ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية الاثنين ان هناك مخاوف تسيطر علي قلوب الشعب المصري من نجاح تنظيم "القاعدة" في اختراق البلاد عقب انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة "القديسين" شرق الاسكندرية مما أسفر عن مقتل 22 شخصا واصابة 96 بجروح. وأضافت الصحيفة "ما حدث له دلالة خطيرة، تتجاوز عبارات التهدئة الرسمية ، فحادث التفجير قد يعني أن تنظيم القاعدة قد أفلح بعد عدة محاولات من اختراق مصر مستفيدة من استياء شرائح عريضة من الشعب المصري التي سُدت أمامها السبل بسبب الفساد والقهر السياسي". إلي ذلك ، نشر موقع ما يسمي بشبكة "المجاهدين" علي الانترنت الاثنين نفيا لما تردد عن تورط الشبكة في تدبير تفجير كنيسة القديسين بالأسكندرية، بعد أن نشر الموقع في وقت سابق من صباح الأحد بيانات تضمنت تحريضا ضد الأقباط والكنائس في مصر. قالت الشبكة في بيانها أن: "وسائل الإعلام العربية والدولية تناقلت عبر الصحف والمواقع الإخبارية والفضائيات نشر خبر مفاده أن شبكة المجاهدين الإلكترونية تتوعد بتفجير كنائس جديدة عبر تعليق نشرته الشبكة حسب ما زعمته بعض وسائل الإعلام". وقال البيان "ما نشر في وسائل الإعلام هو كذب وافتراء علي المسلمين، حيث أننا ننفي ونكذب ما نشر عن الشبكة، ونود التوضيح للمسلمين عامة أن هذا البيان صدر لننفي صلتنا بما نشرته وسائل الإعلام حولنا". واضاف بيان شبكة "المجاهدين" : إننا في شبكة المجاهدين الإلكترونية منبر إعلامي جهادي، ننصر المجاهدين والمسلمين في كل مكان بالكلمة الصادقة، ونحارب كل من يحارب المجاهدين ، بمقالات الإعلاميين وكلمات علماء المسلمين الصادقين". وطالب البيان وسائل الإعلام بتحري الدقة في نقل ونشر الخبر من المصدر المسئول. كما أعلنت إدارة شبكة المجاهدين أن الشبكة تتعرض لليوم الثاني لهجمات عديدة لتوقف الشبكة عن العمل. وكان موقع "العربية" الإخباري قد ذكر أن تنظيم القاعدة أصدر من خلال ما يسمي "دولة العراق الإسلامية" أمراً قبل أسبوعين باستهداف عدد من الكنائس القبطية في مصر وأوروبا خلال رأس السنة. ونقلت القناة عن بيان التنظيم جاء فيه الأمر المباشر بتنفيذ تهديد استهداف الكنائس تحت عنوان جانبي يقول: "قم ودع عنك الرقاد مهم بخصوص تفجير الكنائس أثناء الاحتفال بعيد الكريسماس" وكتبه شخص يسمي "أيمن" ، وقد وصف نفسه بأنه طالب بكلية شموخ الإسلام للإعلام. مظاهرات غاضبة لتفجير الكنيسة واضاف البيان :"أتوجه بندائي هذا إلي نفسي وإلي كل مسلم غيور علي عرض أخواته بتفجير دور الكنائس أثناء الاحتفال بعيد الكريسماس، أي في الوقت الذي تكون فيه الكنائس مكتظة". ويتضمن البيان تفاصيل تصنيع عبوة ناسفة قائلاً: "الآن نذهب إلي الإعداد وحتي يكون الهجوم مباغتاً وفتاكاً يحصيهم ويأخذهم اخترنا العبوة اليدوية الناسفة من إنتاج دولة العراق الإسلامية". ويعرض الموقع صوراً لعبوات يدوية مختلفة، منها ما هو علي شكل قنينة ومنها علي شكل علب "بيبسي كولا" يتم إدخال المواد المتفجرة داخلها. ويتضمن الموقع إشارات بتنفيذ عملية الاسكندرية منها رسالة مضي عليها يوم واحد فقط كتبها الكاتب نفسه "أيمن" يقول فيها: "اللهم لك الحمد والمنة سيأتيكم ما يسوؤكم بإذن الله". وتحته رسالة كتبها شخص يلقب نفسه ب"أبوالقعقاع مجاهد" وفيها أسماء أربع كنائس في مدينة الإسكندرية بينها بخط عريض وبارز اسم كنيسة القديسين، بما يوحي أن هذه الكنائس كانت مستهدفة في ذلك التوقيت وأن التنفيذ تم فقط في تلك الكنيسة وتحتها عبارة "الله أكبر ولله الحمد". وكان التنظيم قد وجه تهديدا للكنائس والمسيحيين في مصر قبل شهرين باستهدافهم عقب إنذار حدده بثماني وأربعين ساعة، إذا لم يتم إطلاق سيدتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، اللتين يقول أصوليون مصريون إن الكنيسة تحتجزهما بعد اعتناقهما الإسلام، وهو ما نفته الكنيسة الأرثوذكسية مراراً. في سياق متصل ، كشفت تحقيقات النيابة أن جهات أمنية كانت طالبت سلطات المطارات والموانيء المصرية برصد وصول أي مشتبه به خلال ديسمبر وتسلمت الأجهزة الأمنية يوم الأحد الموافق 2 يناير قائمة ب15 أجنبياً مشتبه بهم دخلوا البلاد خلال الشهر الماضي بالفعل كما استمعت النيابة إلي أقوال عدد من الشهود والمصابين الذين أدلوا بأوصاف دقيقة لشخص يشتبه أنه كان وراء التفجير وقالوا إنه شخص يصل طوله إلي 180 سنتيمتراً وحليق الذقن والشارب ويبلغ عمره 40 عاما تقريباً وأبيض البشرة ويرتدي نظارة طبية وبلوفر أزرق أسفله قميص فاتح اللون ، كما أجمع الشهود علي وجود انفجارين، كان الأول في الساعة الثانية عشرة و15 دقيقة وكان الثاني بعده ب5 دقائق.