أعدت منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية كتابا جمعت فيه شهادات لجنود إسرائيليين خدموا في الضفة الغربية وقطاع غزة الكتاب كشف شهادات لجنود إسرائيليين سابقين تحت الخدمة وتجربتهم في الأراضي الفلسطينية، وألقي الضوء علي ما تسميه الحكومة الإسرائيلية "عملا وقائيا" والذي يتضمن في الواقع عمليات عسكرية هجومية. "كسر الصمت" هو عنوان الكتاب وهو نفس الاسم الذي تحمله المنظمة الإسرائيلية التي نشرته، ويحتوي علي 431 صفحة تظهر الأساليب التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي في عملياته وتأثير ذلك علي حياة الفلسطينيين، انطلاقا من شهادات لحوالي مائة جندي إسرائيلي سابق . والكتاب يتوجه إلي الرأي العام الإسرائيلي لإطلاعه علي واقع الوجود العسكري في الأراضي الفلسطينية، ويظهر، عكس الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية أن عمليات الجيش في تلك الأراضي ذاتا طابع هجومي وليس دفاعي كما يوضح ذلك إيهودا شاوول، أحد مؤسسي منظمة "كسر الصمت"، الذي يبلغ من العمر 27 عاما. ويضيف شاوول: "وظيفة الجيش هناك هي الحفاظ علي الوضع العسكري القائم من خلال مراقبة الفلسطينيين. ويكشف الكتاب عن قيام الجنود أحيانا بأعمال تعسفية ضد المدنيين بدون سبب مباشر بذريعة الوقاية من حصول هجمات، ويوضح شاوول أن الهدف من ذلك هو "اشعارالفلسطينيين بأن الجيش الإسرائيلي موجود في كل مكان، وبالتالي يخاف من مهاجمته". وأوضح شاوول أن الكثير من البيوت تُهاجم بشكل عبثي وتعسفي في الليل وفي النهار، كما يجوب الجيش الشوارع خلال الليل ويقوم بتفجير القنابل الضوئية أو الغاز المسيل للدموع وسط ضوضاء كبيرة. ويستطرد شاوول أن ذلك يسمي في لغة الجيش الإسرائيلي "توليد الإحساس بالمطاردة". وردا علي هذا الكتاب اتهم الجيش الإسرائيلي منظمة "كسر الصمت" بأنها تسلك "سلوكا خادعا يثير الشكوك في نواياها". واخذ الجيش علي المنظمة، المناهضة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، عدم تسليمها هذه الشهادات إلي الهيئات المكلفة بالرقابة القانونية، الأمر الذي كان سيؤدي إلي فتح تحقيق معمق في هذه الشهادات، حسب بيان الجيش. يذكر أن منظمة "كسر الصمت" غير الحكومية سبق وأن نشرت في الماضي صورا وأشرطة فيديو لعسكريين إسرائيليين في أوضاع غير منضبطة في تعاملهم مع الفلسطينيين. وفي كل مرة يقول الجيش الإسرائيلي إنه يحترم القانون وأن حالات عدم الانضباط يتم إحالتها للقضاء.