نجح الباحثون في تحويل الخلايا العضلية العادية للقلب، إلي خلايا متخصصة، تسهم في تنظيم ضربات القلب، وذلك بالاستعانة بأسلوب للعلاج الجيني، يتوقعون أن يصبح بديلًا لزرع أجهزة إلكترونية تقوم بهذه المهمة. وشملت الدراسة، التي أوردتها دورية ساينس للطب الوظيفي، ونشرت نتائجها أمس الأربعاء، حيوانات تجارب من الخنازير، التي تعاني من حالة مرضية تتسم ببطء ضربات القلب. ومن خلال حقن جين بشري في منطقة معينة من التركيب التشريحي للقلب، تمكن الباحثون من إعادة برمجة خلايا عضلة القلب، لتصبح نوعًِا من الخلايا، التي تنبعث منها نبضات كهربية تعمل علي تنظيم ضربات القلب. بذلك يكون خبراء علاج أمراض القلب بمعهد 'سيدارس-سايناي'، في لوس أنجليس، قد ابتكروا خلايا 'بيولوجية تنظم ضربات القلب' تتولي استعادة المعدل الطبيعي لضربات القلب في الخنازير. وحققت هذه العملية نفس نتيجة زرع منظم إلكتروني لضربات القلب يتولي إرسال نبضات إلي القلب في حالة حدوث بطء أو خلل في وظائفه. وقال إدواردو ماربان، مدير معهد سيدارس-سايناي، لعلاج أمراض القلب، والمشرف علي هذه الدراسة، للصحفيين: 'يبشر هذا التطور بعهد جديد في مجال العلاج الجيني، تستخدم فيه الجينات لإصلاح خلل وظيفي غير أنه يقوم بالفعل بتحويل نوع من الخلايا إلي نوع آخر لعلاج الأمراض'. ويشير الباحثون إلي أن قلب الخنزير يشبه قلب الإنسان إلي حد كبير. وقال يوجينيو سينجولاني، مدير عيادة أمراض القلب الوراثية: إنه إذا سارت الأمور علي ما يرام في الدراسات الخاصة بهذه العملية لدي الحيوانات ومدي فاعليتها وسلامتها علي المدي الطويل 'نتعشم أن نتمكن من بدء تجارب علي البشر خلال ثلاث سنوات'. وفكر العلماء في استخدام هذه الطريقة في باديء الأمر، لمساعدة من يعانون من اضطراب ضربات القلب، وعدم انتظامها ممن لا يستطيعون استخدام منظم ضربات القلب، بسبب مضاعفات تتعلق بالجهاز، مثل العدوي أو في حالة إصابة أجنة داخل الرحم ببطء ضربات القلب، وهو ما يستحيل معه تركيب منظم ضربات القلب. ويقول الباحثون: إن بالإمكان الاستعانة بهذه الطريقة مستقبلًا علي نطاق واسع، لعلاج المرضي كبديل واقعي عن منظم ضربات القلب. وقال ماربان: إن نحو اثنين في المائة من عمليات زرع المنظم، تنجم عنها عدوي تستلزم العلاج. وفي الولاياتالمتحدة وحدها يتم تركيب 300 ألف منظم سنويًا. وقال سينجولاني: 'بدلًا من الاضطرار لزرع جهاز معدني يتعين استبداله بصورة منتظمة، وقد يفشل أو يصاب بعدوي، سيكون بالإمكان يومًا ما حقن المرضي بجين وحيد يحقق لهم الشفاء الدائم من بطء ضربات القلب'.