نختتم في هذا الجزء رؤيتنا لإصلاح ماسبيرو: إعادة صياغة القوانين المنظمة للعمل: لابد أن تعاد صياغة اللائحة المنظمة للعمل داخل ماسبيرو بما يتناسب مع تطلعات وطموحات واحتياجات وإرادة شعب قام بثورتين في أقل من 30 شهرًا.. فلابد من تحرير الإعلام من القيود الروتينية والقوانين المعيقة له في تأدية مهام عمله حتي يمكنه أن ينطلق في أداء عمله بحرية ودون خوف ودون قوانين تعامله كموظف يوقع علي كشوف للحضور والانصراف. ولابد من إخضاع ماسبيرو لرقابة مباشرة من عدة جهات رقابية مثل الجهاز المركزي للمحاسبات والنيابة الإدارية ومباحث الأموال العامة. تفعيل إدارات التسويق الإعلاني: الإعلانات أحد مصادر الدخل الإساسية التي يمكنها تحقيق الاستقلال الاقتصادي لماسبيرو فلابد من تفعيل إدارات التسويق الإعلاني أو الاستعانة بإدارت تسويق متخصصة من الخارج لتسويق الإنتاج الدرامي والبرامجي والتسجيلي.. وهذا يتطلب.. الغاء دور المنتج المشارك والمنفذ: لأن تجربتها أثبتت فشلها وفتحت أبواب فساد مهولة وأضرت بمستوي المنتج الدرامي والبرامجي. إعادة تفعيل دور معهد التدريب التليفزيوني: كان منوطا بهذا المعهد صقل قدرات ومهارات بعض العاملين.. أو إلغاؤه والاستعانة بدورات تدريبية عالية متخصصة من الخارج.. إذا كان غير قادر علي أداء هذا الدور الحيوي الهام. إعادة تقييم أداء العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون: بتشكيل لجنة من صفوة المثقفين والإعلاميين من خارج اتحاد الإذاعة والتليفزيون وإلزام من يحتاج لتطوير أدائه بدورات تدريبية من متخصصين بمعهد التدريب التليفزيوني. إعادة صياغة دور القنوات المتخصصة: لابد من تحديد واضح محدد لفلسفة كل قناة ودمج القنوات المتشابهة وإلحاق قنوات بالوزارت التابعة لها مثل القنوات التعليمية وقناة البحث العلمي 'المنارة' مع دمج قنوات بعينها مثل قناة لايف ونيل سينما والدراما في قناة واحدة. تفعيل دور وفلسفة قناة النيل الثقافية لتلعب دور تنويريا حقيقيا يتصدي للجهل والأفكار الإرهابية والرجعية بالحجة والمنطق فكلمة ثقافية كلمة مطاطة لابد من تحديدها حتي لا تتعارض في برامجها وإنتاجها عن دور قنوات أخري. لابد أيضا من وضع أسس لعمل بعض الإعلاميين بماسبيرو في قنوات خاصة مع استمرارهم في تقاضي أجور عن عملهم في ماسبيرو. الخلاصة: يحتاج ماسبيرو إلي ثورة إدارية شاملة وتغيير القوانيين وتحريره من قبضة السلطة سياسيا وإقتصاديا وإلغاء وزارة الإعلام تطبيقا للدستور وإشراف من مجلس 'أمناء' بمعني الكلمة ليكونوا 'أمناء' علي شرف المهنة وعلي أن يكون التليفزيون والإذاعة معبرين عن إرادة الشعب وثورته وتضحياته.. أولي الخطوات هي تخليص ماسبيرو من بقايا نظامي مبارك والإخوان فورا وإلغاء كل الترقيات التي وضع فيها نظام الإخوان رجالهم في أهم المناصب! ووضع معايير حقيقية لاختيار القيادات وترقيتهم وسد ثغرات الفسادالقانونية وغير القانونية وتطوير إدارات التسويق والإعلان وتفعيل إدارات الإنتاج الدرامي والتوثيقي والبرامجي لاستعادة ريادتنا في هذا المجال والدرامي منه علي وجه الخصوص.. كما لابد من تفعيل دور معهد التدريب التليفزيوني وإلغاء الإدارات والوظائف والمناصب والمسميات الوهمية ودمج القنوات والإدارات المتشابهة وتقليل الاستعانة بالصحفيين والمتعاملين من الخارج.. لابد من إعادة تقييم تجربة الإنتاج الدرامي بهدف تقويمها وتكرارها.. بعدها سيكون ماسبيرو قادرا علي أن يواجه قنوات التحريض والفتنة الطائفية وقنوات الخيانة وقنوات رجال الأعمال.. بإعلام يدافع عن قضايانا القومية وعن أمننا القومي.. فنري قنوات تزيد من روابطنا الثقافية والحضارية في وادي النيل وإفريقيا وقنوات تعبر عن إنتمائنا العربي القومي وأخري تبرز ثقافتنا البحر متوسطية وأخري تعمق روابطنا بالثقافة الإسلامية والمسيحية.. وأخري تشرح عمق حضارتنا الضاربة في التاريخ المصري القديم منذ 7 آلاف عام ويمكن وقتها إنشاء قنوات موجهة تفضح الواقع السياسي الحقيقي لإعدائنا في تركيا وقطر وأمريكا وإسرائيل.. ليس كل هذا ببعيد إذا بدأنا في خطوات التصحيح السابقة.. فهذا هو ما يحقق الريادة الكيفية لا الكمية.. ويتحول إعلامنا وفي القلب منه التليفزيون العربي في مصر إلي درع حقيقية تحمي هويتنا وثقافتنا وتلعب دورا تنويريا في توعية الداخل والخارج ودحض مؤامرات الإرهابيين والأعداء والتصدي لكل الأفكار الرجعية والظلامية. خبير إعلامي [email protected]