بعد خطفه والتنكيل به كان القرار من المؤتمر الوطني العام – الواجهة الحقيقية لجماعة الإخوان وقوي تطرف في ليبيا هو سحب الثقة من رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان، حيث تمكن من الفرار إلي ألمانيا في 11 مارس الماضي بعد أن توقف في مالطا لعدة ساعات، وقبيل أن يصدر قرار من النيابة العامة بالقبض عليه.. يقول الإعلامي 'مصطفي بكري' خلال برنامج 'حقائق وأسرار الذي يقدمه علي قناة صدي البلد بأنه وفي اول تصريحات لزيدان بعد هروبه قبيل أن يصدر أمر بالقبض عليه اتهم جماعة الإخوان في ليبيا بأنها وراء قرار سحب الثقة من حكومته وعرقلة عمله في الفترة الماضية، وبأنه ليس أحسن حالا من جماعة الإخوان، فقد روج لجرائمها وتعاون معها، ثم بعد أن تم إقالته وسافر إلي الخارج راح يقول كلاما عن المحاكمات اللاعادلة وغيرها عكس ما كان يردده أثناء توليه مهام منصبه. وأكد 'بكري' علي أنه منذ بداية حصول علي زيدان علي ثقة المؤتمر الوطني الليبي في 14 نوفمبر 2012 كرئيس للحكومة، كانت جماعة الإخوان تسعي إلي افشاله في مهام الحكومة، فظل الرجل يدور في حلقة مفرغة، ظنا منه أنه قادر علي فرض سيطرته وحكمه، ولم يكن علي زيدان يدرك منذ اللحظات الأولي أن حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، قد أمسك بمعظم مفاصل الدولة، وهيئاتها ومؤسساتها المختلفة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية أيضا، لكنه أدرك بعد ذلك أن حكومته مجردة من الصلاحيات وأنها مجرد واجهة لا تمتلك سلطة فعلية علي الأرض، فيما راهن علي زيدان علي أن نجاحه مرهون بالتصدي لحزب العدالة والبناء الإخواني، والذي يسيطر علي البلاد عبر الميليشيات المسلحة سواء التابعة للجماعة أو ل 'قوي التطرف' أو لتنظيمات الإرهاب التي قدمت من الخارج. وعندما حاول علي زيدان مع بدايات حكمه أن يفرض سيطرته فوجئ بوزراء حكومته يؤكدون له أنهم لا يملكون أية صلاحيات داخل وزارتهم المختلفة حيث أكد الوزراء أن أي موظف مدعوم من حزب العدالة والبناء في أي وزارة كانت ومهما كانت درجته الوظيفية كان هو الذي يسير عمل الوزارة ولا سلطة للوزير داخل الوزارة علي أي موظف. هذا ويقول 'بكري' كان زيدان ينقل مجريات وتفاصيل عمله اليومي إلي المجلس الوطني الليبي متذمرا وساخطا في بعض الأحيان من هذا الوضع ويحذر من أن ليبيا الموحدة في طريقها للزوال إذا استمر هذا النهج في العمل، ولم ييأس زيدان وواصل جهوده بمحاولة استمالة بعض الميليشيات الوطنية في ليبيا من أجل الوقوف إلي جانبه والتصدي لمحاولات الإخوان المسلمين في ليبيا وقد حقق بعض الإنجازات المحدودة. أما بعد سقوط نظام مرسي في مصر وهزيمة الإخوان هناك في 30 / 6 / 2013 و 3 / 7 / 2013، وفور ذهابه إلي مصر بعد اختطافه بثلاثة شهور تقريبا مساء يوم 30 يناير 2014 واجتماعه بالقيادة الجديدة واعتباره أن ما حدث في مصر هو ثورة ودعم حقيقي لحكمه في ليبيا وأنه قد آن الأوان لبدء تعاون فوري وفعلي علي كافة المستويات خاصة الاقتصادية والأمنية مع مصر من أجل ضبط الحدود بالدرجة الأولي والسيطرة علي الوضع الداخلي الليبي. يقول 'مصطفي بكري' كان علي زيدان ينظر لما حدث في مصر علي انه انتصار حقيقي له ولكن العكس هو ما حصل تماما فور عودته من مصر يوم 1 فبراير 2014 صدر قرار إخواني ليبي بالتصدي لعلي زيدان واعتباره عميل 'لدولة جارة قمعية عسكرية' بل إن الإخوان ذهبوا إلي أبعد من ذلك في اتهامه بأن ذهابه إلي مصر كان من أجل التنسيق مع الجيش المصري لدخوله إلي ليبيا واحتلالها.