قام أحد كبار القادة السياسيين اليساريين بتركيا بالإدلاء بتصريحات لسلوك رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان تجاه مصر، وقال إن تصريحاته تفقد عنصر الأهمية يوما بعد يوم'. قال دوغو برينتشيك، زعيم حزب العمال التركي اليساري، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء أنه في ضوء طلب وزير الخارجية التركي لقاء نظيره المصري علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يبدو جليا أن موقف أردوغان يزداد عزلة، حتي داخل الحكومة التركية، ويرجع طلب وزارة الخارجية التركية إلي الاتجاه العام لتعزيز التعاون الإقليمي في منطقة الشرق الأدني والتي تواجه مشكلات مشتركة خاصة بالأمن والإرهاب من ناحية والتوجه إلي أزمة اقتصادية غير مسبوقة من ناحية أخري. وأشار إلي أن هذه الأوضاع 'تجبر بلدينا تركيا ومصر علي تعميق التعاون، وبلا شك فإن كلمات أردوغان تفقد المزيد والمزيد من الأهمية، فضلا عن ظهور تساؤلات مؤخرا حول إمكانية إكمال ولايته كرئيس للجمهورية، فهو يخون المصالح القومية التركية الأساسية وقد يتم إقالته قريبا' - علي حد تعبيره. وردا علي سؤال حول تقارير من عدة جهات تؤكد ضلوع تركيا في محاولات زعزعة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط ودعم الإرهاب، قال برينتشيك إن 'أردوغان لا يدعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل في وطننا تركيا أيضا، حيث خضع لضغوط الولاياتالمتحدةالأمريكية للاستمرار في عملية التفاوض مع وإضفاء الشرعية علي منظمة حزب العمال الكردستاني 'بي.كيه.كيه' الإرهابية'. وأكد أنه حدث مؤخرا أن تم تصوير عضو بالبرلمان التركي ينتمي للذراع السياسي لمنظمة بي.كيه.كيه أثناء إلقائه الحجارة علي أعضاء بالجيش، ولم تستجب الحكومة لهذا الفعل إلا بإلقاء الورود، مؤكدا أن الأمة التركية لن تقبل هذا السلوك. وأضاف دوغو برينتشيك ' إنه في ظل عزلة أردوغان ونهايته المحتملة، فإن دعمه الذي يقدمه بهدف تقسيم سوريا والعراق علاوة علي دعمه لجماعة الإخوان المسلمين سينتهي، أما في الوقت الحالي، وعلي الرغم من تفهمنا لردود الأفعال المصرية، إلا أنه من المهم جدا ألا يخلط الشعب المصري أردوغان بإرادة الأمة التركية'. وحول رؤية حزبه للسبل التي يمكن اتباعها لإصلاح العلاقات التركية-المصرية، قال برينتشيك إنه قريبا جدا سنظهر بصورة عملية الفارق بين موقف أردوغان وإرادة الأمة التركية فيما يتعلق بالعلاقات التركية-المصرية، ونحن كحزب العمال التركي أعربنا عن تحيتنا الكبيرة وتقديرنا بشكل علني لثورة 30 يونيو، وسنقوم بتنظيم سفر وفد علي أعلي المستويات، ويتكون هذا الوفد من أحزاب سياسية مختلفة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني لزيارة مصر. ولفت أن هذا الوفد سوف يطالب علانية بإعادة انفتاح العلاقات الدبلوماسية والتعاون بين هاتين الدولتين المهمتين بمنطقة الشرق الأوسط، في إشارة إلي تركيا ومصر. وقال برينتشيك ' علي المدي المتوسط سوف نشكل حكومة وطنية في تركيا تدافع عن وحدة وطننا وتدعم علاقات التعاون بيننا ودول الجوار، والتي تعتبر مصر فيها واحدة من أهم الدول العربية، خاصة أن مصر تلعب بلا أي شك دورا غاية في الأهمية، وأن هذا أيضا سيقودنا إلي إعادة إحياء العلاقات الاقتصادية بين بلدينا تركيا ومصر'. وفي سؤال حول ما يتردد من تعمد الرئيس أردوغان إفساد محاولات الحكومة التركية لتحسين العلاقات مع مصر، قال برينتشيك إنه يتفق مع هذا الطرح، وخاصة أن أردوغان يفقد السيطرة تدريجيا علي الحكومة بسبب منصبه الجديد كرئيس للجمهورية، إضافة إلي أنه عمليا علي مسافة بعيدة من العمل اليومي للحكومة. وأنهي حديثه بأن القصر الجمهوري في واقع الأمر هو الذي يمثل المخبأ الوحيد لأعضاء جماعة الإخوان، ولكن أردوغان لن يتمكن من الاحتفاظ بهذا الموقع طويلا، في ظل الأزمة الاقتصادية المقبلة عليها تركيا والتكلفة الكبيرة التي ستتحملها تركيا بسبب تدهور العلاقات مع مصر.