مازال المكتب الثقافي المصري بباريس برئاسة المستشارة الثقافية الدكتورة أمل الصبان وبمساندة قوية وعلمية من جانب الملحق الثقافي الدكتور شريف خاطر وأعضاء البعثة التعليمية يؤدي دوره بقوة ميزته عن سائر المكاتب الثقافية الأخري بباريس وذالك بعد أن أصبح المكتب خلال صيف العام الحالي 2014م شعلة من النشاط امتدت لتشمل كافة الأصعدة الثقافية والعلمية من إقامته للندوات والأمسيات الثقافية, ومدي استفادته وتوظيفه لرموز مصر من الأدباء والفنانين وصفوة المثقفين خلال زياراتهم لباريس وحسن مشاركاتهم في الأنشطة الثقافية التي تعتبر مفخرة لكل مصري من خلال تأكيد وجود وحضور مصر بقوة عبر نشاط المكتب الثقافي وتميز دوره خلال تلك المرحلة الهامة والصعبة التي تمر بها مصر في الداخل والخارج ومن هذه الأنشطة الهامة اخترنا بعضها لننوه عنه في هذا التقرير ومنها تنظيم المكتب الثقافي المصري احتفالية كبري بمناسبة حصول الكاتب الراحل نجيب محفوظ علي جائزة نوبل عام1988م يوم29 ابريل 2014م بالتعاون مع مؤسسة نوبل الفرنسية بقصر بالدائرة الرابعة عشر بالعاصمة باريس تحت إشراف الدكتورة أمل الصبان, وقد حضر هذا الحفل سيادة سفير مصر بباريس / محمد مصطفي كمال وعدد كبير من صفوة المثقفين من المصريين و العرب والأجانب والفرنسيين من محبي روائع وأعمال الكاتب العالمي نجيب محفوظ, وقد بدا الحفل بكلمة ألقتها السيدة أني روماند مديرة مؤسسة نوبل الفرنسية رحبت خلالها بالسادة الحاضرين, ثم بدأ الكاتب الفرنسي الكبير ذوي الأصول المصرية جلبرت سينويه بتقديم نبذة تاريخية عن حياة وأعمال الكاتب نجيب محفوظ وعن الجوائز التي نالها تقديرا لأعماله ثم تركيزه الحديث عن بعض الأعمال المتميزة وعرضها علي الجمهور, وخلال تلك الاحتفالية الراقية تم ومن وقت لأخر قراءة مقتطفات لعض من روائع الكاتب ومنها رواية القاهرة الجديدة بمصاحبة وعزف آلة القانون للفنانة هند زهيري وبمشاركة وترجمة باللغة العربية من جانب الأستاذة رناء الدرديري التي أشاد بترجمتها الحاضرين, ثم اختتم الحفل بكلمة للسفير المصري السيد / محمد مصطفي كمال عبر خلالها عن سعادته البالغة بتنظيم تلك الاحتفالية للكاتب نجيب محفوظ ووجه الشكر والتقدير لمؤسسة نوبل الفرنسية ولإدارة فندق ألماسا علي تحسن تنظيم الاحتفالية بالتعاون مع المكتب الثقافي المصري بباريس، وخلال شهر مايو الماضي نظم المكتب الثقافي برئاسة المستشارة الثقافية أ.د / أمل الصبان بالتعاون مع المعهد العالي للغات ودراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة السوربون ' الإنالكو ' مائدة مستديرة عن الأقليات والأغلبيات في الوطن العرب علي مدار يومي 14، 15 من مايو شارك فيها العديد من المثقفين المصريين والفرنسيين والأجانب ومنهم الدكتور صبحي البستاني رئيس قسم اللغة العربية بالإنالكو مع حضور الكاتب الكبير جمال الغيطاني الذي تحدث عن الخصوصية التي تتمتع بها مصر فيما يتعلق بالأقليات وعن مدي صلابة النسيج الوطني الاجتماعي المصري، وحضرها أيضا الدكتور نبيل عبد الفتاح الباحث والمتخصص في شئون الجماعات الإسلامية والذي شدد في طرحه بالندوة علي تاريخ الأقليات في مصر ودورهم التاريخي في النهضة الاقتصادية والسياسية، كما أشاد الكاتب الفرنسي الكبير من أصل مصري جلبير سينويه إلي أهمية المحاور الاقتصادية والسياسية لاحتواء الأقليات، كذلك المحامي وأستاذ القانون الدكتور فرانسوا مينوه الذي تحدث عن تجربته في مجابهة العنصرية ضد الأقليات وبخاصة أنه كان مكلف بالدفاع عن قضية مروة الشربيني، وكان من الحاضرين أيضا الأستاذ الدكتور القصبي زلط عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمود