اعترف طارق عبد الرازق المتهم بالتخابر لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلي 'موساد' تفصيليا خلال التحقيقات بعمليات تجنيده لحساب الموساد والتي بدأت في ضوء مبادرته بإرسال رسالة للموساد الإسرائيلي علي شبكة الانترنت عارضا فيها رغبته في التعاون معهم وإبلاغه لهم بانه مصري مقيم في الصين. كما أدلي باعترافات تفصيلية تتعلق باللقاءات التي جرت بينه وبين رجال الموساد في عدد من الدول وهي الهند والصين وتايلاند وكمبوديا ونيبال ولاوس مكاو، وأقر أيضا بتلقيه لتعليمات منهم للعمل علي انتقاء واستقطاب عناصر سورية ولبنانية ومصرية للتعاون مع الموساد. وذكر المتهم في أقواله بالتحقيقات انه قام بتنفيذ تكليف صادر إليه من الموساد الإسرائيلي بالسفر إلي سوريا، حيث التقي هناك بمواطن سوري عميل للموساد ونقل منه بعض المعلومات لضابطي الموساد الهاربين من خلال شبكة الانترنت. وتعكف نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول للنيابة حاليا علي اتخاذ الإجراءات القانونيةاللازمة لإعلان طارق عبد الرازق حسين '37 عاما صاحب شركة استيراد وتصدير' المتهم بالتخابر لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلي 'موساد' داخل محبسه بسجن مزرعة طره، بقرار الاتهام وأمر الإحالة في القضية خلال اليومين القادمين، والذي تضمن إحالته وضابطي الموساد الإسرائيلي الهاربين، إيدي موشيه وجوزيف ديمور، إلي محكمة جنايات أمن الدولة العليا طواريء بالقاهرة. كما طلبت النيابة إلي الجهات المعنية المختصة باتخاذ إجراءات سرعة القبض علي المتهمين الإسرائيليين الهاربين وتقديمهما إلي المحاكمة محبوسين. وتعمل النيابة حاليا علي إعداد أوراق القضية والتي تضم قرار الاتهام وأمر الإحالة وشهود إثبات التهم ضد المتهمين، وكذلك الأحراز المضبوطة في القضية وغيرها من الأدوات التي استخدمها المتهم المحبوس طارق عبد الرازق في عمليات التخابر. ومن المنتظر أن تقوم النيابة بإرسال تلك الأوراق والأحراز كاملة إلي محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار السيد عبد العزيز عمر خلال اليومين القادمين لتحديد جلسة لمحاكمة المتهمين أمام إحدي دوائر محاكم جنايات امن الدولة العليا طواريء. ونسبت نيابة أمن الدولة إلي المتهمين الثلاثة في قرار الاتهام انهم خلال الفترة من مايو 2008 وحتي أول شهر أغسطس بالعام الجاري - داخل مصر وخارجها - تخابروا مع من يعملون لحساب دولة أجنبية 'إسرائيل' بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، بأن اتفق المتهم طارق عبد الرازق، أثناء وجوده بالخارج، مع المتهمين الإسرائيليين علي العمل معهما لصالح المخابرات الإسرائيلية، وإمدادهما بالتقارير والمعلومات عن بعض المسئولين الذين يعملون بمجال الاتصالات لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية بغية الإضرار بالمصالح المصرية. كما نسبت النيابة إلي المتهم الأول 'طارق عبدالرازق' أيضا انه قام بعمل عدائي ضد دولتين أجنبيتين 'سوريا ولبنان' من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية معهما، بأن اتفق بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين ولمصلحة المخابرات الإسرائيلية علي إمدادها بتقارير بمعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، وبنقل تكليفات من إسرائيل لأحد عملائها بسوريا، وكان من شأن ذلك تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية مع هاتين الدولتين.