صرح الرئيس السوداني عمر البشير في جوبا، أمس، انه 'سيكون حزيناً' شخصياً اذا اختار الجنوب الانفصال لكنه 'سيحتفل معه' ، مؤكداً انه مستعد لمواصلة تقديم الدعم للجنوب حتي في حال اصبح 'دولة'. وفيما قال مسؤولون ان قرابة اربعة ملايين شخص من الجنوب سجلوا للمشاركة في الاستفتاء علي الانفصال، الأحد المقبل، اعلن الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، حسن الترابي، ان رؤساء الأحزاب المعارضة اتفقوا علي الإطاحة بنظام البشير سلمياً. وقبيل خمسة أيام من الاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب، أكد البشير أن حكومة الشمال ستكون أول المرحبين بقيام دولة الجنوب، في حال اختار الجنوبيون الانفصال، وأكد البشير الذي قام بزيارة تاريخية لعاصمة جنوب السودان مدينة جوبا، أمس، علي الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم الفنية والخبرات والتدريب للدولة الجديدة، وقال 'نحن أولي بدعمها من أي دولة أخري'، كما دعا لإجراء عملية الاستفتاء المقبل بكل هدوء ونزاهة وشفافية من دون أي إغراءات أو ضغوط. وقال البشير 'علي الرغم من انني علي المستوي الشخصي سأكون حزيناً اذا اختار الجنوب الانفصال لكنني سأكون سعيداً لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه'. واضاف 'نحن مع خياركم، ان اخترتم الانفصال سأحتفل معكم'، مؤكدا انه 'حتي بعد قيام دولة الجنوب 'نحن جاهزون لتقديم دعم فني او لوجستي او دعم بالخبرة لها'. واوضح البشير ان 'حجم المصالح والروابط بيننا في الشمال والجنوب غير موجود بين اي دولتين في 'العالم، موضحا انه حتي لو حصل الانفصال فإن الفوائد التي يمكن ان نحققها عبر الوحدة يمكن ان نحققها من خلال دولتين. وقدم البشير سرداً تاريخياً لمجريات عملية السلام بين الشمال والجنوب منذ توليه السلطة في العام . وقال إن الحكومة في ذلك الوقت كانت رسالتها السلام هدفا استراتيجيا، وتابع 'كنا نعتقد أن الوحدة هي الأفضل للشمال والجنوب ولكننا رأينا أن فرض الوحدة بالقوة قد فشل، لذلك رأينا إعطاء الجنوبيين حقهم في تحديد خيارهم'، مؤكداً احترام هذا الخيار أياً كان، وحدةً أو انفصالاً، وأشار البشير في كلمته إلي أن الروابط بين الشمال والجنوب أقوي من أي دولتين. وكان مئات الأشخاص، يتقدمهم نائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت، استقبلوا الرئيس السوداني عند وصوله الي جوبا . وكان في استقبال البشير عند هبوط الطائرة سلفا كير ،يرافقه عدد كبير من كبار القياديين الجنوبيين وحرس الشرف المكون من جنود شماليين وجنوبيين. وكان وزير الاعلام الجنوبي برنابا ماريال، قال في وقت سابق 'سنخصص له استقبالاً حاراً'. واضاف 'كثيرون قدروا تصريحاته التصالحية الأخيرة، طلبنا من شعبنا ان يكون مضيافاً وودياً لأنه لا وجود لمنافسة هنا'. ونشرت قوات امنية كبيرة في جوبا عاصمة الجنوب قبل وصول الرئيس السوداني، بينما يجوب جنود مسلحون الشوارع. وعند مدخل المطار رفعت منظمات غير حكومية لافتات كتب عليها 'نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان' و'نرحب بكم في الدولة ال193'. وجاءت زيارة البشير فيما تقوم حكومة جنوب السودان بإجراءات أمنية مكثفة لتأمين الاستفتاء المقرر الأحد المقبل. إذ أعلن نائب رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان شان ريك، أن الإجراءات الخاصة بالاستفتاء في ولايات الجنوب ال10 وشمال السودان، باتت مكتملة، مشيراً إلي أن العدد الكلي للمسجلين قارب أربعة ملايين، معظمهم سيقترع في جنوب السودان. وقال المسؤول إن أكثر من 3.75 ملايين ناخب مدرجون علي اللوائح في جنوب السودان، بينهم 116 ألفاً في الشمال و60 ألفاً في الخارج. وأكدت اللجنة، التي تتلقي مساعدة لوجستية من الأممالمتحدة، أنها قادرة علي نقل بطاقات الاقتراع إلي كل مراكز التصويت في الوقت المناسب مع بدء الاقتراع الأحد. من جهته، اعلن الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان حسن الترابي، ان رؤساء الاحزاب السودانية المعارضة اتفقوا علي الإطاحة بنظام البشير سلمياً. وقال الترابي للصحافيين في الخرطوم مساء أول من أمس، ان 'رؤساء الأحزاب السودانية اجمعوا بعد ان طال امد الحوار ثنائياً وجماعيا مع النظام، وبعد ان تأكدوا ان الانتخابات التي اجريت لا رجاء فيها اصلا منهجاً ديمقراطياً لتعاقب الأنظمة، اجمعوا علي الإطاحة بالحكم'. واضاف ان 'رؤساء الأحزاب اتفقوا علي التغيير لكن ليس بالسلاح بل عبر الشعب'، مؤكداً أن 'هبّة الشعب السوداني المقبلة لن تكون في الخرطوم وحدها، بل سيقوم السودان كله بها'. واوضح ان 'لجاناً فرعية كلفت ان تهيئ بعد ظهور نتيجة الاستفتاء مباشرة لرؤساء الأحزاب السياسية الأساليب والمناهج التي ستتخذ للإطاحة بالحكم'. وكشف زعيم المؤتمر الشعبي ان 'اعلان الإطاحة بنظام الخرطوم هو اقتراح قدمه حزب المؤتمر الشعبي من قبل، ووافقت عليه جميع الأحزاب السودانية'. ورفض الترابي اسلوب الانقلابات العسكرية في التغيير، مؤكدا ان 'كل السودانيين اصبحوا الان يكرهون الانقلابات العسكرية'. وهناك ما يقرب من أربعة ملايين من أبناء الجنوب السوداني سجلوا مشاركتهم في الاستفتاء، الذي سيبدأ في الموعد المحدد له، وهو الأحد المقبل، علي الرغم من مخاوف من تأجيله. وقال عضو المفوضية المنظمة للاستفتاء تشان ريك مادوت 'العدد الاجمالي للمسجلين في الجنوب وفي ثماني دول في الخارج وفي ولايات شمال السودان هو 3930916'. وتوجد الأغلبية العظمي من الناخبين في جنوب السودان. وليس مسجلاً في الشتات سوي 60 ألفاً وأقل من 120 ألفاً في الشمال. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية بي.جيه. كراولي، في مؤتمر صحافي في واشنطن 'في هذه المرحلة نشعر بالتفاؤل بشأن الاستفتاء'. واعربت الصين عن الأمل في ان يتم الاستفتاء في هدوء وشفافية، وان يتيح الحفاظ علي استقرار البلاد.