العزب مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان، والكاتبة الدكتورة عزة هيكل. وقد افتتحت الدكتورة أمل الصبان المائدة مرحبة بضيوفها وعلي رأسهم سيادة سفير مصر بفرنسا محمد مصطفي كمال، وسفير مصر لدي اليونسكو الدكتور سامح عمرو، وسيادة ملحق الدفاع الحربي بباريس العميد نجا خليل، وقد تحدث الحاضرون عن الدور الثقافي والاقتصادي في تعميق أو تقليص الفجوة بين الأقليات والأغلبيات، ثم تم مناقشة كافة القضايا المتعلقة بموضوع الأقليات والأغلبيات في الوطن العربي في الندوة الثانية بمقر معهد الدراسات والحضارات الشرقية حول موضوع محدد بعنوان المحور الأدبي للأقليات والأغلبيات في الوطن العربي من منظور أدبي حضرها الدكتورة أ مل الصبان التي قامت بافتتاح المائدة وتقديم المشاركين فيها من بينهم كانت السيدة تانيا السعدي أستاذة وباحثة بجامعة استكهولم، والكاتب الروائي العراقي سينان أنطون، والكاتب والناقد الكبير كاظم حسن، والدكتور صبحي البستاني، وتم خلال المائدة أيضا التطرق إلي رواية ' يا مريم ' لسنان أنطون والتي تطرح سؤال الأقليات الدينية في العراق وعلي رأسها الطائفتين اليهودية والمسيحية، وقد حضر الندوة الأساتذة والباحثين بالإنالكو والملحق الثقافي المصري الدكتور / شريف خاطر. وفي يوم 14 يونيو وفي إطار زيارة الشاعر الكبير سيد حجاب لباريس نظمت المستشارة الثقافية أ.د أمل الصبان لقاء بمكتبة ابن رشد بباريس مع الشاعر سيد حجاب الذي ألقي خلاله الكثير من قصائده من بينها الطوفان، القاهرة، وسلو قلبي، وزي الهوا، ثم تطرق للحديث عن الدستور المصري الذي كان يعمل به كعضو بلجنة حقوق الإنسان، كما أنه له الفضل في صياغة وديباجة الدستور ولهذا استطاع أن يحادث جمهور الحاضرين بقوة عن هذا الإنجاز وأهم مكاسبه، كما أعطي رؤيته حول قانون التظاهر في حضور جمهور كبير من المثقفين من الجنسيات المختلفة، ومن أنشطة المكتب الثقافي المصري بباريس هو نجاح إقامة جائزة الشعر المصرية الفرنسية التي ابتكرتها الدكتورة أمل الصبان لتصبح نقطة مضيئة من نقاط الثقافة بباريس عندما بدأتها عام 2013 عبر تقاليد ثقافية معينة وعادة ما تقام تلك الأمسية في مبني الحي الخامس بباريس في حضور عمدة الحي وسيادة سفير مصر بفرنسا وأعضاء فريق العمل بالمكتب الثقافي بباريس والملحق الثقافي الدكتور شريف خاطر وحضور عدد من كبار الشخصيات الفرنسية والجاليات العربية، وقد نبعت فكرة مسابقة الشعر من خلال إيمان الدكتورة أمل الصبان بالدور الذي يضطلع الشعر في الارتقاء بالشعوب والنهضة بالعقول، وإيمانا بفكرة شباب الأمة العربية من محبي وهواة الشعر لإقامة مسابقة مفتوحة من أجل الشباب العربي بفرنسا، وعادة ما يتخلل الحفل إلقاء كل فائز جزء من الشعر الخاص به بمصاحبة مقطوعات موسيقية، ثم تسليم الجوائز التي كان للدكتورة أمل الصبان وسيادة سفير مصر بفرنسا، وعمدة حي باريس 5 السيدة فلورانس برتوت وأفراد لجنة التحكيم وعلي رأسهم الشاعر سيد حجاب، كما أقيم ندوة أخري بالمكتب الثقافي استضاف فيها الشاعر سيد حجاب أواخر شهر يونيو ودارت حول أشعاره قصائده عن ثورتي 25 يناير و30 يونيو مثل قصيدة مواويل من القارة، وقصيدة آن الأوان وغيرها من قصائده الغنائية. وحتي الآن مازال المكتب الثقافي المصري يتقدم في خطاه الثقافية قدما بما يشرف حركة الثقافة المصرية في باريس إضافة إلي الجهود الحسيسة والملموسة للمكتب تجاه البعثة التعليمية والاهتمام الكبير بالمبعوثين والدارسين المصريين بفرنسا وبلجيكا وسويسرا إضافة إلي المساهمة في الكثير من الأنشطة تحت إشراف المستشارة الثقافية بباريس أ. د أمل الصبان .