المرأة المصرية دورها وهام وأساسي في بناء الوطن بتلك الكلمات اشاد الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف بالسيدات وراح يعدد الايجابية التي اتصفت بها سيدات مصر ودورها في الانتخابات ومساندة الدولة في حربها ضد الإرهاب وقا لدور المرأة لا يمكن أن يقف عند الفهم الخاطئ الذي تريده لها تلك الجماعات والتيارات الإرهابية أو المتطرفة أو المتشددة سواء تلك التي تنظر للمرأة علي أنها مخلوق من الدرجة الثانية، أو تلك التي تنظر إليها نظرة تحكمها الغرائز لا أكثر ولا أقل، ولعلنا ندرك أن ما حدث من إرهابي داعش تجاه المرأة يُندي له جبين الإنسانية، كعمليات الختان الوحشية التي تمت لعدد من فتيات العراق بصورة لا تعود بنا إلي عصور التخلف والظلام فحسب، إنما تعود إلي ما يمكن أن يطلق عليه تجوزا ما قبل التاريخ أو ما قبل الإنسانية، إذ لا يمكن للحس الإنساني والتاريخ البشري أن يتقبل أو يحتمل تلك الجرائم التي انسلخ مرتكبوها من كل حس إنساني، وكذلك مظاهر السبي والاسترقاق وتوزيع النساء كغنائم علي الإرهابيين يقدن قسرا وذلا وهوانا، والغريب أن شيئا لم يتحرك لا للنخوة ولا للدم الحر، وبخاصة بعد أن سمع الناس بعض الفتاوي التي أباحت للرجل أن يترك زوجته ويتخلي عنها إذا خاف علي نفسه الهلاك في خروج واضح علي كل معاني الرجولة والنخوة، أو كهذا الذي قال إنه لا مانع لديه من أن يري ظهور ابنته في حمام السباحة أمام الناس، أما المنظمات الحقوقية ومنظمات المرأة العالمية وبخاصة الغربية فقد سكت صوتها أو أسكت بفعل فاعل، ليفتضح أطراف المؤامرة، وليكون الأمر وصمة عار في جبين الإنسانية وبخاصة الدول والتنظيمات والمنظمات التي ترعي الإرهاب من جهة، وفي جبين المنظمات التي تدعي حماية المرأة والدفاع عن حقوقها من جهة أخري، فإن لم يكن هذا زمان ومكان ومناط الدفاع عنها فأين يكون؟ ومن ثمة فإن المسئولية علي المرأة نفسها مضاعفة، سواء أكان ذلك لحق تصحيح صورة الإسلام بل صورة الأديان التي لا يقبل أي دين منها تلك الممارسات فضلا عن أعمال القتل والتخريب، وسفك الدماء، وترويع الآمنين، بما لا يفرق بين رجل وامرأة أو شاب وشيخ، أم كان ذلك دفاعا عن الأوطان التي تسلب وتنهب وتغتصب، وبخاصة في منطقتنا العربية التي تعمد القوي الاستعمارية الحديثة إلي دك بنيانها والاستيلاء علي خيراتها ومقدراتها من جديد، أم كان ذلك دفاعا عن حق المرأة في الحياة الكريمة، والعمل علي وقف ما تتعرض له من مهانات علي يد تلك الجماعات الإرهابية المتاجرة بالدين لقد عرف المسلمون المرأة : أما، وأختا، وزوجا، وبنتا، وشريكة في الحياة والكفاح والنضال، كما عرف التاريخ الانساني نساء كثيرات كن ملء السمع والبصر، وذوات أثر واضح في الحضارة الإنسانية، فعرف مريم ابنة عمران أم المسيح عليه السلام التي قال عنها رب العزة في كتابه العزيز علي لسان أمها امرأة عمران : 'قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَي وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَي ' 'آل عمران: 35'. قال بعض المفسرين : أي وليس الذكر الذي كنت تريدين كالأنثي التي رزقتين في الفضل وخدمة بيت الرب، وهي التي قال عنها الحق سبحانه : ' وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ' 