أعلنت مصادر بوزارة الدفاع التونسية أن عدد الجنود الذين سقطوا في مواجهات مع عناصر إرهابية ليل الأربعاء بجبل الشعانبي ارتفع إلي 14 قتيلاً إلي جانب 20 جريحاً، وهي أرفع حصيلة للجيش منذ عقود طويلة. وأعلنت الرئاسة التونسية اليوم الخميس الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام بدءاً من اليوم مع تنكيس الأعلام علي مؤسسات الدولة. ونقلت وسائل إعلام محلية صباح اليوم عن المكلف بالإعلام بالوزارة رشيد بوحولة قوله إن عدد الجنود الذين استشهدوا إثر هجوم لعناصر إرهابية بالمنطقة العسكرية المغلقة في الشعانبي ارتفع إلي 14 وأن العدد ما زال مرشحا للارتفاع. وسقط خلال الهجوم 20 جريحاً إصاباتهم متفاوتة الخطورة، بحسب نفس المصدر. وحتي الساعات الأولي من فجر الخميس، كانت الحصيلة الرسمية المعلن عنها في حدود 4 قتلي وعدد غير محدد من الجرحي. لكن حصول الاشتباكات في عمق جبل الشعانبي المترامي الأطراف غرب تونس بولاية القصرين علي مقربة من الحدود الجزائرية حال دون انتشال أغلب الضحايا في البداية أو معرفة عددهم علي وجه الدقة. وتعد حصيلة القتلي الأرفع في صفوف الجيش منذ 'حرب الجلاء' عام 1962 لطرد القوات الفرنسية من مدينة بنزرت آخر معقل للجيش الفرنسي بتونس بعد ثماني سنوات من نيل الاستقلال آنذاك. وشن الإرهابيون عند موعد الإفطار أمس الاربعاء هجومهم باستعمال أسلحة نوعية مثل قاذفات الآر بي جي وأسلحة رشاشة بحسب المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع. وحتي الآن تم الإعلان عن مقتل عنصر إرهابي واحد فقط خلال تبادل إطلاق النار. وكان هجوم مماثل وقع في شهر رمضان الماضي عندما باغتت مجموعة مسلحة دورية عسكرية خلال موعد الإفطار وأجهزت علي تسعة جنود وذبحت عددا منهم. ويعد الشعانبي البؤرة الرئيسية للجماعات الإرهابية بتونس حيث ترابط قوات عسكرية منذ أكثر من عام لتعقب الجماعات المسلحة ومنعها من التسلل إلي داخل المدن. لكن مع ذلك نجحت مجموعة مسلحة في 28 مايو الماضي من التسلل إلي المنطقة السكنية بمدينة القصرين والهجوم علي مقر سكن وزير الداخلية لطفي بن جدو والذي أوقع أربعة قتلي في صفوف الأمن. وقبل هجوم الأمس قتل حوالي 50 من عناصر الأمن والجيش منذ الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس السابق زين العابدين ين علي، في هجمات نسبتها السلطات إلي جماعات تكفيرية. وتعتمد الجماعات المسلحة ذات التدريب العالي والمتحصنة داخل الشعانبي ومرتفعات أخري شمال غرب البلاد علي طول الحدود مع الجزائر، علي زراعة الألغام والهجمات المباغتة ونصب الكمائن. وكان وزير الداخلية أشار في وقت سابق إلي وجود تهديدات إرهابية فعلية خلال شهر رمضان وبمناسبة الانتخابات المقررة بداية من شهر أكتوبر.