التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الخميس، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، الدكتور السيدعبد الخالق، وزير التعليم العالي، ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، والدكتور محمد عبد الشافي، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر. وبدا وزير التعليم العالي كلمته بتقديم الشكر للرئيس علي اللقاء، منوهًا إلي أن هذه اللفتة تعبر عن تقديره للعلم والعلماء، كما تُحَمِّل رؤساء الجامعات مسؤولية إضافية تجاه الطلاب، سواء فيما يتعلق بالمنظومة التعليمية، أو للحفاظ علي استقرار الجامعات وأمنها. وأشار وزير التعليم العالي، إلي أهمية نهوض الجامعات برسالتها التعليمية والوطنية، عبر مشاركتها في المشروعات القومية، ولتحقيق الاستقرار المجتمعي. وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي، أشار إلي أن عقد هذا اللقاء يأتي كأول لقاء ضمن سلسلة من اللقاءات التي يعتزم عقدها مع رؤساء الجامعات، حرصًا علي تحقيق التعاون بين الدولة والجامعات المصرية، والتعرف عن كثب علي أية مشكلات تعوق تطوير المنظومة التعليمية الجامعية. وأشاد 'السيسي'، بقداسة ونبل المهمة التي يقوم بها الأستاذ الجامعي، والتي لا تقتصر فقط علي إعداد الجانب العلمي لدي الطالب، ولكن أيضًا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتقديم القدوة المثلي علي الجانب الإنساني والأخلاقي والشخصي. واستعرض الرئيس دور الجامعات في زيادة الوعي المجتمعي، وغرس قيم الوطنية والانتماء، والحفاظ علي ثروات الوطن وممتلكاته العامة، ومنها المنشآت الجامعية، متناولًا تطورات الأوضاع التي مرت بها مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة. و في هذا السياق اضاف، إن 'المشكلة في حقيقتها كانت سياسية وليست دينية، فالدين - سواء كان الإسلام أو المسيحية - أقدس من أن يتعرض له أي شخص بالمساس'، داعيًا إلي ضرورة تغليب المصلحة الوطنية وإعلائها علي أية مصالح ضيقة سواء كانت لفرد أو لجماعة. واستطرد قائلا: 'حقوق الإنسان المصري لا يمكن اقتصارها فقط علي الحقوق السياسية والمدنية، التي يتعين أن تنمو وتزدهر وتلبي طموحات الشعب المصري في هذا الصدد، ولكن أيضًا تشمل الحق في الحياة الكريمة والتعليم الجيد، ومن ثم يتعين أن يكون للجامعات دورها وإسهاماتها في هذه المجالات، وذلك من منطلق المسؤولية المشتركة'. ونوّه الرئيس إلي الارتباط بين تحقيق الأمن وجذب الاستثمار، موضحا أن التنوير الفكري يسهم في هذا الأمر، ويتيح خفض الإنفاق الأمني، وإضافة تلك الموارد للمخصصات التنموية والاستثمارية. وأضاف 'بدوي'، أن الرئيس السيسي، استمع إلي رؤي رؤساء الجامعات المصرية، الذين تناولوا أثناء مداخلاتهم سبل تعزيز دور الجامعات المصرية في المساهمة بالأفكار والمقترحات في مختلف المشروعات التنموية المصرية، مثل مشروع تنمية محور قناة السويس، ومشروع تنمية المثلث الذهبي، وكذلك تيسير العلاقة بين الجامعات والمحافظات، لاسيما فيما يتعلق بتخصيص الأراضي لبناء الكليات الجديدة، وتعديل بعض التشريعات بما يسمح بإقامة شراكة بين الجامعات والقطاع الخاص، ويُمَكِّن الجانبين من تحويل مشروعات التخرج وما تتضمنه من ابتكارات علمية إلي منتجات صناعية قابلة للتسويق. وأكد الرئيس دعم الدولة المصرية للمنظومة الجامعية، ووعد بدراسة الأفكار والمقترحات التي طرحها رؤساء الجامعات، مشيرًا إلي أهمية إتاحة الفرصة للمتخصصين في مختلف الموضوعات العلمية أو الاِجتماعية وإفساح المجال لهم للتعبير عن الرؤي السليمة من واقع تخصصاتهم. وأوضح 'السيسي'، أن الجامعات المصرية لديها مواقعها الإلكترونية التي يمكن توظيفها كوسائل إعلامية لإيضاح الحقائق العلمية، وعرض وجهات النظر العلمية والفنية من قبل المتخصصين بكل حياد وموضوعية، وذلك من خلال تشكيل مجموعات بحثية في كافة المجالات، لاسيما تلك التي تحتاج إليها الدولة المصرية في الوقت الراهن، وفي مقدمتها موضوعات الطاقة المتجددة، واستغلال الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، واستصلاح الأراضي الزراعية، ومواجهة المشكلات الاجتماعية مثل ظاهرة أطفال الشوارع. وأشار الرئيس بالانتهاء من التشريع المتكامل الذي تتم صياغته لتنظيم الجامعات، موضحًا أنه يستهدف معالجة كافة النقاط التي تم طرحها أثناء هذا اللقاء، بما فيها موضوع الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص.