أصدرت المطربة اللبنانية فيروز ألبومها الجديد "إيه في أمل" أوائل شهر اكتوبر الجاري وسط حفاوة بالغة من كل عشاقها حول العالم الذين حرص عدة ألاف منهم علي حضور حفليها في العاصمة اللبنانية بيروت بالتزامن مع إطلاق الألبوم. وقد اهتمت كل وسائل الإعلام تقريبا بالألبوم وبالمطربة العائدة بعد سنوات من الغياب إلا أن رصدا دقيقا للمجلات الفنية العربية يؤكد أن فيروز لم تحتل خلال الأسبوع الحالي إلا غلاف مجلتي "الجرس" و"الأفكار" اللبنانيتين بينما ظهرت صورة صغيرة لها علي غلاف عدد أخر من المجلات وتجاهلتها مجلات أخري تماما علي عكس ما يحدث مع كثير من المطربين الآخرين الأقل قيمة. ومع استطلاع أراء عدد من الإعلاميين من عشاق فيروز حول العالم العربي حول الظاهرة غير المتوقعة ،قالت الصحفية اللبنانية رحاب ضاهر التي كانت بين أول من استهجنوا الموقف إنها صدمت عندما ذهبت لشراء المجلات الفنية حيث كانت تتوقع أن تحتل فيروز كقيمة فنية لن تتكرر أغلفة كل المجلات لكن الواقع كان عكس ذلك. وأضافت: "رغم أننا مللنا رؤية فنانات الابتذال والإغراء علي أغلفة المجلات توقعنا أن ترفع المجلات الفنية قليلا من قيمتها وأن يخصصوا عددا يتيما في أرشيف المجلة تزينه صورة السيدة فيروز التي شكلت حفلتيها حدثا فنيا اجتماعيا بامتياز لكن يبدو أنه لا يوجد أمل في الصحافة الفنية التي فضلت غلافا مدفوع الثمن يمكن تأجيله علي فيروز ظنا منهم أن غلافا تتصدره فيروز لا يبيع وهنا الكارثة". وقالت الشاعرة الجزائرية حنين عمر إن التفسير الوحيد لديها "أن صاحبة الصوت الملائكي لا تملك عنوان طبيب تجميل محترف ليعتني بحقن شفتيها بالبوتكس ووجنتيها بالسيلكون ويشد ويشفط علي مزاج الموضة أو لأنها لا تتقن ارتداء ملابس تكشف أكثر مما تستر في كرنفالات المسخرة ولا تتقن توسيع شبكة علاقاتها الصحفية مكتفية بملايين المعجبين والعشاق والأطفال والعصافير والفراشات فقط". ودافعت الصحفية اللبنانية رانيا شهاب عن المجلات قائلة "إن المجلات معذورة لتتمكن من الاستمرار في ظل هيمنة المؤسسات الكبري ونحن لا نمتلك سوي إمكاناتنا الصحفية نعتمد علي الأغلفة المباعة وبالتالي يتم حجز غلافنا منذ أكثر من شهر ولا نستطيع إلغاء عقودنا حفاظا علي مصداقيتنا". وقالت شهاب إنها لا تقبل أن يتهمها أحد بأن تجاهل غلاف مجلتها للسيدة فيروز عيب في المجلة لأن له أسباب جوهرية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار "ففي الوقت الذي لن يكون أحد منكم مكاننا إذا ما تعرضنا لنكسة مادية لأن مدخول مجلتنا قائم علي الأغلفة المباعة والإعلانات والاشتراكات لا علي أمور أخري تأتينا بالمال هابطا من السماء". وقال الصحفي والشاعر المصري أحمد الشهاوي إن كثير من المجلات التي ظهرت في سوق الصحافة العربية تنزع إلي الربح السريع عبر الإعلانات ومن ثم لا يهمها سياسة التحرير لأنها بالأساس ظهرت لتكسب ولذا فهي مهووسة بنشر الفضائح وأخبار خلافات الفنانات وعلاقاتهن الغرامية السريعة. وأوضح الشهاوي أنه ليس من المعقول أن تكون مجلات بهذا التوجه تفكر في فيروز "وأظنه ضرب من الجنون الصحفي إذا ما وضعت صورة فيروز علي الغلاف بينما نحن نواجه طوفانا من الجهلاء ممن يديرون تحرير مجلات تحتفي دوما بالنكرات وتوافه الأمور بينما فيروز مكرسة ولم تعد في حاجة إلي أغلفة صحفيي السوق". ويرجع الصحفي الأردني محمود الخطيب تجاهل فيروز وألبومها الجديد إلي كون التجارة غلبت الفن بحيث أصبح تسويق الفنان يمر عبر توجهات لا تراعي قيمته ولا تاريخه بل قدرته علي الترويج لنفسه ولا يجب أن نستغرب إذا رأينا في واحدة من المجلات خبرا صغيرا لفيروز في الوقت الذي تفرد فيها لأشباه المطربات صفحات بدعوي أن وجود إحدي فنانات الإغراء علي الغلاف يزيد من رواج المجلة بين جيل الشباب". وعبرت الصحفية اللبنانية ديانا وهبة عن أزمة في المجال الصحفي "الصحفيون مع احترامي الشخصي لقلة منهم صاروا مرتزقة لا يفقهون من الصحافة إلا محاولات الجري خلف ما يعتقدونه انفردا أو فضيحة لذا لا نستغرب ألا تحل فيروز علي أغلفة مجلاتهم فلنا فيروزنا ولهم فيروزهم التي يريدونها علي كيفهم" علي حد قولها. وقالت الصحفية التونسية هادية الدرويش إن فيروز لا تحتاج أن تظهر علي غلاف أي مجلة فلن يضيف لها ذلك شيء أو يضيف لجمهورها العربي المنتشر في كافة أنحاء العالم "صراحة أتقزز لو شاهدتها علي غلاف إحدي المجلات العربية المهتمة بالصحافة الصفراء". وتابعت "الغريب أن الصحافة بدورها ساهمت في تدهور الفن فهي تقاطع أسماء كثيرة محترمة وتفسح المجال لآخرين لا يستحقون وبالتالي فعلي الصحافة الفنية إعادة ترتيب أوراقها" حسب قولها.