أماطت مصادر صحافية عبرية اللثام عن تفاصيل السيناريو الجديد للحرب القادمة بين "إسرائيل" وحركة حماس في قطاع غزة، مؤكدة أن تلك الحرب ستكون أكثر شراسة عن حرب 2008. وقال رون بن يشاي الخبير الاستراتيجي بصحيفة يديعوت أحرونوت، والمعروف بصلاته القوية بأصحاب القرار في تل أبيب إن عدوان 2008 المعروف بعملية الرصاص المسكوب قد يتكرر خلال الفترة القادمة، في حال قيام أفراد من حركة حماس بخطف جندي "إسرائيلي" أو اختراق الجدار الحدودي بين غزة والكيان الصهيوني. مضيفاً أن منطقة شمال قطاع غزة من المتوقع أن تكون من أكثر الجبهات دموية خلال الحرب الجديدة، نظراً لوجود تجمعات سكانية كبيرة، سواء داخل "إسرائيل" أو في مدينة غزة. وأوضح بن يشاي في تقريره أنه منذ انتهاء عملية الرصاص المسكوب في 2008 لا يمر يوم علي قوات الجيش "الإسرائيلي" دون وجود تحذيرات من عمليات تسلل فلسطينية إلي داخل أعماق الأراضي "الإسرائيلية"، وأن الصواريخ الفلسطينية التي تنطلق من قطاع غزة لم تتوقف حتي الآن، مشيراً إلي أنه منذ بداية العام الجاري تم إطلاق نحو 70 قذيفة هاون وعدد مماثل من الصواريخ، فضلا عن تسجيل أكثر من 100حالة اعتداء ضد الجدار الحدودي. وشدد الخبير "الإسرائيليي" علي أنه برغم انتهاء العدوان علي قطاع غزة في 2009، لكن سكان المدن الصهيونية الذين يعيشون بالقرب من القطاع لا زال شبح تلك الحرب يطارهم بقوة ويشعرون بالرعب والقلق من صواريخ حماس، علي الرغم من الترتيبات الدفاعية الجديدة التي نفذها جيش الاحتلال عقب نهاية عملية الرصاص المسكوب، وأبرزها إقامة منطقة أمنية بعرض بلغ نحو 300متر، لمنع أية تسللات فلسطينية. وكشف الخبير الصهيوني في تقريره النقاب عن أهم نقاط الضعف التي ستواجه جيش الاحتلال خلال حربه القادمة في قطاع غزة، والتي ستنسف حميع ترتيباته الدفاعية وهي الأنفاق الأرضية العسكرية التي يقوم بحفرها رجال المقاومة الفلسطينية، بل وأعترف بعجز جيش الاحتلال حتي الآن عن إيجاد حل فعًّال لنقطة الضعف هذه، سوي الاستعانة بالعملاء الذين يتم تجنيدهم علي يد المخابرات الصهيونية. كما اعترف الخبير الصهيوني في سياق تقريره بنجاح أجهزة المخابرات التابعة لحركة حماس في رصد تحركات جواسيس "إسرائيل"، مشيراً إلي أن رجال حماس ابتدعوا في هذا المجال أساليب جديدة، استطاعوا من خلالها خداع كافة أجهزة المخابرات الصهيونية في التغطية علي حفر الأنفاق العسكرية. وتابع الخبير الاستراتيجي الصهيوني تقريره بالتأكيد علي أن أكثر ما يقلق الصهاينة والقادة العسكريين والسياسيين في "إسرائيل" خلال الحرب القادمة هو قدرة حركة حماس علي إطلاق صواريخ وقذائف هاون غير محددة المسار. كما اعترف بعجز "إسرائيل" وفشلها الذريع في منع عمليات تهريب السلحة لحركة حماس، مشيراً لامتلاكها اليوم لأكثر من خمسة الآف صاروخ من جميع الأنواع. وقال بن يشاي أنه رغم الهدوء السائد حالياً في قطاع غزة، واهتمام حركة حماس باستمراره، لكن الوضع قابل للإنفجار في أي لحظة، سواء من خلال قيام الفلسطينيين بخطف جندي "إسرائيلي" جديد أو من خلال حدوث مصادمات عسكرية بين جنود جيش الاحتلال وعناصر المقاومة الفلسطينية، سواء بقرار فلسطيني، أو بتحريض من إيران أو حزب الله. في هذه الحالة توقع الخبير الصهيوني بأن تتجاوز الصواريخ الفلسطينية المدي الذي كانت عليه خلال عدوان 2008، وأن تصل إلي قلب تل أبيب خلال الحرب الجديدة. في هذه الحالة وحسب السيناريو "الإسرائيلي" لتلك الحرب، فلن يكتفي جيش الاحتلال بشن الهجمات الجوية المكثفة علي قطاع غزة، بل سيكون هناك هجوماً برياً علي قطاع غزة سيكون أكثر شراسة مما كان عليه خلال عملية الرصاص المسكوب. وتساءل الخبير الصهيوني في ختام تقريره، ماذا سيكون هدف "إسرائيل" من عدوانها الجديد علي قطاع غزة، هل سيكون من أجل وقف إطلاق الصواريخ وتدمير البنية التحتية لحركة حماس، كما حدث خلال عملية الرصاص المسكوب، أم سيكون الهدف هذه المرة وضع نهاية لحكم حماس في غزة، وتغيير السياسة الاستراتيجية للفسطينيين داخل القطاع. وتابع أن الهدف الأخير هو الهدف الذي تضعه القيادة العسكرية "الإسرائيلية" علي رأس أولوياتها، لكنه يتطلب تواجد "إسرائيلي" عسكري ومخابراتي مكثف داخل القطاع لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وربما تزيد عن ذلك. منوهاً إلي أن القرار النهائي للحرب القادمة ضد قطاع غزة في يد بنيامين نتنياهو وحده، وهو الذي سيقرر أي هدف تريد "إسرائيل" تحقيقه من عدوانها القادم علي قطاع غزة.