استقبل الاف من أنصار حزب الله الشيعي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الخميس في بنت جبيل "عاصمة المقاومة" في لبنان قائلين ان زيارة أحمدي نجاد تمثل نصرا لحزب الله علي إسرائيل. وتعتبر بنت جبيل -التي كانت جبهة متقدمة في الحروب مع إسرائيل أحدثها في عام 2006 - مكانا مثاليا لحزب الله كي يستضيف فيها أحمدي نجاد حليفه الشيعي الرئيسي وهو عدو لدود لاسرائيل دعا الي محوها من علي الخريطة. وقالت عائلات "الشهداء" الذين حاربوا اسرائيل وشيعة من انحاء لبنان والخارج انهم خرجوا بكل تحد كي يظهروا لاسرائيل التي لا تبعد حدودها الشمالية أكثر من أربعة كيلومترات من بلدة بنت جبيل انهم لا يخافون تفوق اسرائيل العسكري. وتحملت بنت جبيل وهي معقل لحزب الله وطأة الغارات الجوية الاسرائيلية أثناء حرب اسرائيل مع حزب الله قبل أربع سنوات. وقتل في هذه الحرب نحو 1200 في لبنان معظمهم مدنيون و160 اسرائيليا معظمهم جنود. وقالت كفي السمرا '40 عاما' من قرية كفر كلا الحدودية "هذه الزيارة مهمة جدا للشعب اللبناني خاصة اهل الجنوب الصامد والمنتصر." وكانت السمرا تتحدث في استاد مكتظ بالحشود قبل وقت قصير من القاء أحمدي نجاد كلمة أمام الحشد الصاخب الذي يلوح بالاعلام. وأضافت في اشارة الي الهجمات التي شنها مقاتلو حزب الله والتي أجبرت اسرائيل علي الانسحاب من جنوب لبنان في عام 2000 "ما زالنا في بداية الطريق.. بدايته كانت في العام 2000 وبعد ذلك انتصار 2006 ...واخر الانتصارات هزيمة اسرائيل وزوالها" والصلاة في المسجد الاقصي في القدس. وتزايد نفوذ الشيعة في جنوب لبنان الذين كانوا مهمشين سياسيا في السنوات الاولي من عمر الدولة اللبنانية منذ تأسيس حزب الله المدعوم من ايران قبل ثلاثة عقود تقريبا. وقال كثيرون في جنوب لبنان انهم ممتنون للدعم الايراني في الاونة الاخيرة لاسيما الدعم الذي قدمته طهران لاعادة الاعمار بعد حرب عام 2006. ويقول مسؤولون قريبون من حزب الله ان ايران ساهمت بمساعدات تقدر بمليار وقال مسؤولون اخرون ان الدعم العسكري الايراني سيكون حيويا في أي مواجهة في المستقبل مع اسرائيل والتي يعتقدون أنها حتمية. وقال علي طبوش '35 عاما' الذي جاء من السعودية ليشارك في التجمع الحاشد "أنا هنا مثل الشعب المقاوم أقدم له التحية لانه دعم المقاومة بالمال والسلاح.. لا أحد يقف مع المقاومة الا ايران." وبينما حاول أحمدي نجاد جهده لجعل زيارته تبدو في صالح اللبنانيين جميعا الا أن زيارته للجنوب الذي تسكنه أغلبية شيعية اجتذبت جمهورا خاصا. ورفعت الاعلام الايرانية والملصقات علي طول الطريق الرئيسي المؤدي الي الجنوب وكذلك عبارات أحمدي نجاد والسيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله المناهضة لاسرائيل. وكتبت عبارات علقت علي لافتات طرق تقول "اسرائيل ورم سرطاني" وأخري تصفها بأنها "شر خالص". وتحول بائعو الفاكهة لبيع الاعلام الايرانية. وفي الاستاد الذي يتوسط بيوتا مشيدة حديثا لفت بأعلام ايرانية وضعت صور لمقاتلي حزب الله في الزي العسكري وهم يطلقون صواريخ أثناء الحرب مع اسرائيل وصور للمسجد الاقصي. ولخصت كفي السمرا المزاج السائد بين الحشد قائلة "نحن وايران روحان في جسد واحد."