'التحريم :11' ومنهن امراة فرعون التي تبرأت من ظلم فرعون وجبروته، وقالت كما جاء علي لسانها في القرآن الكريم : 'رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ' 'التحريم : 10'. ومنهن السيدة هاجر أم إسماعيل 'رضي الله عنهما'، ومنهن السيدة خديجة بنت خويلد زوج نبينا 'محمد صلي الله عليه وسلم'، وأم ولده إبراهيم، ومنهن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله 'صلي الله عليه وسلم'، وأم السبطين الكريمين، سَيدَي شباب أهل الجنة الحسن والحسين 'رضي الله عنهما'، ومنهن السيدة عائشة بنت الصديق 'رضي الله عنهما'، والسيدة حفصة بنت عمر 'رضي الله عنهما '، وسائر زوجات النبي 'صلي الله عليه وسلم'، وغيرهن من الصحابيات، والتابعيات، والنساء اللاتي أثرن في الحضارة الإنسانية علي مر العصور، فلم يكن دور المرأة علي مر التاريخ غُفلا، بل كان دورا فعالا بقوة في الحضارة الإنسانية، اللهم إلا عند أعداء الإنسانية، وفي عصور الجهل والظلام والتخلف. وإذا كانت مشاركة المرأة في صنع الحضارة مطلباً هاماً فإن أهم منه مشاركتها الآن في دحر الإرهاب ومقاومة قوي الشر والجهل والتخلف، ويُحمَدُ للمرأة المصرية بصفة خاصة مشاركتها الفعّالة في ثورتين عظيمتين الخامس والعشرين من يناير 2011 والثلاثين من يونيو 2013 م وأعظم من ذلك مشاركتها الإيجابية التي لفتت وبقوة نظر القاصي والداني لوعيها وثقافتها في الاستفتاء علي الدستور والانتخابات الرئاسية الأخيرة حيث قلن بصوت عال : نعم للأمن والاستقرار، ولا لقوي الشر والظلام والإرهاب، وهو المؤمل منهن في كل الاستحقاقات الوطنية . غير أننا ننتظر دوراً أكبر وإسهاما أكثر في محاصرة الإرهاب الفكري وتلك العمليات التخريبية، فالمرأة أُم ذات تأثير في توجيه أبنائها, وأخت يمكن أن تكون ذات أثر كبير في نقاشها الفكري سواء مع أخواتها أم زميلاتها، وهي زوج يمكن أن تقوم بدور إيجابي كبير في توجيه مسار زوجها إلي الطريق الصحيح، فالمرأة في بيتها راعية ومسئولة عن رعيتها أمام الله، بأن تقوم علي تربية أبنائها خير قيام وأن تحول بكل ما يمكنها بينهم وبين الأفكار الهدّامة وأصدقاء السوء, وأن تحرص كل الحرص علي ألا تتخطفهم أيدي الهدّامين وقوي الشر والإرهاب, وهي راعية في مدرستها إن كانت معلمة، وفي مشفاها إن كانت طبيبة، وفي جامعتها إن كانت أستاذة، وفي كل مجال يمكّن لها الله فيه، عليها أن تستشعر ثِقل الأمانةِ ودقة خطورة المرحلة, كما أن علينا جميعاً واجباً شرعياً ووطنياً تجاهها يُحملنا أمانة الذّود عنها وعن كرامتها وعن حقوقها, كما يحملنا مسئولية كبيرة أيضاً تجاه تثقيفها وتوعيتها بالتحديات التي تواجهنا، لتتولي هي بدورها جنباً إلي جنب مع الرجال مسئوليتها في مقاومة الأفكار الهدّامة، وعلي أقل تقدير تحصين نفسها وتحصين أبنائها ومن كان في رعايتها أو تحت مسئوليتها من الأفكار الظلامية، وألا تنخدع بما يروج له المتاجرون بالدين من أفكار الدين منها براء، والوطنية الصادقة منها براء، والحس الإنساني السليم منها براء.الكلام الذي جاء علي لسان وزير الأوقاف يؤكد اهتمام الدولة في الفترة القادمة بدور المرأة وإنها جزء أساسي وعنصر فعال في بناء مصرنا الجديدة