احتجزت الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة امس الاحد "عبد الجليل الشرنوبي" رئيس تحرير 'إخوان أون لاين' داخل المطار لمدة 15 ساعة متصلة. وقبل إطلاق سراحه استولت الاجهزة الامنية علي جهاز "اللاب توب"، وجهاز التليفون المحمول الخاصين به، إضافةً إلي عدد من الكتب والأوراق الخاصة بعدد من المؤتمرات التي حضرها الشرنوبي خلال زيارته لليمن. وكانت قد نشرت موقع الاسبوع اون لاين في مايو الماضي خبرا مفادة ان عبد الجليل الشرنوبي يغطي سرا ملف الاخوان في مجلة الاذاعة والتلفزيون الحكومية المصرية. وافاد موقع "اخوان اون لاين" ان الشرنوبي اكد فور خروجه من المطار أنه فوجئ بتوقيفه بعد أن تم ختم جوازه من صالة الخروج في المطار، وتم اصطحابه إلي مكتب داخل المطار، وقاموا بتفتيش حقائبه، والاستيلاء علي عدد من الكتب والأوراق الخاصة به، ثم احتجزوه لمدة 5 ساعات حتي قام أحد الضباط بالتحقيق معه لمدة ربع ساعة ثم تركوه، وهو ما تكرر معه أكثر من مرة، حتي الساعة التاسعة مساءً، وتم إطلاق سراحه بعد إصرارهم علي الاستيلاء علي جهاز "اللاب توب" والمحمول، ورفضوا تسليمهما له. ودعا الشرنوبي نقيب الصحفيين إلي اتخاذ كلِّ الإجراءات الكفيلة بعودة متعلقاته، وضمان حرية انتقاله وسفره كصحفي يقوم بمهام صحفية ومهنية يجب حمايتها. وكانت جماعة الاخوان المسلمين اعلنت يوم الاحد ان قوات الامن المصرية احتجزت رئيس تحرير موقعها علي الانترنت في مطار القاهرة، واوضحت علي موقعها علي الانترنت ان سلطات الامن في مطار القاهرة احتجزت عبد الجليل الشرنوبي، رئيس تحرير موقع 'إخوان أون لاين'، فور عودته من رحلة صحافية في اليمن. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان "وهي منظمة حقوقية تتخذ من القاهرة مقرا لها"، انه "من المرجح أن تكون هذه الواقعة هي حلقة جديدة في سلسلة المضايقات الأمنية من قبل الداخلية المصرية ضد جماعة الأخوان المسلمين قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة، خاصة وأن الموقع يتابع أخبار الجماعة ومرشحيها بشكل واسع ومستمر". ويأتي احتجاز الشرنوبي قبل أيام من فتح باب الترشيح لانتخابات البرلمان المصري 'مجلس الشعب'، في وقت اطلقت فيه اجهزة الامن حملات ملاحقة لأعضاء الجماعة وانصار مرشيحها في الانتخابات. وكانت الجماعة اعلنت انها ستقدم مرشحين للتنافس علي ثلث مقاعد مجلس الشعب 'البرلمان' المصري في الانتخابات المقررة نهاية الشهر الجاري. ومن المقرر ان تنافس الجماعة علي نحو 30 بالمائة من مقاعد المجلس البالغة 518 ويري مراقبون ان النظام الحاكم في مصر يسعي لتحجيم مكاسب الجماعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومنعها من تكرار النجاح الذي حققته في انتخابات مجلس الشعب 'الغرفة الاولي بالبرلمان المصري' الماضية في العام 2005، والتي نجحت الجماعة خلالها في الفوز ب 88 مقعدًا، تمثل نحو عشرين بالمئة من مقاعد المجلس. وقال موقع الجماعة الاحد، ان قوات الامن اعتقلت 361 من اعضائها وداهمت 100 منشآة اقتصادية تابعة لاعضاء بالجماعة، علي خلفية اعلانها خوض الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل. ونقل موقع الجماعة عبر الانترنت عن محاميها عبد المنعم عبد المقصود القول 'منذ إعلان الجماعة قرارها، في 10 تشرين الأول 'أكتوبر' الماضي، خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في تشرين الثاني 'نوفمبر' 2010 والحملات الأمنية تتواصل وبكثافة ضد أفراد وقيادات الجماعة في مختلف محافظات مصر ومراكزها، وإن تلك الحملات تستهدف إلي جانب الأفراد، المنشآت والممتلكات الخاصة ومصادر الرزق'. وكان قادة في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قد صرحوا خلال الفترة الماضية بان جماعة الاخوان المسلمين لن تستطيع الحصول علي عدد المقاعد التي فازت بها في الانتخابات البرلمانية الاخيرة. وكان وزير الداخلية المصري حبيب العدلي قد حذر الشهر الحالي من استخدام الاخوان المسلمين لشعار 'الاسلام هو الحل' في الحملات الدعائية لمرشحي الاخوان. وكان البرلمان المصري قد أقر في العام 2008 تعديلا قانونيا يمنع استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات العامة في خطوة اعتبرها مراقبون إنها تستهدف جماعة الإخوان المسلمين التي تستخدم شعار 'الإسلام هو الحل' في دعايتها الانتخابية. وحذرت اللجنة العليا للانتخابات في مصر المرشحين من استخدام شعارات في الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل، مهددة بشطب اي مرشح يخالف المحاذير من قوائم المرشحين.