ادان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، اليوم، 'الجرائم البربرية' التي يرتكبها تنظيم 'داعش' في العراق وسوريا، وذلك خلال مؤتمر دولي ينظمه الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب. وقال شيخ الأزهر، خلال افتتاح المؤتمر الذي يحضره قادة دينيون من عشرين دولة، إن تنظيمات وفصائل مسلحة 'ترتكب هذه الجرائم البربرية النكراء تدثرت بدثار هذا الدين الحنيف وأطلقت علي نفسها اسم الدولة الإسلامية في محاولة لتصدير صورة إسلامهم الجديد المغشوش'. وقال: 'إننا لا ينبغي أن نغض الطرف عن أفكار الغلو والتطرف التي تسربت إلي عقول بعض من شبابنا ودفعت بهم دفعاً إلي تبني الفكر التكفيري واعتناق التفسيرات المتطرفة والعنيفة، مثل تنظيم القاعدة والحركات المسلحة، التي خرجت من عباءتها وتعمل ليل نهار علي مهاجمة الأوطان وزعزعة الاستقرار، وقد ظهر مؤخراً علي الساحة تنظيم داعش، الذي نادي بالخلافة الإسلامية، وقبله وبعده ميليشيات طائفية أخري قاتلة، تملك قوة دعائية هائلة، عادت – للأسف– بأسوأ العواقب علي الإسلام والمسلمين في العالم كله'. وأضاف أن 'داعش' ليس الفصيل المسلح الوحيد علي الساحة، بل هناك ميليشيات أخري طائفية تذبح وتهجر قسراً في العراق وسوريا واليمن، وهناك طوائف مذهبية تحاول جر الأوطان إلي ولاءات إقليمية خارجية باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان'، مضيفاً أن الذي يجمع هؤلاء جميعاً قاسم مشترك وهو 'تكفير المسلمين واستحلال دمائهم'. كما أكد أن مفهوم الجهاد عند هذه التنظيمات المسلحة المتطرفة والطائفية قد تم تحريفه، مشيراً إلي أنه 'لم يشرع الجهاد في الإسلام إلا للدفاع عن النفس والدين والوطن'، كما أن إعلان الجهاد 'لا يجوز أن يتولاه أحد إلا ولي الأمر، ولا يجوز لأفراد أو جماعات أن تتولّي هذا الأمر بمفردها مهما كانت الأحوال والظروف، وإلا كانت النتيجة دخول المجتمع في مضطرب الفوضي وهدر الدماء وهتك الأعراض واستحلال الأموال، وهو ما نعانيه اليوم من جراء هذا الفهم الخاطئ المغلوط لهذه الأحكام الشرعية'. وأشار الدكتور الطيب إلي أن الأزهر الشريف بذل - وما زال يبذل - جهداً متواصلا في سبيل صياغة خطاب ديني واع رشيد. كما ذكر شيخ الأزهر الحاضرين بقضية العرب والمسلمين الأولي، وهي قضية المسجد الأقصي: 'أولي القبلتين وثالث الحرمين.. والقضية الفلسطينية التي لا سلام للعالم إلا بحل مشكلتها حلاً جذرياً وعادلاً'، مشيراً إلي أن الأزهر الشريف سوف يخصص مؤتمره الخامس عشر، والذي سيعقد قريباً لنصرة الأقصي والقضية الفلسطينية.