استمرارا للتدخلات الأجنبية بالشأن الداخلي المصري, دعا معهد واشنطن الأمريكي لدراسات الشرق الأدني، مصر، إلي ضرورة الاقتداء بالأردن التي شهدت مطلع الشهر الجاري ولأول مرة انتخابات برلمانية شارك فيها مراقبون محليون ودوليون. وأعرب ديفيد سشنكر، مدير برنامج السياسات العربية بالمعهد، عن إعجابه بالشفافية والنزاهة التي شهدتها الانتخابات الأردنية، علي الرغم من اعترافه بوقوع أحداث عنف منفصلة. واعتبر أن هذه الانتخابات تعد معيارا ذهبياً للاقتراع الحر والنزيه في المنطقة. وقال الكاتب، إن نتائج الانتخابات الأردنية ذات المصداقية مجرد تحصيل حاصل، فقد شهدت انتخابات عام 2007 في المملكة الهاشمية انتقادات لاذعة لما شابها من تزوير، وفي هذا العام صنفت منظمة "فريدوم هاوس" الأردن في مسحها السنوي للحريات في العالم كدولة "غير حرة" بعد أن كانت "حرة جزئياً"، وفي الفترة التي سبقت الانتخابات، أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقارير عن حدوث اعتقالات واسعة ورقابة علي الإعلام. وعلي الرغم من نقص الديمقراطية في الملكة، فإن الملك عبد الله الثاني وافق علي وجود مراقبين دوليين، ولا يمكن تجاهل حقيقية أن هذا القرار سهل مقاطعة الإخوان المسلمين للانتخابات. وكان المراقبون حاسمون لدرء هذه المحاولة من قبل الإسلاميين لإحراج النظام الملكي. ويشير سشينكر إلي أنه رغم صغر حجم المملكة وصغر عدد سكانها مقارنة بمصر، إلا أن هناك من القواسم المشتركة بينهما من حيث الحكم، فبينما يوجد في الأردن نظام ملكي، فإن مصر لا تحدد عدد الفترات الرئاسية، وكما كان الحال في الأردن، فإن الانتخابات التعددية الأخيرة في مصر شهدت ضعف الإقبال الجماهيري وشابها العنف والمخالفات، ورغم أن الإخوان في مصر سيشاركون في الانتخابات علي عكس نظرائهم في الأردن. ودعا سشينكر مصر إلي الاستفادة من تجربة الأردن الانتخابية، مضيفا، "كلا البلدين كانا حريصين علي الإصلاح الاقتصادي ورفضا الإصلاح السياسي". واختتم مقاله بالقول إنه "إذا التزمت مصر بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، فإنها ستفوز مثل الأردن بالإشادة الدولية، والأكثر أهمية يتمكن النظام من تحسين مكانته داخلياً".