تم تشديد الاجراءات الامنية ونشر اعداد كبيرة من قوات الامن حول الكنائس في مصر مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد القبطي الخميس والجمعة وذلك بعد الاعتداء الذي استهدف ليلة راس السنة كنيسة القديسين في الاسكندرية مخلفا 21 قتيلا ونحو مائة جريح. وتم تعزيز انتشار قوي الامن في مراكز المراقبة امام المباني الدينية والغاء اجازات العديد من رجال الشرطة، كما اعلنت مصادر في قوي الامن الاثنين. كما تم تشديد اجراءات المراقبة في الموانيء والمطارات بعد هذا الحادث الذي اشير في مصر الي ان انه من تدبير تنظيم القاعدة. لكن حتي الان لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن هذه المجزرة. واكد البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية انه ينوي رغم كل شيء اقامة قداس عيد الميلاد مثل كل عام. ونقلت عنه صحيفة الاهرام قوله "ان الارهاب لن يمنعني من الاحتفال بميلاد السيد المسيح". ودعا الاقباط الي الهدوء وقال "ليس معني اننا نحزن علي اولادنا الذين استشهدوا الا نتصرف بحكمة". واعرب البابا شنوده الثالث في تصريحاته التي نقلها التلفزيون ووكالة الانباء الحكوميين عن اسفه لبعض المظاهر التي واكبت تظاهرات الاحتجاج اثر اعتداء الاسكندرية. وقال ان الشعارات التي استخدمها البعض انتهكت كافة القيم '..' وحاول البعض استخدام العنف الذي هو ليس من اساليبنا بتاتا". واتهم بعض الاشخاص الذين قال انهم لا ينتمون الي الطائفة القبطية بالضلوع في هذه السلوكيات، دون ان يحددهم. ودعا البابا شنوده في تصريحاته الدولة المصرية الي ان تاخذ في الاعتبار مطالب الاقباط الذين قال انهم يتعرضون الي العنف ويعانون التمييز ولا سيما بالنسبة لبناء الكنائس. وقال انه "اذا رات الدولة ان القانون لا ينصف البعض فان عليها تغييره او سن قانون آخر". ويحتفل المسيحيون الاقباط بعيد الميلاد في السابع من يناير لكن الاحتفالات تبدا الخميس بقداس منتصف الليل التقليدي. ويصادف العيد القبطي يوم صلاة الجمعة لدي المسلمين. واضافة الي مخاطر الاعتداءات تخشي السلطات وقوع صدامات جديدة مع المتظاهرين المسيحيين او وقوع حوادث بين مسيحيين ومسلمين. وادت صدامات بين متظاهرين اقباط ورجال الشرطة الاحد الي اصابة 45 من افراد الامن كما اعلنت الشرطة الاثنين. كما ذكر مسؤول في وزارة الصحة ان 27 شخصا اخر اصيبوا في هذه المواجهات. وجرت الاشتباكات خلال تجمع ضم مئات الاشخاص داخل كاتدرائية القديس مرقس، مقر البابا شنودة. وفي وقت سابق هاجم المتظاهرون المسؤولين الذين جاؤوا لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداء علي كنيسة القديسين. ومساء الاثنين رشق متظاهرون رجال شرطة بالحجارة كانوا يحاولون وقف مسيرة ضمت الاف الاقباط في حي شمال القاهرة. وردت الشرطة برشقهم بالحجارة ايضا. وفي الاسكندرية جرت السبت مواجهات بين شبان مسيحيين ورجال الشرطة كما تظاهر المئات من الاقباط مساء الاحد امام كنيسة القديسين قبل ان يشعلوا النار في صناديق القمامة، وفي القاهرة، تظاهر حوالي 200 مثقف وفنان مصري الاثنين في وسط المدينة للتنديد بالاعتداء. ورفعوا خصوصا لافتات رسم عليها الصليب والهلال وكتابة "مصر شعب واحد". وبين المتظاهرين الروائي بهاء طاهر وعزت قمحاوي وعفاف السيد وشعراء سمير عبد الباقي وابراهيم