة وأخري بدأت في التحرك فعلا لتفتيت المنطقة بأكملها... الاستعمار الجديد جاء الينا في صور متعددة يريد أن يجعل من هذه المنطقة بؤرة للصراعات بسبب المياه." لدول حوض النيل. وأضاف "نري اليوم بوادر شقاق ومظاهر اختلاف يقودها الاجنبي كما حدث في جنوب السودان. ونحذر من أن ما حدث في السودان لن يكون الانقسام الاخير في المنطقة" في اشارة الي الاستفتاء الذي أجري الشهر الجاري في جنوب السودان علي حق تقرير المصير.