رفض المسئولون الأمريكيون إعطاء أية تفاصيل بشأن الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامبن نتانياهو حول الأوضاع في غزة.وفي تصريحات علنية أبدت واشنطن قلقها علي الضحايا المدنيين علي جانبي الحدود وأكد أوباما أن المشاهد التي تبثها قنوات التلفزيون عن الجرحي مؤثرة جدا. وقال أوباما 'سنستمر في تشجيع الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وندعم جهود مصر المستمرة لتحقيق ذلك'. كما وصف أوباما إطلاق حماس صواريخ علي إسرائيل بأنه عمل 'لا يغتفر'. وشهدت العلاقة بين أوباما ونتانياهو بعض التوتر في الماضي لكن معاونيه قالوا بوضوح من يحمل أوباما مسؤولية اندلاع دوامة العنف الأخيرة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست 'بالتأكيد نود أن نري حماس تقبل بوقف إطلاق النار وأن توقف إطلاق الصواريخ علي المدنيين الأبرياء في إسرائيل'. كما اتصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مرارا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وبمسؤولين في الدول الإقليمية الأساسية مثل مصر وقطر وتركيا. ورفض المسؤولون إعطاءأي تفاصيل عن هذه الاتصالات لكن يبدو أنها تركزت علي احتمال التوصل إلي اتفاق يعرض علي حماس وإسرائيل عندما تتوفر الشروط السياسية والعسكرية. وحتي الآن يبدو أن لا إسرائيل ولا حماس استفادت بما فيه الكفاية من المواجهات لتأمين تغطية سياسية لتقديم تنازلات في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار. ولم تنجح إسرائيل بعد في خفض ترسانة حماس بما فيه الكفاية لوقف إطلاق الصواريخ علي أراضيها. وحماس قد تري في لحظة ضعف سياسية أنها تستفيد من الوضع رغم ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين. وقال ديفيد بولوك من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط 'أن الحكومة الإسرائيلية ككل لا تتوقع أن تحقق منافع سياسية مهمة من ذلك. يريدون وقف إطلاق الصواريخ'. وأضاف 'تريد حماس تحقيق منافع سياسية أو علي الأقل أن تقول بإنها حققت منافع بتخفيف ما تسميه بالحصار أو تنازلات أخري. لهذا السبب يستمرون في القيام بذلك'. وقدكسب نتانياهو الوقت ورضا الأسرة الدولية من خلال قبول اقتراح مصري بوقف إطلاق النار رفضته حماس. كما وافقت إسرائيل علي تهدئة مؤقتة لأسباب إنسانية وافقت عليها الحركة الإسلامية. وأحد العوامل المغايرة للنزاع الحالي في غزة عما كان في 2012 هو تراجع نفوذ مصر ما حمل واشنطن للبحث عن شركاء جدد. وفي المرة السابقة كانت الحكومة المصرية الإسلامية تقيم علاقات مع حماس وساهمت مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في التفاوض للتوصل إلي وقف لإطلاق النار. والحكومة المصرية الحالية التي شكلت إثر إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي قمعت الحركة الإسلامية وبالتالي فإن تأثيرها محدود. ومع مقتل أربعة أطفال فلسطينيين في قصف إسرائيلي علي شاطيء غزة يبدو أن المجازر وصلت إلي مرحلة حرجة قد تدفع بواشنطن إلي ممارسة ضغوط سياسية لوقفها. وتساءل خبراء سابقون في منطقة الشرق الأوسط في واشنطن هذا الأسبوع عما إذا كانت الفظاعات التي تشهدها سوريا والعراق جعلت من العملية في غزة أقل خطورة بالمقارنة. ويبدو أن إدارة أوباما تتحرك ببطء لأنها لم تخضع بعد لضغوط حاسمة من حلفائها الأوروبيين والعرب للتدخل ما يعكس زيادة عزلة حماس. ويبدو أن إسرائيل أخذت نصيحة واشنطن في الاعتبار بعدم شن هجوم بري علي غزة. هذا وقدالتقي أحد قادة حماس موسي أبو مرزوق مسؤولين مصريين في القاهرة. كما توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلي العاصمة المصرية. وألمح مسؤولون إلي أن جون كيري قد يتوجه إلي مصر قريبا إذا ساهم ذلك في جهود السلام.