داوود ووائل السمري والمخرج مجدي احمد علي والممثل السينمائي لطفي لبيب والناشر محمد هاشم واستاذ الاقتصاد سمير فياض. وأدان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية الاعتداء الذي اودي بحياة 21 شخصا امام كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة راس السنة، معتبرا انه من عمل "اعداء الاسلام"، كما ذكرت وكالة الانباء السعودية الاثنين. وأدان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ "الأحداث المتتابعة التي يدبرها اعداء الاسلام للنيل من المسلمين، لاستعداء غير المسلمين علي المسلمين باي صورة احدثوها وباي وسيلة ابتدعوها". وقد بدا الوضع هادئا الاثنين الا ان مجموعة من نحو 30 شخصا منعت عمال الصيانة من مباشرة العمل في اصلاح الكنيسة مطالبين ببقاء دماء الضحايا علي جدرانها كشاهد علي المذبحة. وفي باريس اعلنت الشرطة انها "ستعزز" اجراءاتها الامنية في محيط الكنائس القبطية في فرنسا بعد ان قدم قس شكوي اثر تبلغه بتهديدات بعد يومين علي الاعتداء الذي استهدف كنيسة قبطية في الاسكندرية. وذكر مصدر قريب من الملف انه طلب من فرع مكافحة الارهاب في القسم الجنائي للشرطة القضائية في باريس فتح تحقيق بتهمة "الانتماء الي عصابة علي علاقة بشبكة ارهابية". وكان القس جرجس لوقا في كنيسة شانتيه مالابري القبطية في المنطقة الباريسية اكد الاثنين انه قدم الاحد في باريس شكوي تتعلق بتلقي كنيسته تهديدات ارهابية. ويقدر عدد الاقباط في فرنسا ب45 الفا بحسب وزارة الداخلية الفرنسية. وفي المانيا حيث يعيش نحو ستة الاف قبطي اكد متحدث باسم وزارة الداخلية ان الانبا دميان، رئيس الكنيسة القبطية في المانيا ابلغ السلطات، قبل حتي هذا الاعتداء، بوجود تهديدات لابناء كنيسته. ويعد الاقباط اكبر الطوائف المسيحية في الشرق الاوسط. وهم يمثلون ما بين 6 الي 10% من نحو 80 مليون مصري، بحسب التقديرات. ويتبع معظم الاقباط الكنيسة الارثوذكسية مع وجود اقلية قبطية كاثوليكية لا يتعدي افرادها 250 الف شخص. وكانت كنيسة القديسين في الاسكندرية مدرجة ضمن قائمة طويلة لاماكن عبادة قبطية حددها منذ مطلع ديسمبر موقع الكتروني تابع لتنظيم القاعدة كاهداف لضربها. وتشمل هذه القائمة نحو 50 كنيسة قبطية في القاهرةوالاسكندرية ومدن مصرية اخري اضافة الي كنائس قبطية في العديد من الدول الاوروبية ومن بينها فرنساوالمانيا وبريطانيا. وكان تنظيم "دولة العراق الاسلامية" التابع للقاعدة طالب في تسجيل ب"اطلاق سراح" قبطيتين زعم انهما اعتنقتا الاسلام واعيدتا بالقوة الي الكنيسة. وقال انه في حال لم يفرج عن القبطيتين فان "القتل سوف يعمكم جميعا وسيجلب 'بابا الاقباط' شنودة الدمار لجميع نصاري المنطقة". والسيدتان القبطيتان هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. وهما زوجتا كاهنين قبطيين اثار الحديث عن اعتناقهما الاسلام جدلا في مصر. ويعد حادث الاسكندرية الاكثر دموية في مصر منذ موجة الاعتداءات التي استهدفت مجمعات سياحية علي البحر الاحمر بين 2004 و2006 وخلفت اجمالا نحو 140 قتيلا. لكنه ليس الاول الذي يستهدف المسيحيين. ففي السادس من يناير 2010 قتل ستة اقباط لدي خروجهم من قداس الميلاد في مدينة نجع حمادي بصعيد مصر. وينتظر صدور الحكم علي المتهمين في هذا الحادث في 16 يناير الحالي